محمد علي كلاي
خاص ألف
2012-03-06
ليديكَ الطاهرتين
المُتعبتين كعينين
تحصدان الصحو
من بين أشواك الليل
قطراتُ عرق تسيل
كقافلةٍ خانها الدربُ
وخانتها ظلالُ الجهاتِ
...
لنبضاتِ قلبكَ الموزونِ
على إيقاع خطاك فوق الجمر
طوقُ أنفاسٍ
وتلويحةُ وجه طفلٍ
من بين خيوط الشمس
ومنحدراتِ النداء
...
وأنت وسط سياج حبالكَ
تسقي صبّارة روحكَ
وتداوي ساق زهرة الخشْخاش
وتلملمُ قسمات وجه أخيك على عجلٍ
...
وأنت في زاوية ربع الموت
تنسى شكلكَ في المرآة
وفي زاوية نصف الموت
تتذكرُ وصاياك
فتنتصبُ كالخريف الأصفر
لتنثرَ أوراقَ غدكَ
...
ويمرُّ يومك من بين قبضتيك
مسرعاً دون أن تراه ويراك
ترى وجه أخيك
وأصواتٌ تهتف :
تراجع قليلاً
ارفع رأسك
إياك أن تسقط
تماسك
بيمينك
بشمالك
بزفيرك
بشهيقك
بعينيك
ويدور الصوتُ في رأسك
ليُعيدَ ترجمة الصدى
ولتُدرك مكانك
ومكان الجمر وبقاياه
....
حلبة ٌ ورجلٌ ثالثٌ بينكما
وألفُ عينٍ وعين
وأنت وأخوك
تتهامسان نظراً مُتعباً
تلبسان شكلاً مرعباً
تحتضنان بعضكما سراً
ويشربُ كلُ واحدٍ منكما
فنجان رائحة عرق الآخر
وتفترقان على عجلٍ
...
كأن الحلبةَ ليلٌ مظلمٌ
وأربعُ نجماتٍ تتطاير
كنحلاتٍ على وجهيكما
نجمتان للفجر البعيد
نجمتان للصبح الأبعد
بحرٌ هائجٌ في الوراء
منحدرٌ خطرٌ على اليمين
حممٌ تسيلُ نحوك من الشمال
ويبقى الأمام لك كنورٍ ممتدٍ
من شق نافذة وجه أخيك
ويبقى وراؤك نوراً ممتداً
من شق نافذة وجهكَ لأخيك
...
قفا قليلاً
واسقيا زهرة الخشخاش
فإن الرجلَ الثالث قلبه مُتعب
وقدِما له فنجان عرق جسديكما
فإن العيون لا يملؤها إلا العرق المالح
...
ومرّ العمر يا ( كلاي )
هل تتذكر كمية العرق
والنداءات و صداها ؟
...
_ لا
...
الآن وأنت فوق قدميك الهرمتين
وبين يديك الراقصتين كساعتين
هل تتذكر تلك العيون ؟
...
_ لا أتذكر سوى وجه أخي
ولا يذكُرُني أحدٌ سواه
منذ قليل كان عندي
جاءني على قدمين وعكاز
شربنا قهوة الصباح عند النافذة
وكان المارون يمشون على عجلٍ
لم تقع عينُ أحدٍ منهم على النافذة .
...
ومرّ العمر يا ( كلاي )
مسرعاً كسرعة لكماتك
هل كنت تُدرك مروره
من بين قفازيك ؟
...
_ لا
...
هل مازلت تشعر أنك متين ؟
أم أنك تختبيء وراء ذاكرتك
خوفاً من الموت
هل فكرت بوجه الموت ؟
...
_ الموت ليس أخي لأفكر به
والموت لا يشاركني
سقاية زهر الخشخاش مثل أخي .
...
ويمرّ العمر يا ( كلاي )
وتنقطع الحبال
ويصبح جمر العمر رماداً
ينثره المارون بخطاهم
ويبقى وجهك و وجه أخيك
كزهرتي خشخاش
لطفلٍ أتعبه التلويح
ليديك الطاهرتين
المُتعبتين كعينين
تحصدان الصحو
من بين أشواك الليل
....
راهيم حسّاوي _كاتب مسرحي
2011
08-أيار-2021
06-أيار-2013 | |
21-آذار-2012 | |
06-آذار-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |