الغرباء قصة: فيليب تايت ترجمة:
خاص ألف
2012-04-18
قبل تسعة عشر عاما ترك أرنولد زوجته، ماري وابنته روز وابنه الصغير أرنولد الابن. وحينما يأوون للنوم كان يرسل لهم قبلاته في الهواء من الرصيف ، ثم يصعد إلى سيارته سوبارو ويقودها بعيدا بكل الهدوء الذي يمكن لسيارة قديمة بمحرك متهالك أن تنطلق به .
ما أن تلاءم مع إيقاع الطريق، همسات الدواليب التي تدور بلا توقف، والخطوط البيضاء في منتصف الشارع والتي تمر من تحته، وارتفاع ثم انخفاض الضوء باستمرار كلما مر من أعمدة النور، فكر بالعودة، ربما، في غضون أسبوع. ربما في غضون شهر. في المذياع وطوال الوقت رجلان يناقشان مشاكل الحرب والسياسة والجانب الخطير من الحياة بأصوات جهورية. ثم بعد عدة أميال وصل لحياة جديدة، ولعمل جديد في المعمل، ولشقة بشرفة صغيرة منها يمكن أن ينظر إلى العالم، مكان شعر فيه بعكس حالة الإفراط.
ثم كتبت له ماري. وقالت له: " لم يمت أحد. ولكن يجب أن تعود. انظر ماذا جرى لنا". وأضافت توقيعها بقلم شنيار أسود، وبخط ثقيل وعريض. أمسك بالرسالة تحت الضوء الأصفر، القادم من نافذة غرفة الطعام، كما لو أنها رسالة تعود لشخص آخر. شرب جرعة ماء ليبلع دواءه: حبوب زرقاء وصفراء وبيضاء، وكبسولتا جينكجو لشحذ الذاكرة.
في اليوم التالي حزم ما يحتاج من أشياء لأسبوع. ولم يقرر أن يقود السيارة بسبب مشكلة في وركه. ونادى على سيارة عامة لتحمله في الحادية عشرة إلا الربع، وهكذا يصعد إلى الطائرة في الثالثة. جلس على الشرفة الأمامية وهو يدخن بانتظار وصول السيارة. وكانت حقيبتاه عند قدميه. وعادت ذاكرته إلى عبارة " انظر ماذا جرى لنا". على الأرجح أنها الآن حوالي الخمسين، وروز تقترب من الثلاثين، والصبي الصغير، أرنولد، ربما وصل العشرينات من عمره. بعمر طالب جامعة. لا شك في ذلك. في خيال أرنولد تبدو زوجته وابناه بشكل ضبابي وبلا قسمات واضحة. من غير لون ولا معالم، وأصواتهم أشبه بهمسات خافتة تتردد في الخلفية.
سوف يكون أرنولد غريبا عليهم أيضا. تابع التدخين، وتصور نفسه رماديا وظليا، وقسماته ليست واضحة. ولدى وصول السيارة، استقر في المقعد الخلفي، وهو يفكر: لهذا السبب غادرت.
" ماذا تقول؟".
" لا شيء. كنت أفكر بصوت مسموع".
" اعتقدت أنك تقول شيئا".
" ربما. من يدري".
نظر له السائق بالمرآة.
في المطار، أمعن النظر بالمدرج الواسع، كانت الطائرات تحط وتطير. تساءل: لماذا أنا عائد؟.
كانت رحلة بعيدة، والهواء في الطائرة جاف رائحته خانقة، كما لو أنه بلا روح وحقن عوضا عنها بالكيماويات. تناول قرصي أسبرين وحبة واحدة ضد الدوخة وحبة ملح، لأنه يعتقد أنه سيتعرض للتجفاف بسبب الارتفاع. ثم شرب الصودا وشعر بالتعاسة لأنه لا يستطيع أن يدخن. كان معتادا على التصرف بحرية.
على الرصيف أمام المدرج، شرع بالتدخين واستنشاق الدخان ، وكانت حقيبته بين قدميه. توقفت سيارة عامة، دخل إليها، وذكر للمرأة العنوان. كان الهواء هنا رطبا وحارا، فشعر بعودة الحياة له. ابتلع قرصي أسبرين آخرين. وقرص ملح آخر، وحبتي كافائين. وثلاث كبسولات جينكجو. ثم تساءل ماذا يمكن أن يحصل لو أفرط بالأدوية، هل من الممكن أن تكون له ذاكرة حادة.
كانت زجاجة الماء فارغة. فسأل المرأة : " هل لديك شيء للشرب هنا؟". تجاهلت سؤاله.
كانت حنجرته جافة قليلا. وعندما غادر السيارة إلى رصيف بيته القديم، لم تنظر له السائقة. ولكنه لم يرغب إن يكون خشنا. فمنحها دولارين كبقشيش.
قرع الباب. قرع مرة ثانية. ثم شاهد الملاحظة المكتوية على رقعة ورق أصفر: " المفتاح عند الجيران. ابحث عنه في البيت المجاور". وكان يوجد سهم يشير الى بيت باتجاه الشرق.
ردت امرأة بشعر مستعار مصفف فوق رأسها بكومة مرتفعة. كانت شفتاها حمراوين ووجنتاها ورديتين على نحو غير طبيعي. وبين أصابعها سيجارة. قالت له:" أنت أرنولد. يمكن أن أتعرف عليك أينما رأيتك".
" سمعت أنك تحتفظين بمفتاح بيتي".
" ولكنه ليس بيتك بعد الآن يا أرنولد".
" أعني كان بيتي. وهناك ملاحظة تقول أن المفتاح معك".
" نعم".
" وأفترض أنك ستتفضلين بتقديمه لي. أليس كذلك؟".
سحبت المفتاح من جيب ثوبها، وقبضت عليه بين أطراف إبهامها وبنصرها. وقالت و هو يأخذ المفتاح:" ها هو".
مصت سيجارتها، لمت شفتيها في طرف فمها، لتتجنب نفخ الدخان بوجهه. وقالت:" أنت لا تتذكرني. أعتقد أنك لا تتذكرني".
نظر بوجهها مرة أخرى. الحاجبان المرتفعان، الشفتان القرمزيتان، العينان الضيقتان. وسألها:" منذ متى وأنت تعيشين هنا؟. أنت السيدة، أظن، السيدة كراتز؟".
نظرت إليه من وراء أنفها، ونفخت الدخان نحو السماء. وقالت:" أحسنت".
" لقد مضى وقت طويل. حقا هو وقت طويل. ولكنني أتناول كبسولات جينكجو".
" لماذا؟".
" للذاكرة. إنها تقوي الذاكرة".
" وإذا أنت تتذكرني؟".
" طبعا. أنت و ...".
مصت الدخان من السيجارة ، ونفخته في المسافة التي تفصل بينهما، وقالت:" لقد توفي". ثم أضافت وهي تشير باتجاه بيته القديم:" أنت لا تعرفهما، كلاهما".
لاحظ كيف أن البيت يبدو متهالكا. السقف يتعفن. نافذة واحدة مكسورة والأعشاب تحيط بالأساسات. قال:" أفترض أنك تعرفين أين هم".
أخذت نفسا من السيجارة، ونفخت الدخان. وقالت:" غادروا البلدة. وسيكونون في فندق لعدة أيام".
" لماذا إذا طلبت مني العودة للبيت؟".
هزت كتفيها وقالت:" ربما سيعودون. ربما لا يعلمون أنك ستحضر بسرعة. كل ما أعرفه هو ما أخبروني به".
في داخل البيت كان الموقد فارغا وباردا، والنوافذ ليست نظيفة، ومفارش الأرض مهترئة. أما غرفة الجلوس كما هي في الذاكرة. الأثاث مألوف له. ربما أعيد ترميمه.
وكلب ضخم وعجوز يتجول بين الغرف ، ويأتي من غرفة النوم ليرقد قرب الموقد البارد. وعلى ما يبدو لم يلحظ أرنولد. لونه أصفر و يميل قليلا للبني. شعره غزير. وعندما رقد على الأرض مد لسانه. ثم اهتز قليلا كأنه غير قادر على التنفس. أخذ أرنولد نفسا عميقا، ثم أشعل سيجارة، وجلس على حقيبتيه، ونفض الرماد في نفاضة السجائر التي رآها على طاولة فناجين القهوة. عاد كل شيء له بالتدريج، حتى صحن السجائر، واللوحة المعلقة فوق الكنبة، التي تصور مشهدا لغابة من أشجار الصنوبر مع غزال. وتساءل هل من المناسب أن يفتح حقائبه.
نام في تلك الليلة على الكنبة. وأكل شطيرة من زبدة الفستق في وقت العشاء ثم صنع شطيرة أخرى اقتسمها مع الكلب، وبعد ذلك شاهد برامج التلفزيون - برنامج مضجر عن الكلاب و أصحابها - ثم ارتدى منامته وحول الكنبة إلى فراش بواسطة وسادة وغطاء رقيق. واستلقى لفترة طويلة قبل أن ينام، وهو يتخيل صور الثلاثة، تخيل أنهم بلغوا عمرا متقدما، ثم عادوا لفترة الصبا والشباب، ثم تخيل أنهم مسخوا لكلاب: وحضروا بسرعة إلى البيت، وألسنتهم تتدلى من بين فكوكهم، ومخالبهم الطويلة تخدش الأرض العارية قرب الباب الأمامي، ثم شكلهم العام وهم يقفزون عليه.
في الصباح رن الهاتف. كانت الجارة، السيدة كارتز، وقالت له:" أخبروني أنه ليس بمقدورهم الحضور اليوم، خذ راحتك".
" حسنا ، أين هم؟".
" في ذلك الفندق".
" أي فندق؟".
" لم يخبروني. أقول لك، إنهم ليسوا كما تعرفهم، وهم يعبرون عن أنفسهم كما يحلو لهم".
أخذ أرنولد سيجارة من العلبة وقال:" ما معنى ذلك؟". وبحث عن كبريت بينما هو يحضن الهاتف تحت رقبته.
قال:" لا شيء. فقط لأنه مرت فترة طويلة. أنت تعلم عواقب ذلك ، أليس كذلك؟".
لم يشتعل الثقاب، وتجول الكلب قادما من المطبخ، وهو يضرب الأرض بأقدامه، وينظر لأرنولد. كان جائعا. وينتابه العطش وبحاجة لمن يحك له مؤخرة رأسه. وكان يرغب بنزهة.
في وقت متأخر تلك الليلة، رن الهاتف مجددا. كانت السيدة كاتز وقالت له:" سيحتاجون لعدة أيام إضافية يا أرنولد".
" هذا اللغز يصيبني بالجنون. هل دعوني لبيت مهجور؟ لا أفهم ذلك".
وقف الكلب العجوز عند قائمتيه، وهو يربت على الأرض، عيناه مغمضتان، وخاصرتاه تتنفسان.
قالت:" ماذا بوسعي أفعل؟ أنا جارتهم. وأنقل لك رسائلهم. اعتبرني مجرد وسيطة".
" مثل الأشباح؟"،
" كلا، وسيطة، رسول من الفندق الذي تقطن فيه عائلتك".
في الصباح خرج مع الكلب في نزهة، ودار حول الباحة الخلفية. كانت نفس الباحة، ونفس الأشجار، ونفس السور، ونفس البيوت التي تنتصب في كل الجوانب. ولكن كل شيء كان أعلى وأقرب. شعر قليلا بحالة الرهاب من الأماكن المغلقة وهو في تلك الباحة ليدخن، كان الكلب يتجول على الأطراف، ويشم.
جلس أرنولد على الطاولة الصغيرة في الشرفة ليقرأ صحيفته. لم تكن هناك أخبار مهمة. الفقرات كلها معروفة لديه. نعم، كانت الحرب تسير باتجاه سيء. نعم، الاقتصاد فاسد مثل مياه الصرف الصحي.. نعم، كل تلك البنات الصغيرات في الواجهة. ترك الصحيفة. وأشعل سيجارة، ثم نادى على الكلب. " تعال يا دوغي" وجاء إليه مباشرة، وتكوم عند موطء قدميه. فقال له:" يا لك من كلب رائع".
في البيت المجاور، على الطرف المقابل من السور، كانت السيدة كراتز هي تنشر الثياب على حبل الغسيل. لم يكن بمقدوره أن يراها، ولكن سمع الأصوات الصادرة منها، وهي تنفض الغسيل، وترمي السراويل والقمصان والمناشف على الحبل، وتتكلم مع نفسها. وقف أرنولد على طاولة المصطبة ليراها. وثبت أقدامه كي لا يقع. وفكر: بمقدوري أن أستقر هنا. نفخ عدة حلقات من الدخان، وراقبها و هي تطير نحو الجيران. وتصور أنها ستتوسع و تصبح رقيقة و لكن لن تختفي.
عندما انتهت السيدة كراتز من الغسيل رأته.
لوح أرنولد بيده، و السيجارة فيها، وتلك الحلقات تندفع بطريقها. وضعت يديها حول فمها وقالت بصوت مرتفع:" انهم يتحدثون عن عطلة نهاية الأسبوع".
فرد يصيح:" أفترض أنه لديهم مشكلة".
هزت كتفها، وجمعت سلتها الفارغة الخفيفة، وعادت لمنزلها. وثوبها يطير وراءها. بأزهاره الحمراء والزرقاء الكبيرة. وقف أرنولد على الطاولة، ليدخن، حتى توارت عن الأنظار. ثم التفت نحو الشمس ليراقب خياله الطويل وهو يستطيل فوق الباحة.
مات دوغي يوم الخميس. لم يغادر غرفة النوم حينما نادى عليه، وشاهده أرنولد قرب السرير مقلوبا على جانبه، وجسمه متصلب و بارد ولسانه الوردي خارج فمه. حمله بمنشفة وأخذه إلى الباحة الخلفية. وجد المجرفة نفسها في السقيفة وكان اشتراها من متجر الأشياء الثقيلة من عشرين عاما مضت. استعملها ليحفر قبرا في نهاية الباحة كي لا يؤذي جذور الأشجار. كانت الأشجار أكبر حاليا، وجذورها تمتد حتى منتصف الباحة. وسال عرقه حتى صنع قبرا كبيرا بما فيه الكفاية. جلس قليلا على الطاولة يدخن ويجفف عرقه، وهو يختلس النظرات من الكلب الميت الملفوف بمنشفة زرقاء.
عندما انتهى، حمل دوغي إلى الحفرة، ووضعه فيها بلطافة، ثم أهال عليه التراب. شعر بالبأس ولم يفطن للسبب. بعد العشاء وجد زجاجة براندي في الخزانة فوق الموقد وسكب لنفسه زجاجة صغيرة. لم يكن مدمنا. وكان البراندي قويا عليه. رشفه قطرة في كل مرة، وهو يأخذ أنفاسا من سيجارته، ليخفف من حرقة لسانه وحرقة مؤخرة الحلق. نادى على دوغي لمرة. ولكن البيت كان هادئا وكئيبا. وكل النوافذ حالكة.
وعندما اتصلت الجارة، أسرع للهاتف.
قالت له:" أخبار سيئة. لن يتمكنوا من الوفاء بوعدهم".
" ما معنى هذا؟".
" لا أعلم. أخبروني بذلك فقط".
" تقصدين لن يأتوا أبدا؟".
" لا أعتقد أنه بالإمكان أن يعيشوا في فندق إلى النهاية".
" كم ستطول الفترة آذا؟".
" قلت لك كل ما أعلم يا أرنولد. تذكر أنا وسيطة".
جلس أرنولد على الكنبة. وهو يرشف البراندي التي لا تحرقه الآن. ودخن سيجارة. مال بجذعه للأمام ونفض الرماد في صحن سجائر. كانت النوافذ حالكة، الكلب ميت. وعائلته في عطلة بمكان ما. تصور أنهم يسبحون في بركة. و يتناولون العشاء في مطعم. و يقرأون صحف الصباح على شرفة ترى منها مدينة بعيدة. و تخيل أنهم معا يضحكون من برنامج في التلفزيون. ثم مرهقين من يومهم الطويل وكل شيء قاموا به، عادوا لأسرتهم المغطاة بملاءات باردة وفرشات مريحة. تناول قرصي ملح، وكان هذا يناسبه، ولكن قرر أن لا يتناول حبات الجينكجو.
في بواكير الصباح اتصلت الجارة. كان أرنولد مخدرا، بسبب أقراص الملح برأيه. ذهب إلى طاولة المطبخ وهو يستمع لها بعينين مغلقتين.
قالت له الجارة:" سأغادر لعدة أيام. وستكون وحدك".
" وأنت ستبتعدين إيضا؟".
" لعدة أيام. أسبوع بأقصى حد على ما أعتقد".
" حسنا، لتكن رحلتك سارة. أرسلي لي بطاقة".
لم يفتح أرنولد كل متاعه أبدا. وضع الثياب المتسخة في حقيبة واحتفظ بالنظيفة في حقيبة. لن يستغرق وقتا طويلا قبل أن يغادر، وهذا ما كان يفكر به وهو يدخن على الشرفة، ينظر إلى الشارع نحو السيارات، كان يعتقد أنه لن ينتظر بلا نهاية.
في ليلة الأحد دخلت سيارة في الممشى ووقفت قرب واجهة البيت من الأمام. استيقظ بعد أحلام مزعجة، تبادر لذهنه أنه تناول الكثير من الأملاح، أو القليل من الجينكجو. سمع صوت السيارة، فراملها الرديئة وصوت محركها الصاخب. ثم أصواتهم: زوجته وابنه وابنته. كانوا يتثاءبون ويتمطون ويقولون لبعضهم :" يا لها من رحلة. وقال أحدهم بصوت غير متمايز:" نعم".
ارتدى أرنولد سرواله واقترب من النافذة. أمكنه أن يراهم في ضوء داخل السيارة، جثامينهم غير الواضحة والأمتعة التي حملوها من سلة ومن صندوق السيارة. تحركوا معا، بكتلتهم الرمادية التي لا شكل لها. ومروا في الظلام، وهم يطرقون على الرصيف ويصعدون الدرجات حتى الشرفة وكأنهم غرباء. نظر لهم أرنولد من النافذة، وهو قلق لأنه لن يتمكن من تفسير ما حصل لدوغي وغيابه المفاجئ.
فيليب تايت Philip Tate: كاتب أمريكي من مواليد كنساس. حاز على إجازة في علم النفس من جامعة كنساس الحكومية عام 1969، وعلى ماجستير من كلية فيرمونت عام 1993. يعيش في كورتلاند بنيويورك.
المصدر المجلة الأمريكية سرديات
ترجمة صالح الرزوق / 2012
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |