ذكِّرني يا صاحبي أزماناً لا ترتجِفُ
و آلهةً لا تنام
حدِّثني عن أشجار لا تنسى الربيع
عن العالم قبل أن يُغطّيَ الجليدُ وجهَهُ
حين كان للهواءِ رائحة
و للمشي معنىً ما
...
حدِّثني عن الطريق التي كانت تتلوّى
تحتَ أقدامِهِم كامرأةٍ تُغتَصَبُ
أثناء الأعياد الوطنيّةْ ...
...
تلسَعُني نحلَةُ الفرحِ على خاصِرتي
أُمي تندُبني بينما نرتَشِفُ الشاي ببطءٍ
كما يفعلُ الأصدقاء القُدامى
و أبي
- كعادتِهِ -
ينتظِرُ حياتَهُ التالية بفارِغٍ من الصَّبر ...
...
جُنودٌ يرتدونَ لباساً مُوحَّداً
لباس أبيض كما لو أنَّهم حقلٌ من القُطن
و بالقُرْبِ تَستَحِمُّ بِظِلِّها فتاةُ أحلاميَ
ريثَما أعودْ
...
يَختَلِط الحاضِرُ و الماضي في كلماتي
لا فرقَ بينَهُما إلّا في حَسابِ الأنفاس
التي تُعَدُّ على أصابعِ اليدِ الواحِدة ...
...
اليَدُ التي تَحمِلُ المِفتاح
الذي سيفتَحُ لنا الجنَّةَ عمّا قليل
...
بابُ التُرابِ أُغنيةٌ مُمَزَّقةٌ بِحنينٍ ما
بابُ التُرابِ يَعُجُّ بالعائدينَ من المأساةِ
سِماهُم في وجوهِهِم
وعلى أثوابِهِمْ عُلّيقُ اليقينِ
أخضرَ ... أخضرْ
...
تَتَّكِئُ الأشجارُ علينا
في ساعةِ الظهيرةِ هذِهِ
و الليلُ زائرٌ من الجبصين
دَرَّبنا نُفوسَنا طيلةَ هذا اليوم الأبديّ
لأداءِ التحيّة كما يَليقُ بِهِ ...
تحيّة زرقاء كَبَحْر مُستَلقٍ على جِدارْ
...
وحدها ... الموسيقا التي كُنّا نأنسُ لها فيما مضى
ترفُضُ الزّوال
موسيقا تنهَمِرُ علينا كرذاذٍ ناعم
غير آبِهةٍ بوجوهِنا الرماديّة
و انتظارنا الرَّصين
...
حائط الجيرانِ يعلو
يَعُضُّ على السماءِ بِأسنانِهِ الشائكة
بنتُ الجيران التي لا تَكُفُّ عن الغيابِ
ترتَعِشُ في ذاكرتي
هناك .... حيثُ اللاجدوى بارقةُ الأمل الباقية
...
( الموتُ ليس سوى فاصِلَةٌ على صفحةِ الحياة )
...
هكذا نُخاطِبُ أنفُسَنا مُراقِبينَ عَرَبةَ الخطيئة
التي تَدوسُ ما كُنّا نُسمّيه ( البراهين ) في المدرسة
...
بحُضورٍ إلهٍ اعتدناهُ لنا
... لا علينا