"اعتقال" مسرحية من مشهد واحد
خاص ألف
2012-05-23
المكان: شارع ما في مدينة دمشق.
الزمان: نهار.
الشخصيات:
الشاب (1)
الشاب (2)
فتاة الجمهور
فتاة تحمل لافتة
رجلا أمن
الشاب الذي يشحطه رجال الأمن
ملاحظة: النص كُتب كي تُمثل المسرحية ضمن مظاهرة حقيقية.
رَجُلا أمن يجران (يشحطان) شاباً وراءهما، وهو يصرخ: "تركوني، لك تركوني، ماعملت شي." في الخلف تظهر فتاة تحمل لافتة كُتب عليها: "أوقفوا الإعتقال.. نريد أن نبني وطناً لكل السوريين". تبقى الفتاة حاملة اللافتة طوال مدة المسرحية.
شاب (1) يأتي من الخلف ويتحدث بعفوية إلى أن يرتفع صوته تدريجياً:
وين عم ياخدو البلد، أحسن وأفهم الناس عم يدخلو عالمعتقلات وما عم يطلعو لتطلع روحون، ليش شو عم يعملو، وشو مطالبون، ليكون مفكرينون إرهابيين. الصحفي، والدكتور والموسيقي والكيميائي ووووو كل الناس الفهمانة لازم تدوق العذاب يعني، لك ليش، فهموني لييش عم يتاخدو؟
إنو شو، حدا يفهمني شو؟ ليش؟ شو الذنب العظيم اللي عم يعملو؟ يعني اذا طلعت بمظاهرة بتعتقل، واذا كتبت شي عالفيس بووك بتتاخد، وإذا حكيت مع رفيقك بموضوع سياسي شوي بيلتعن أبوك، وإذا وإذا وإذا وشو بدي عدّ لعد، لك آخ، يا ريت هالكلمة تفيد لك...
يدخل شاب (2) ويقاطعه: وأنت ليش مزعوج، وعم تعيط. شو أفهم من الجهات المختصة أنت؟ هدول عم يحمو أمن البلد، والناس اللي أنت مفكرهون فهمانين، هدول بدون يخربو البلد وأنت مو عرفان، روح شوف كل واحد شو الأجندات تبعو ولمين تابع ومع مين متفق ليخربو البلد.
شاب (1): لا ولو، هلئ بشرفك عم تحكي؟؟ اي شو ليش مين هني المعتقلين، ما هني أخي وأخوك، جاري وجارك، هلئ بطلت تعرفون يا أستاذ.
شاب (2): وأنت شو عرفك بالنفوس؟ شو عرفك إنو ما عم يقبض من هون وهون؟
شاب (1): لك، كيف عم تفكر أنت؟ لك هالنظام كان ما عم يخلينا نثق ببعض، خلانا نكره بعض، ما عاد نصدق حكي بعض، صرنا ما عاد....
شاب (2) "مقاطعاً": لا تلزقا بظهر النظام، نحنا شعب جحش
شاب (1) بعصبية: لا نحنا مو شعب جحش، أنت اللي عم تفكر متل الجحش. بعمرك سمعت بشعب جحش، ما في شعوب جحشة، الشعوب حرّة بس فتحلا مجال.
شاب (2) "بلهجة مهددة": احترم حالك ولا وإلا........
تصرخ فتاة من بين الجمهور: لك خلاااااااااااص، بس اسكتوا. وتمشي لتقف بجانبهم. لك حاج تحكوا وتتهموا بعض وتتخانقوا، لك المعتقلين، لك عيب عليكون، لك إنتو إخوات، وعايشين سوا من عشرة الاف سنة. لك خلينا نبني البلد سوا، خلينا نعيش مع بعض، ما حدا بيضرب حدا وما حدا بيعتقل حدا ولا حدا بيدعس على راس حدا، خلينا نعيش بكرامة وحرية بدولة مواطنة. تبدأ الفتاة بالبكاء. لك حاج ضرب وتعذيب وإهانات، وقفوا مشان اللي بتعبدوا، لك بيكفي حاج. بدي أخي اللي إلو تلت شهور مو عرفانة وينو. لك بدي رفقاتي اللي بيسوا الدنيا وما فيها. وقفوا الاعتقالات والقتل بدنا نبني البلد كلنا سوا.
شاب (1) يبدي تعاطفه ويمشي باتجاهها ويقول: لا تهتمي يا أختي، بوعدك وعد شرف، طول ما في دم بعروقي رح اشتغل لأبني البلد وحاول وقف هالممارسات اللي ما بترضي حدا، رح نشتغل كلنا سوا لنوقف هالاعتقالات وهالقتل.
شاب (2) يبدأ الهتاف: ويا معتقل لا تهتم نحنا أخواتك بالدم
يردد بقية الشباب وراءه: ويا معتقل لا تهتم نحنا أخواتك بالدم
شاب (2): أم المعتقل تلت صفقات ابنك بطل
البقية: أم المعتقل تلت صفقات ابنك بطل
وتتحول المسرحية إلى مظاهرة، يردد أحدهم والبقية يرددون وراءه:
أبو المعتقل.. ارفع راسك.
أم المعتقل.. ابنك بطل.
يا معتقل لا تخاف أنت الحرية مو الإرهاب.
يا معتقلنا ويا غالي.. اسمك ما يروح من بالي.
08-أيار-2021
26-شباط-2014 | |
27-آب-2013 | |
31-تموز-2013 | |
20-أيار-2013 | |
06-أيار-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |