قصة أرويها كشاهد:
خاص ألف
2012-07-24
عرف شاباً من الساحل أمضى وقتاً طويلاً من حياته في السجن. وفي الفترة التي كان فيها هذا الشاب معتقلاً عمل شاب في مثل عمره من مدينة حماه في صحافة النظام وتربى فيها ، وبعد حدوث مجزرة حماه تابع عمله في صحافة النظام ، وغادر البلاد بعد بداية ربيع دمشق إلى إحدى بلدان النفط و"الزلمي الله عطاه". في حين شارك الشاب الساحلي في العديد من النشاطات السياسية التي شهدتها سوريا تحت اسم: ربيع دمشق، وشارك في التظاهرات منذ شهر آذار ولا يزال تحت أمرة الثورة كما تقول السيدة زوجته، ورغم أنه اعتقل أثناء مشاركته في إحدى المظاهرات، عاد إلى تطويع حياته وتكييفها بما يلائم مشاركته في الثورة . الشاب الحموي يشن هجومه على الشاب الساحلي، سائلاً إياه: أين كنت أثناء مجزرة حماه! (كان في السجن في حين كان الشاب الحموي يعمل وينتفع من النظام) بل ويتهمه الشاب الحموي بأنه لم يكن سابقاً ضد الطائفية (الشاب الساحلي محارب من قبل الطائفيين من طائفته ويعد بالنسبة لهم عرعوري) وي فلم هو اليوم ضد الطائفية التي هي ردة فعل نزقة؟ ويؤكد أنه ضدها! (هو يتفهم -ولا يقبل- طائفية الطائفيين في الطائفة العريقة، ويدين طائفية الطائفيين في الطائفة الكريمة) ويزيد متهماً الشاب الساحلي: هذه طائفية مقنعة!!!! لأن الساحلي قال ما معناه: "المواطنة ليست منة من أحد على أحد!"
طبعاً الحوار بين الرجلين لا يشخص حالة البلد بشكل عام. ولكنه يشخص أمراض بعض مثقفينا! ولأن حارتنا ضيقة "ومنعرف بعضنا" أسأل الصحفي: أنت يا محترم ماذا قدمت وماذا فعلت حيال مجزرة حماه؟ وماذا فعلت في عهد الأسد الأب حيال معتقلي الرأي وحيال مختلف تجليات الاستبداد؟ وماذا تقدم الآن للثورة السورية قياساً بالناس الذين يحملون أكفانهم على أكفهم؟ طبعاً يسعدني أن تكون مع الثورة، ويفرحني أنك ضد الطائفية، حتى لو كنت في بلاد واق الواق، ومع دولة مدنية تعددية ومع دولة المواطنة والقانون. ولكن عليك أن تعيد الانتباه إلى أن "التوظيف" الذي تتباكى عليه في السابق لم يكن من نصيب من تتهمه بل كان من نصيبك! وأن النظام وظف "بالمعنيين" أشخاصاً من كل المنابت الطائفية. لماذا إذن تكرر هذه المعزوفة؟ هل تريد أن أكون صادقاً معك: أشعر أنك أنت من يتقنع بالعلمانية! ومن لا يعرف إلا القليل عن الآلية التي حكم بها الأسد الأب والأسد الإبن البلاد! وما تكتبه بهذا الخصوص ليس أكثر من "ردح" سمعته منك بصيغ مختلفة يستند إلى نقص معرفة، أو إلى نقص أخلاق، أثناء روايتك للتاريخ! و"التحريض" ضد الاستبداد لا يجعلك أكثر صدقاً حين تقترب من هذه الطائفة أو تلك!
08-أيار-2021
12-أيلول-2020 | |
03-آب-2012 | |
24-تموز-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |