كأس في صحة الثورة
خاص ألف
2012-08-06
كلنا اليوم نتألم لما يحدث لأولاد بلدنا و أهالينا السوريين االمهحرين عنوة عن بيوتهم و ديارهم .... لاجئين، نازحين، مشردين، ولكن ألمنا ينحصر عند كثير منّا بكلمات و أقوال و ليس بأفعال. أغلبنا يتعاطف و يقول: حسبي الله و نعم الوكيل، الله يعينهم على بلواهم، ليكن الله في عونهم، الله يهدّ عدوهم و يأخذ بيدهم.
و كثير منّا يذهب للصلاة ويخصص وقتاً للدعاء لكي يفرّج الله كرب اولئك المتضررين المساكين بنظره.
أنا مع كل هذا و لست ضد الدعاء و الصلاة و التقرب من الله ولكن ليس بهذا الشكل تُحل الأمور هنا على أرض الواقع.
المشاركة بإزاحة الألم و تخفيف الوجع ومسح الذل والهوان عن أولئك الناس و التواجد معهم بمحنتهم هو المطلوب و هو الإنسانية بحد ذاتها.
كلنا معنيون بما يحدث ....كيف تجرؤ أن تقابل نفسك و أنت تأخذ دوشاً مرتين على أقل تقدير يومياً، تحلق ذقنك كي تبدو على أحسن وجه، تبدّل قمصانك و سراويلك كما يحلو لك، تتعطر و تنام في سريرك هانئاً مطمئناً قرب زوجتك و أولادك، تتناول طعامك بالشوكة و السكين في صحنك الخاص كعادتك تماماً كما قبل الثورة، تتبعها بالفواكه و الحلوى المنتقاة على ذوقك الخاص أو ربما الرفيع.
تُنقّل قنوات التلفاز و أنت في جو مكيّف، وقد تكون تتناول الكاجو و الفستق الحالبي و تشرب كأساً في صحة الثورة.
كيف تتعامل مع إنسانيتك و أولئك الذين شردوا من أولاد البلد يتكومون فوق بعضهم في المدارس و أماكن التجمع، و أجسادهم تقطرعرقاً و تعباً و خوفاً من المجهول، يموتون من ذل و قهر و حر شديد. يأكلون من الصحن ذاته بأيدً خائفة و قلوب تنزّ ألماً، و هم بالتأكيد في قرارة أنفسهم يتساءلون: تُرى هل نحن الذين خارج سربهم، من الإنسانية بمكان، سنكون على قدر المسؤولية لنغير و نشارك بشكل إيجابي و فعّال في ذلك الوضع المريع الذين هم فيه يغوصون !!!!
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |