كل صباح هو صباح الخير ...صباح مجزرة جديدة... صباح قتل و دماء و أشلاء و كذب و ادعاء ....
صباح تطير فيه عيوننا تلاحق الطائرات لتعرف أي مناطق ستضرب.
صباح نستقبله تماماً كما تركناه ليلة البارحة أو فجر اليوم بفنجان قهوة مرُ بالدم, و مليء بالترقب و الانتظار.
****
كل صباح لا شيء يحدث إلا أننا نثبت سوريتنا أكثر .. من شام و حلب و حمص وحماة و درعا و اللاذقية و دير الزور و كل بلداتنا ريف ريف بيت بيت ... لاشيء يحدث إلا أننا ندرك أننا سوريون بفطرتنا ...
كل صباح ... صباح خير حين أصوات الشهداء تعلو في الأجواء إلى سابع سما ...و أمهات الشهداء ترفل بالحب تزورالمقابر بالجملة وليس فرادى ....!!!!!
****
كل صباح نحاول الإنشقاق عن ذاك الغضب الذي يعتمل داخلنا دون جدوى... نحاول الإنشقاق عنه بكل السبل و نفشل خوفاً من رصاص طائش يغتالنا من دواخلنا ...
****
كل صباح ...لا صمت إلا الضجيج, و لا موسيقا إلا قصف المدافع, و لا سمفونيات غير ألم متابعة جثث و أشلاء أهلنا و أبناء جلدتنا متناثرةعلى كل الشاشات و الأقنية المندسة منها و المغرضة والشريفة
ولا سيناريوغير غضب الألم الذي يتراكم داخلنا براكين, و نحن لا نقوى على رفع رؤوسنا و أعيننا عن الشاشات خوفاً من أن تكون عورات أبناء بلدنا مكشوفة للعيان لنسرع و نغطيها برموش أعيننا و نبض قلوبنا قبل أن يلمحها الغريب .
****
رغم أنني مسلمة بالوراثة ...ولكنني لم أنتمِ أبداً إلى أي مجموعة أو طائفة دينية, وعندي من الأهل و الأصحاب و الأصدقاء و الجيران و الأحبة من كل الأديان و الطوائف و القوميات الموجودة في سورية,و ليس استعراض كلمات ما أكتب و ما أحس .... لكنني أموت قهراً حين تُضرب أو تُستباح أو تُدمّر أيّاً من المقدّسات والبيوت الدينية مهما كانت و أينما كانت ... كوني ابنة أول أبجدية وجدت في التاريخ ومن أعرق الشعوب.... وابنة الإنسانية مثلي مثل شعبي.