من الذي وضعَ سبّابته الملعونة على الزناد ؟!
خاص ألف
2012-09-09
" على كفنكْ 
كتبتُ اسمك
بدمكْ
  عذراً صديقي ..
  حبرُ الوطنِ أحمرُ "
***
( إلى الشهيد نصر العلي.. 
أحد أبطال الجيش الحر معركة الميادين / دير الزور)
***
درجٌ أخيرُ 
لن تصعده بعد الآن ..
هو درجُ ذكرياتنا القليلة 
أو درجُ التسلقِ إلى الحتف ؛
تختالُ طاووساً 
حيثُ دمُكَ طريقٌأخرُ لكَ 
قطارٌ بعجلاتٍ سريعة 
لا يحملُ إلا الجنود الليلة
مجاناً،
بتذاكر مثقوبة قبلُ .
....
.نصر.
...
هل الماءُ ظمِئٌ لهذي المسافة 
التي قتلت عطشي بكَ .. لرؤيتكَ ؟!
أم أنّ البعدَ لقاءٌ لا يحتمل سوى اسم المستحيل ( الآن ) .
....
أجابَ الهاتفُ ..
ـ قال يزن : 
ـ نصرُ مااااااااااااااات !
هل لهذا الصوت رائحة ٌ تشبهُ الحُـلمَ ؟
هل للسياط التي تجلدني الآن 
وتمشي في ألمي 
وزرٌ ،
صديقاً سوف تموت 
قلباً بدم ٍ أبيض 
يضخُّ ..!
....
إجهاشاً لم أجهرهُ إلاّ في سرّي !.
كان عليكَ أن تصافحني قبل أن تُـقتل 
حتى 
في لقاء ٍ عابر ٍ ؛
...
" عندما التقينا صدفة ً عابرة في حافلة ٍ تقلّكَ إلى بيت المزّة 
وتأخذني إليكَ بعد قليلين " 
....
كان وجهُكَ برزخاً ـ مُـصفرّاً ـ 
وبين حاجبيكَ تلوح ثورةٌ لم تأتِ بعدُ 
وغمامٌ يمجُّ سمواتٍ سبعْ !
والليلُ رداءٌ عار ٍ 
وعيناكَ صقرٌ متحفّز لرائحة الطريدة 
والمطارد .
...
نصرُ 
...
هل فوق حجر ٍ مُـتَّ 
أم فوق ترابْ..؟
 نصرُ ،
هل متَّ 
بين العشب ِ 
الأخضر ـ أحمر ـ
أم تحت رصاص ِ المفاجأة ِ 
وشهقتَ :
ـ لماذا ...
يُـقتلُ المقتولُ دوماً 
وفي جيبه أخبارٌ جديدة
وأشواقٌ لم يستعملها ؟!
...
لم يشتقها ..
هي النخلةُ ..
ـ أي أمي ـ
الموتُ لا يعلم معنى الشوق 
فالذبحُ أدارَ مفتاحَ النزفِ
والدمُ 
جواب ..!
***
بارودتكَ المُنْشقّــة 
تشقُّ 
سماءً لن ترتق 
بهم . 
...
نصرُ 
...
ضحكتكَ مازالت على شفتي السفلى 
وشفاهِ الذين كانوا أصدقاء
والطرقات بين ( دمشقَ والفرات )
 تبحثُ عن حذائكَ الثرثار فوقها ...!
.
.
طلقة ٌ بين ضلوعكَ 
كانت كفيلة ً 
أن تردي أصدقاءك 
صرعى الاندهاش
.
.
طلقة ٌ 
وبكاء 
والرصيف يرتّبُ ملابسه للعزاء 
والنخلُ سواعدٌ مرتجفة ٌ 
ترحبُ بالتأبين ؛
بكاءٌ
وجرح
موجٌ غريق 
فراتٌ أحمرُ 
أمكَ التي 
تشعلُ السراجَ في ظلمةِ عيونها ..
أبوكَ الذي يموت الآن مرتين !
الحيُّ الذي تقطن فيه ليس حياً 
مات كذلك !
قصفُ الطائرات الصديقة 
المدفعياتُ الشقيقة 
الفوهات التي تضغطُ على ( ديوكها ) أصابعُ كفوفٍ
قد صافحتكَ يوماً ما ؟!
....
الديوكُ التي توقظكَ فجراً 
لن تُبشّر بعدُ بقدوم نهار
...مَـن همُ ؟!
.
.
.
وكأنكَ تضع فتات خبزٍ في يدكَ 
ترميه وأنتَ تمشي
وعنقكَ للوراء 
مستدرجاً نحوكَ موتاً نَــهِـماً 
يليقُ بالطغاة 
أو لا يليق بالمشهدْ .
.
.
ـ يدي ساعة ٌ تنتظرُ الوقت
كي أراكَ
تحمل موتهم بين شفتي فوّهة ِ بندقيتكَ الحَذرة ..
....
نصرُ
...
قل للهواء : 
ــ سأعودُ برعماً
أموتُ .. سأموتُ بين مخالب ِ وطنٍ لم يعرني انتباهاً يوماً !
فلا تنظر إلى سبابةٍ ملعونة 
وضعها 
الموتُ على الزناد 
....
وزفرتُ أنا 
فشهقَ الكونُ حين خفتَ هواؤك !
...
نصرُ 
...
أرى أن الموتَ ينهار الآن أمام أحذية الثائرين 
ويلتهم الطغاة
مرتجفاً كارتجاف قلوبهم . 
أحمد بغدادي 
2012 07 13 
 
08-أيار-2021
15-أيار-2021  | |
24-نيسان-2021  | |
03-نيسان-2021  | |
27-آذار-2021  | |
06-آذار-2021  | 
22-أيار-2021  | |
15-أيار-2021  | |
08-أيار-2021  | |
24-نيسان-2021  | |
17-نيسان-2021  |