"ملحد وطائفي" دعوة للتامل
خاص ألف
2012-10-23
في زمننا هذا, أعني زمن الانتفاضات والثورات والمطالب, ثمة تعقيدات هائلة جرت وتجري في منظومة القيم والأفكار والمواقف. فقد برزت على السطح بطولات لأشخاص عاديين من عامة الناس من جهة, وفضائح لوجوه معروفة ولتقدميين ويساريين سابقين اصطفّوا إلى جانب أنظمة مستبدّة. ومناضلين سابقين تحولوا إلى أبواق لهذا النظام أو تلك المجموعة المتحكمة, بل أغرب ما يواجهك من هؤلاء, العودة السمجة إلى ولاءات ما قبل الدولة الحديثة مثل الولاء الطائفي. يعني إنك تجد ملحد يتطرف في اشهاره لإلحاده لكنه بنفس الوقت "طائفي" بامتياز!!, ( لا ادري كيف يجمع الأثنين؟!!) فيحوّل كل حديث أو حوار حول ما يجري من حولنا نحو الاصطفافات الطائفية. فعندما تسأله عن رأيه بما يجري في سوريا أو مصر أو تونس يبادرك بالسؤال عن بلدك وبلدتك ليستنتج من الجواب انتماؤك الطائفي فيدير دفة النقاش نحو بحر الشكوك والظنون والاتهامات وهي الطريقة الأسهل والأرخص للتخلص من الاحراج. تجعلك أمثال هذه المواقف أقرب لتصديق فكرة تدور حول"ثقب الأوزون" الذي لابد أن يكون له دوراً ما في هذه الانقلابات في المواقف أو هذا الغبش في الصورة الذي يعاني منه الكثيرون!!. أو قد ترغب بتحقيق أمنية ذاك الفيلسوف الصيني الذي قيل له: ماذا ستفعل لو أصبحت مقاليد الأمور بيدك؟ فأجاب قائلاً: "سأُعيد تعريف الكلمات". لذلك نحتاج جميعاً إلى إعادة تعريف الكلمات وكذلك إلى فسحة للتأمل في أنفسنا وفي العالم الذي يدور بنا فقد رافقت التعقيدات سالفة الذكر طبعاً التعقيدات التكنولوجية التي سحبت الخيوط المتشابكة للعلاقات ونثرتها على مستوى حياة الإنسان بشكل عام. وإذا نظرنا حولنا نجد في بعض الأحيان حائطاً مسدوداً, العالم من حولنا يعاني من مشاكل في الاقتصاد والصحة والبيئة والتربية والإدارة وغيرها. وبما إن التطور العلمي والتكنولوجي هو شيء ضروري في هذا العصر ولكن هذا التطور فرض علينا أن نعيش بنمط سريع يؤدي إلى الإرهاق والتعب والضغوطات في بيئة مشحونة بالتلوث والأوبئة والأمراض والفقر وأخبار القتل وصور الموت والدمار والأسى واللوعة على وجوه الرجال والنساء والأطفال, لذلك كانت الحاجة ملحة لشيء جديد, ولمعرفة جديدة, وهي مايعرف الآن بالتأمل التجاوزي. ولمن لا يعرف ما هو "التأمل التجاوزي" وكيف يعمل على تحسين حياة الإنسان, كفرد وكمجتمع على حدّ سواء. يقول مهاريشي ماهش يوغي وهو صاحب مدرسة التأمل هذه,( إن "التأمل التجاوزي" هي عملية معاكسة لعملية التفكير, عندما يتطور التفكير يصبح تعبيرياً أكثر. فيتحول إلى كلام وأفعال. إنه التعبير الخارجي للوعي الصافي. ففي "التأمل التجاوزي يرجع العقل إلى أرقى حالات التفكير, وفي النهاية يصل إلى مصدر الأفكار, ومن هناك يصل إلى مستوى نسميه "الوعي الكامل". ويزيد هذا التمرين من مستوى الوعي. ويدفع المرء دائماً إلى اتخاذ القرارات الصحيحة, وهذه القرارات جميعها تكون متناغمة مع قانون الطبيعة التطوري. لذلك ستزداد حياة الإنسان تطوراً تبعاً لقوانين الطبيعة. والقانون الطبيعي هو الحقيقة العظمى. إذاً فالتأمل التجاوزي هو عملية معاكسة لعملية التفكير, تصحب العقل إلى حالة الوعي الكامل في تلك الحقيقة. وبعد بلوغ هذه المرحلة ستزول الأخطاء والمعاناة والمشاكل. إنها سهلة وممتعة يمكن لكلّ شخص من أي عمر كان ومن أي ثقافات أو خلفيات تعليمية أن يمارس هذه التقنية السهلة والطبيعية والبسيطة وهو في وضعية الجلوس المريح مغمض العينين لمدة عشرين دقيقة مرّتين في اليوم. صباحاً ومساءاً. خلال ممارسة تقنية التأمل التجاوزي تهدأ الحركة الفكرية وبالتالي يكسب الجسم حالة من الراحة العميقة تفوق بكثير راحة النوم العميق, ونتيجة لهذه الراحة العميقة تتحلل الضغوطات بشكل تلقائي من الجهاز العصبي, وكلما كانت الراحة أعمق, كلما كان الجهاز العصبي قادراً على العمل بالطاقة الأكبر. تلك الضغوطات تعيق وظيفة الجهاز العصبي وتتسبب في عدم تعود الانسان على استعمال كامل طاقاته, ولهذا السبب يستعمل الانسان جزء ضئيل من طاقته, وبنسبة لا تفوق 10 بالمئة من كامل الطاقة الكامنة في داخله. إنّ المنافع فورية ستبدأ بملاحظة التغييرات الإيجابية خلال الأيام أو الأسابيع الأولى، وتجمع المنافع بمرور السنوات). يصل اتأمل التجاوزي بالانسان إلى حالة التفكير الأوضح وتتطوّر إمكانياته العقلية الكاملة، فتتحسّن ذاكرته ويتحسّن لديه الإبداع ويتحلى بنضارة الفكر. وفي مجال الصحة يصبح مرتاحاً ومسترخياً أكثر، فتزيد المناعة على الأمراض، و تنعكس تأثيرات الشيخوخة، ويتمتّع بالطاقة الأكبر والحيوية. وتمتّع بصداقات حميمة ويزداد هدوءاً وثقة بالنّفس أكثر وتقل نسبة القلق والتوتّر. وهكذا فتقنية مهاريشي هذه ليست بديانة أو مذهب أو حركة اجتماعية بالتأكيد, عندما يقول: إن تقنيتي ليست ديناً. بمعنى آخر, فإن هذا البرنامج لا يتطلب من المرء أن يغير معتقداته الدينية, فمعتنقو هذا البرنامج يمكن أن يكونوا من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود, أو من أية ديانة أخرى, يؤكد مهاريشي ماهش يوغي: إن كل من لديه جسد وعقل, لا يهم إن دعا نفسه مسلماً, أو مسيحياً, أو هندوسياً, حالة "الوعي الكامل" هي من حق الجميع, وهي تناسب الجميع على حد سواء. فالجميع يمرون في هذه التجارب, يمرون في مرحلة النوم العميق, وفي مراحل نعاس تدريجية. 80% من هذه, و70% من هذه, 10% من هذه ثم يصلون إلى مرحلة اليقظة. هذه هي طبيعة الحياة نفسها, لا شيء غريب في ذلك. لكن عندما ننظر إليها من وجهة النظر هذه نجد أنها حقيقة كونية."التأمل التجاوزي" هو حقيقة كونية, مهما كان جسد المرء, أو عقله ومعتقداته, يبقى "التأمل التجاوزي" أكثر حالات الحياة طبيعيةً.عندما نقول: إن "التأمل التجاوزي" ليس عقيدةً يجب أن نقول: إنه أقصى درجات الإيمان. نستطيع القول: إن الحقيقة القصوى هي كل شيء لذلك فالبرنامج يهدف لتحسين نوعية الوعي العالمي. وهي أن يساعد الناس بعضهم. آخر عرض تقدمه للعالم هو بالمختصر "المَنَعة".فان يكون المرء منيعاً عصيّاً على الأفكار المريضة بالطائفية محمياً من لوثة التعصب والعصبية فقد نال الوعي الكامل وتجاوز عن الصغائر والانفعالات العاطفية التي تسلب المرء اتزانه العقلي. فقد جاء في الحديث ما معناه (ليس التعصب أن يُحب المرء قومه, التعصب أن يرى أشرار قومه أفضل من أخيار قوم آخرين)..فما أحوجنا للتأمل؟
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2013 | |
16-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
26-تشرين الأول-2013 | |
15-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |