سأبلّغهم
أنّك هجرتَ النفس
في عزّ الاختناق
أحكمتَ قبضتكَ
ومضيتَ
أنّكَ قتلتَ الصبا
والصدر المكور
وأنّ العنبَ الأحمر
فرطَ منْ شدة الألم
وأنّ الفراشة الملونة
التي فرحت بها
ما حطّتْ فوقَ كتفي عمداً
وأنّ كتفي المعلّقَ
ما من نبوءةٍ
عمّدتهُ بماءِ الياسمين
الفراشة
قتلها الخوف
فعلّقتَ في جدائلِ شعري الباردة
والذي ظننتهُ أنتَ مطراً
ما كان إلّا
رذاذَ صوتي المبحوح
سأبلّغهم
أنّي ثملةٌ حدّ البَوح
حدَّ أنْ أشقَّ صدري
أخلعُ أزرارهُ
وأترنّح
بكلِّ البكاءِ والفقد
حدّ أنْ أقعَ على الفراش
فأراني فوقَ الغيمة
حدَّ أنْ انفخَ فقاعة
وألعنَ المطر
حدَّ أنْ أسقطَ في الفراغ
وأرقصَ
حدّ أنْ أرى الترابَ قمراً
حدّ أنْ أعصرَ قلبي
فتغرقَ السماءَ بالذلِّ
أيها الأربعيني المعجون بالوحل
لا مكان لي
بعد كل هذا السأم
سأديرُ وجهَ خيمتي
وأرمي القهوة بعيدا...بعيداً
خلفَ حطامِ الحلم