قنّاص أرغمني
خاص ألف
2012-10-29
مَنْ قال أني أردت الرحيل؟!
و عروسي تقف هناك على ضفة الفرات
مترقّبة رجوعي كل ليلة
لأقبلها تلك القبلة الموعودة مذ
ورد الطفولة و جنون المراهقة
وهي تضفر جدائل الأمل،
تقرأ قصائد نزار بلهفة ،
وتسمع عبد الحليم ليعينها على الصبر.
و أمي....
و أمي الحبيبة التي ما زالت منذ سنين
تخطف من وقتها الكثير تقف أمام مرآتها
تقيس الثوب الذي ستلبسه يوم فرحي،
و تجرّب أياً من الأغاني و الزغاريد تضعها
يوم زفّتي،
و أنا أخاتلها بنظراتي من شق الباب الموارب،
و أهرب قبل أن تتهمني بالبصبصة؟؟!!
و أبي...
أبي .... حسرتي على قلبه،
أبي الذي لم يمل من مسح تلك البدلة
البنية القديمة ليتباهى بها أمامي،
و يقول لي :من شابه الجميل فما ظلم،
ثمّ نروح في عناق من الحب و الضحك؟؟!!
و أخوتي
آآآآآآآآآخ
من إخوتي الذين لا يغمض لهم جفن حنان
قبل أن يسمعوا قصص عنترتي،
وهم يتشقلبون على جسدي النحيل كالقردة؟؟!!
مَن قال أني أريد الرحيل،
و أولئك أصدقائي الذين يقفون في رتل الحب
مَنْ يسامرهم ويشاركهم العبث و المجون
و الإيمان
و يتناطح معهم بآبارالمعرفة،
و يّحمّلهم كل نقاش وزر ما يجري؟؟!!
والشوارع العريضة مَنْ يزين هواءها
بجلجلة الضحكات
كل ليلة؟!
و الأزقة الضيقة المائلة من االحسن و الدلال
مَنْ يٌسنّد حيطانها
كيلا يتشابك الياسمين على بعضه
ويزيد من عبق الحب في الشرفات؟!
و كتبي الغالية التي قطعتُ من فمي اللقمة
كي أقتنيها
من سيدللها مثلي،
و مَنْ سيقرؤها بعدي،
يزيل عنها الغبار قبل أن يعتريها
و يٌجلّس وقفتها كل يوم
لتستقيم كالألف؟!
مَنْ قال أني أريد الموت؟!
ولكنني صرت الشهيد الذي مات قنصاً،
أجبرني ذاك القنّاص المتمترس خلف بيتنا
على الموت عمداً،
قنصني بكل وعي منه،
سمع صرختي المكتومة و انتشى،
أُقسم أنه رقص أمام زمرة القناصة
متباهياً بأنه أصاب هدفه...
أجل هو أصاب هدفه بثانية حقد
و أنا
مات هدفي.
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |