براميل
خاص ألف
2012-11-07
إلى.. " القتيل "
( مناماتٌ جمّـة
ويقظة مستعجلة
تخمشُ قبرك بأظافر من ضوء؛
إنها ضريرة
تتخبط مثلك
في القبر .. فلا تستعجل القصاص..
إنه الرصاص
سنزرعهُ في سبخةِ أجسادِ
من أغمضوا حياتك
ونحصد الخلاص)
***
فجأةً ...
وأنتَ تغسل كوبَ الشاي
أو تغسل يديكَ من الإرهاق،
أو ترتّـب وقتكَ المبعثر بين قدميك
لتبدأ مساءكَ
.
.
دماؤكَ تغسل الجدران ... !
تتشظّـى ..
لتغني صراخكَ
بين الأسرّةِ
والوسائد المستيقظة
والأحلام ..!
.
.
من حولك
أجزاءُ عائلتك
والذكريات
ومزامير الحروب المستعملة
تنفخُ في رئتي الريح ..!
إنها الحقيقة ..
بيتكَ كلّه صار نافذة !
باستطاعتكَ الآن أن تمدّ عنقَ قلبك
لترى حبيبتك القادمة من المدرسة
بدلاً عن الثقب الذي أحدثتَـه
بجدار " الحمّـام " !
فلتشكر القذيفة ...
براميل ..
مزّق صحيفة اليوم
ولا تشاهد الأخبار ..
الحروب لا تنتظر أحداً
ولا تستأذن القتلى والمدن ..!
مثل الأحلام
لا تعطي موعداً صادقاً
فجأة ً تأتيك َ ..
كالعطاس
أو ... العشق!!
براميل ..
امسك يدَ الموت
واعبر معه الشارع الفرعي
أوصله إلى المكان الصحيح
وقل له قبل أن تغادر:
ــ لا تطرق الباب الخطأ ..
كن عادلاً
مثل الأم
حين توزّع حنانها على أبنائها بالتساوي ..!
ومثلا ً..
كالخراب الذي يوزِّع بالتساوي
مفاتنه على المدن الجميلة .
***
أنا أعرف أنّ حذاءكَ
سيقودكَ إلى شارع ٍ آخر؛
لربما تصدف طفلة ً تائهة
أو بائعَ حلوى متجوّل
أو ثكلى تبحث عن دهشتها
ولربما
قبلة ً تبحث عن شفاه ٍ جديرة بها .
براميل ..
على أية ضفة ينام النهرُ ..؟!
وكل الجهات
أصبحت جهة ً واحدة !
ــ اليباب ــ
والشاعر العاشق
لم يعد يكتب سوى الغرق
للشواطئ التي يرتادها
الــ" طهرانيون "
والجنود القذرون !
ــ العالم كله لك الآن ــ
بقذارته، بزهوره، بسمائه
وشقوق قدميه الواسعة .. !
تفحّص خارطة انتباهك،
إنها الحقيقة ...
بيتكَ صار نافذةً شاسعة
تطلّ على المشهد !
براميل ..
اكتب على الورقة جداراً غاضباً
ينهار فوق رؤوس الطغاة ..
وسريراً حالماً
تضع عليه قلبك المتجمّـد
وتغطيه بالتعب ..!
وعلى الورقة أيضاً
اكتب
امرأة ً ترفع أطرافَ تنورتها
وتمشي بخطوات حذرة،
متوجسة ً اغتصاباً ما ..
جثة ً نائمة !
أو سماءً سقطت من الأعلى !
ولا بأس
إن مشيتَمعها داخل الورقة
فوق الألغام،
الجثث،
والكراهية،
وأوصلتها إلى نهاية السطر
وعدتَ إلى منزلكَ المحطّــم
اغتسلتَ بالذكريات،
وارتديتَ النار والنسيان
وذهبتَ مع القاتل الأنيق
في نزهةٍ قصيرة
إلى الأغاني القاسية .
براميل ..
طيور أبابيل ..!
قال الجدار للطفلة قبل أن يهوي عليها :
ــ هل تسمحين أن أُسْمعكِ صوتي
وأسمع صوتك ؟
أم صوتي
حفروا بأظافرهم جسدي
وناموا ساكتين ..!
اسمُــكِ تحت أنقاضي
دمُــكِ تحت اسمي ..
وبينهما نهرٌ من الأحمر
والأسئلة والذباب !!.
براميل ..
طيورُ أبابيل ..
جاءت الرصاصة من بعيد ..
الولد الحذق
المُـنتبه ،
لم يغلق النافذة
بل أزاح الستارة
ليرى ضوء الموت
يقبّــل صدغه
ولربما
يصيد شقيقته الصغيرة !
ــ العالم كله لكَ الآن ــ
منذ ثلاثة أيام
وأنتَ تدفنُ أنهاراً من اليأس
تحت إبطي الوقت
وتتذمر مثل قبلةٍ رطبة
على شفاهٍ قديمة ..؟!
الوقتُ لكَ،
كما العالم ..
فضع شفتيكَ على حلمة ِ الحياة
وارضع زمنكَ ؛
أنتَ لستَ جميلاً باحتراقكَ
مثل أعقاب السجائر الممضوغة
وأعقاب البنادق التي تعتذر للرؤوس
التي حطمتها ..!
الآن ..
خذ كل الوقت ..
وابلع كل ساعات الجدران
وعقاربها
واترك لنا دقيقة ً واحدة
نتضرعُ فيها
إله الموت ..
ونضع على رؤوسنا
فناجين الصباح
قهوةً نائمة،
كي نصحو من حُــلم الحقيقة
والدروس التي حفظناها
عن ظهر حب !.
براميل ..
براميل ..
براميل ..
ترمينا بموت ٍ من ( سجّيل )
براميل ..
تعلّـــم كيف تموت
وأين ...
الشارع فارغٌ
هذا اليوم ..
والدماءُ قليلة ..!
فقل لي:
هل تحب السنديان ؟
الصنوبر؟
أم ياسمين دمشق
وحدائق سورية ومقابرها ...؟!
أم الموت في حضن المطر
برفقةِ عاهرة ؟!
.
.
الجماجم مزدحمة
والقتلى ينتظرون ــ دورهم ــ
كي يأخذوا خبز الذكريات !
فاختر
ظفراً من أصابعك المرتجفة
كي تخمش وجهك
أو روحي،
...
وتلملم حروف هذه القصيدة
الدامية
التي كتبتها منذ قليلين
لقتيلٍ عابرٍ بين سطور الحياة
والرسائل الضائعة.
أحمد بغدادي
24 10 2012
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |