إذن هو الصمتُ لا سواه.
جسدٌ مسجىً على الرصيفِ
دون وسادة.
أولدُ هُنا، وأتساءل:
كيف وُلِدَ الموتُ من غير ولادة؟؟
يتراءى أماميّ البحرُ
وجهُ الجميلةِ كان غائباً.
بحثتُ عنها بين الوجوه،
رأيتُ أمي،
بكتْ، بكيتُ.
نالت تلك الجميلةُ الشهادة.
/
كيف استطاع ذاك الشاب
بفيزيائه أن يبني
جسراً للخلود؟؟
تحاصرني الأسئلة..
ألسنا كلّنا أسئلةٌ في هذا الوجود.
فأتذكرها،
هي الجواب عني،
لكنها غائبة.
/
رحلتْ عن حبيبها
وعني.
تركتنا هُنا..
نكتبها قصيدةً
وحيدين نذكرها.
يحدثني عنها كما لو كانت معنا
يذكر التفاصيل
عيونها، وجهها، الشفتان،
لمسةُ اليد، ثم يشهق بالبكاء،
ويسألني:
"أينامُ الليلَ من ذبحوا بلاده؟؟"
/
أعودُ إلى نفسي
لأجيبَ نفسي
فلا أعرفُ الطريقَ،
أتوهُ في ذكرها
أناجيها في سري
لا أستطيع الصراخ
فأوقظُ الموتى من سباتِهم.
وأبقى "هنا"
حيثُ وُلدتُ.. وحيداً.
/
إذن هو الصمتُ لا سواهُ
ملجأي،
ومن سواه؟؟
/
غادرتني هذا الصباح
لم أستطع تقبيلها
يفصلني عنها هذا الشتاء
وبعضٌ من حراس الأرض.
/
اعذريني يا سماء،
واعذرني يا إله
اعذرني يا وطن
فأنا لا أحتاجكم اليوم
فقط أحتاجها، مع قليلٍ من حرية.