فيلم سوري طويل
خاص ألف
2013-02-23
لا أعرف أين قرأت مقالا ً بعنوان جماهير الفرجة . والمقصود طبعا ًالجماهير العربية والحدث كان حرب العراق الثانية وقد خلص كاتب المقال إلى أن المتفرج العربي هو شريك في الجريمة الحاصلة بحق الشعب العراقي فأنت عندما تشاهد جريمة اغتصاب على قارعة الطريق وفي وضح النهار ولا يصدر عنك سوى آهات التلذذ فأنت شريك للجاني ألم
تستبح نظراتك الشهوانية عذاب الضحية؟
الآن وبعد مضي عقدين من الزمن على تلك الحرب (والتي أثبت العالم حينها فحولته الجنسية –على كل ثمة علاقة تربط الحروب بالدوافع الجنسية فصلها علماء النفس ) يعاد الفيلم ذاته لكن المغتصبة هذه المرة هي سوريا والتي لم يجرؤ أحد على مر التاريخ أن يبيح اغتصابها بهذا الشكل .هاهي اليوم وبمباركة كل الساديين في هذا العالم تُعرى عنوة ًوفي أي وقت يريده الوحش القابع في قصره يترك كلابه تنهش جسدها الغض الطري وعلى مرأى من عشاقها الجميلين وهم كثر
في المأساة السورية تبين لنا كم نحن حالمون بقدرة العالم على تخليصنا من ذاك القابض على رقابنا وعلى تجريده من سواطيره المشرعة نحونا .
العالم لم يبارك حربا ً بين أخوة كما باركها في بلادنا وقد كان حريصا ً على نزاهته بحيث لم يترك لأحدنا أن ينهي الآخر بالضربة القاضية فهو يفضل النقاط .لأن الضربة القاضية تعني نهاية الفيلم الطويل الممتع 0000000
وهو ما لا يريده الساديون الجدد كما هو الحال مع عذاب الكفار في الآخرة حسب المفهوم الإسلامي عليهم أن لا يموتوا حتى يستمر التعذيب إلى ما لا نهاية .
الفرجة فعل سلبي بامتياز . ألم يمارسها العالم – وطبعا ًنحن جزء منه – مع الشعب الفلسطيني لدرجة باتت صرخات الأطفال والنساء الخارجين من قصف الطائرت الإسرائيلية لا يثير فينا حتى مشاعر الشفقة
هل نجح الإعلام في تحويل القضية السورية إلى خبر يعتاش منه الملايين ويستطيع استبداله في الوقت الذي لا يدر ربحا ًمجديا ً في البورصات العالمية .
هل المآسي يمكن إزالتها من الذاكرة بهذه البساطة .
إنها جماهير الفرجة التي تم تصنيعها وفق معايير هوليودية تناسب العرض . يمكن تهييجها في مكان وتنييمها في مكان آخر . المهم أنها تحت السيطرة .
ما يحصل في سوريا يتطلب منا قبل الآخرين أن نعيد الإحساس بمعاناة ملايين الناس وان لا نكتفي بالشجب وتدوير المحطات وكأن كارثة لم تحصل أمام أعيننا للتو ..
لا نريد بكاءً سئمنا الدموع التي تجف بعد لفحة هواء.نريد تقاسم المسكن والطعام حتى لا يلعن أطفالنا أبائهم وأجدادهم كما نفعل نحن اليوم .
بسام ديوب 18/2/2013
08-أيار-2021
15-تشرين الأول-2014 | |
27-تموز-2014 | |
28-أيار-2013 | |
22-أيار-2013 | |
30-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |