من ينقذ مفكرينا من الشطط
خاص ألف
2013-05-28
اعترف بداية أن مناقشة آراء مفكر من طراز صادق العظم لا تخلو من المغامرة لسعة اطلاع الرجل من ناحية ولقامته الفكرية كواحد من ألمع الناقدين للفكر الديني من ناحية ثانية غير أن ماد فعني للكتابة هو إصرار عدد من أصدقائي للنظر لما يصدر عنه وكأنه مقدس يجب التسليم به . مناسبة الحديث هو المقابلة التي أجرتها الصحفية علياء الاتاسي والمنشورة في كثير من المواقع الالكترونية . وفي هذا السياق يمكن تسجيل بعض الملاحظات
1- يقول ثمة تحول كبير في خطاب الإخوان المسلمين بعد النموذج التركي , نعم هناك تغيير في المصطلحات المتداولة لتناسب السوق كالقول بالدولة المدنية (ولا أعرف في التاريخ الحديث دولة بالمعنى العصري غير مدنية ) اتسائل مع الكثيرين من أين لهم التغيير . التغيير السياسي يحدث بفعل الدخول بالمعترك السياسي الحقيقي أي ممارسة السياسة على الأرض وهذا لم يحصل لكافة القوى السياسية السورية بما فيها الإخوان المسلمون . سنصدق أنهم تغيروا عندما يقبلوا بحجمهم الحقيقي على الأرض وان يكفوا عن الاستئثار بالتمثيل السياسي للمعارضة وان يقبلوا بالتشارك مع كافة القوى السياسية والمجتمعية بصياغة دستور جامع للبلاد لا يفصل على قياس احد .
2- يقول عن المعارضة في الخارج أنها بنية فوقية موازية لبنية تحتية تنقذ الثورة . السؤال هل معارضة الخارج رغم احترامنا للتاريخ النضالي لبعض رموزها هل هي فعلا ً انعكاس سياسي للحراك في الداخل ؟ كل ما أعرفه وقد أكده د .العظم نفسه إن الذهنية التي تدار بها المعارضة الخارجية لا تختلف كثيرا ً عن النظام التي تسعى للإطاحة به بهذا المعنى ينتج الحراك قيادات تشبه قاتليه . فهل هذه إرادة الناس على الأرض ؟
3- لا أعرف إن كانت بقية الطوائف والأقليات في سورية لديها نفس إحساس أم الصبي بنظر د. العظم ولماذا الحديث عن المكون السني وكأنه هو الشعب السوري والبقية نكرات ألا تتقاطع هذا النظرة مع فكر الأخوان والذي طالما وقف ضده والذي ينظر إلى الطوائف الأخرى نظرة الدخيل وليس الأصيل .
أليس حريا ً بنا كمثقفين أن نخرج من عقدة الأكثرية والأقلية وندخل السياسة من بابها العريض لا من زوا ريب ضيقة
4-أكثر ما أزعجني في مقابلة د. العظم هو العبارة الأخيرة والتي يجب أن نتوقف عندها طويلا ً يقول لن يسمح السوريون مرة اخرى( never again )كما فعل اليهود إبان المحرقة النازية – أن تنفرد طائفة بالسيطرة على مقدرات دولتهم
هل هذه قناعتك فعلا ًيادكتور صادق بعد هذا السجال الفكري الطويل والتحليل العميق لبنية هذه الأنظمة ؟ أم أنها زلة لسان فحسب
وهل فعلا ً الطائفة العلوية من يسيطر على مقدرات الدولة أم إن النظام الاستبدادي هو من يسيطر على البشر والحجر وكأنك لا ترى في الطائفة العلوية سوى شبيحة يقتلون الناس في الطرقات .
للأسف الشديد وقعت في المطب الفكري الذي سبق واتهمت به معاصرك أدونيس أنت العلماني التقدمي حري ٌ بك أن تبقى مفكرا ً ناقدا ً تحظى احترم الجميع على أن تجلس وراء الشقفة التي تعج رائحة الطائفية في المكان الذي يحل فيه .
حقا ً سئمنا هذه الروائح الكريهة نحتاج هواء ًنقيا ً يشبه نسيم بوادينا وجبالنا وبحرنا نحن السوريين جميعا ً
بسام ديوب25/5/2013
08-أيار-2021
15-تشرين الأول-2014 | |
27-تموز-2014 | |
28-أيار-2013 | |
22-أيار-2013 | |
30-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |