فطامه في عامين
خاص ألف
2013-03-24
في الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة السورية والتي لا يبتعد موعد انطلاق شرارتها الأولى عن أعياد الربيع في الحضارات الشرقية , تلك الأعياد تعد مناسبة للحديث عن الحب والاحتفاء بالخصب كل ذلك يتم بعد المرور بمرحلة التفسخ والموت وآلام المخاض .
في بلادنا التي وزعت للعالم أروع أساطير الحب هاهي اليوم تبدع أساطير الخلاص من الظلم شعارها الحرية والكرامة . رغم أن عذابات أدو نيس مازالت تؤرق محبيه لكن الأمل يملأ صدور المؤمنين بحياة أكثر جمالا ً
عادة ً تكون المناسبات فرصة لإعادة النظر في كثير من المواقف لإعادة القطار إلى السكة , إنها محطة نقدية بامتياز تتيح لنا الاعتراف بأخطائنا دون جلد لذواتنا ودون المبالغة بقدراتنا .
أولا ً : علينا التوقف على رهان إسقاط النظام من الخارج والاعتراف بأن حقوق الإنسان هي مجرد ورقة يلعبها الغرب في السياسة الدولية ألم يكن فقدان سبعون ألفا ً ومليون مهجر كافية لتحريك الضمائر ؟
صحيح إن النظام لم يسقط لكنه لم يفلح في رهانه العسكري في القضاء على معارضيه فهو لم يستطع تثبيت سيطرته في أغلب المناطق الساخنة رغم كثافة القوة النارية المتصاعدة وخاصة الجوية منها, كل ما استطاعه تدمير البنية التحتية وتهجير السكان من مناطقهم حيث باتت أغلب المدن الثائرة شبه مهجورة لقد اضطر للاعتراف بوجود لاعب حقيقي (مسلح أو غير مسلح ) رغم مناوراته المكشوفة للعب على تناقضات الواقع السوري .
ثا نيا ً : لم نفلح في دخول حقول يعتبرها النظام ملكا ًله بسبب العلاقة العضوية معها والتي يصعب تفكيكها بسهولة وبسبب ارتكاب أخطاء غير مبررة كالقتل والخطف والتصفية الجسدية تحت مسميات غير مقبولة كرسها النظام في سبيل إحكام سيطرته ولا تكفي نشر بيانات إدانة رغم أهميتها
علينا القيام بدخول تلك الحقول وتحطيم الخوف من قلوب الناس بطرق حضارية عليهم أن يعرفوا أن الثوار ليسوا أشرار وإرهابيين كما يصفهم النظام وان القادم يحمل لهم الأمان والسلام لا التهديد والانتقام .
-ثالثا ً: التوقف عن تحويل المأساة السورية إلى ظاهرة إعلامية
مع إطالة أمد الصراع تحول الحديث عن معاناة السوريين إلى خبر بارد تتناقله وسائل الإعلام لا يترك لدينا أية مشاعر حارة يشبه صفحة الأبراج في الصحف اليومية نتصفحها مع فنجان القهوة الصباحية من باب التسلية لا غيروأكثر مايلفت النظر الإطلالات الدائمة للناطقين باسم الشعب السوري من الموالين والمعارضين في الوقت الذي تنظر حولك لترى مايعنونه بالشعب السوري فلا تجد بشرا ً لا يوجد سوى صمت القبور يلف الأمكنة أين ذهبت تلك الكتل البشرية التي عهدناها تملأ أحياء وأزقة المدن السورية هل أنكفئت بفعل أزيز الرصاص ورائحة الموت .
أتساءل مع الكثيرين ممن أصابهم الإحباط . من يعيد الحياة إلى تلك الحقول الشاحبة ؟ من يعيد رائحة التوابل إلى أسواق حلب القديمة ؟أيها الناطقين باسم الشعب السوري كيف يولد الفرح وسط هذا الخراب ؟
رابعا ً-على المعارضة الإسلامية التوقف عن الاستثمار السياسي في الدم السوري وإبعاد صقورها عن قيادة المرحلة الحالية لا بد من الإشارة إلى المبادرة التي طرحها الشيخ الخطيب والتي أعادت طرح القضية السورية من منطلق إنساني قلما يراه من يضع نصب عينيه أهداف ومكاسب سياسية .
-خامسا ً: ملء الفراغ الحاصل من غياب الدولة عن طريق تدريب كوادر قادرة على القيام بالمهام الأمنية وفض المنازعات وإدارة الخدمات العاجلة والمبادرة لتفعيل المؤسسات القائمة وإعادة تأهيلها ما أمكن وعدم ترك المجال مفتوحا ً أمام المتشددين لتثبيت أقدامهم في البيئة السورية تفاديا ً لصراع مستقبلي ,البلاد في غنى عنه يتم ذلك من خلال تقديم مساعدات غذائية وتأمين وسائل الحياة الضرورية للمنكوبين (خبز – دواء –محروقات )
أخيرا ً :بعد عامين هل خرج كل ما في الجرح السوري من قيح أم أن القاتل لم يرتوي من دمنا بعد ؟غرائز الموت التي أطلقت بعد كبت دام عقودا ً لم تبق ِعلى شيء حي أصبحنا عراة مكشوفين أمام العالم ينظر إلى سوءتنا تاركا ً العنان لضحكاته الساخرة . هل علينا أن نستجدي ذاك القاعد في دمنا أن يتحرر من نرجسيته وعقده السلطوية أن يتركنا ويرحل أم انه أدمن ذلنا ولا يستطيع الرحيل قبل أن ينتهي منا جميعا ً .
هل تستحق الحرية كل تلك الضحايا ؟ وبدون تردد .............نعم من أجل عينيك يا وطني .
بسام ديوب 10/3/2013
08-أيار-2021
15-تشرين الأول-2014 | |
27-تموز-2014 | |
28-أيار-2013 | |
22-أيار-2013 | |
30-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |