الجنس ..( الذئب اللطيف )، اللذة العمياء3/3
خاص ألف
2013-04-23
تحدثنا في الجزئين السابقين عن العديد من العوامل التي تساعد على انتشار الجنس والتعاطي معه في المقدسات وتمجيده في المجتمعات القديمة، خاصة كما قلنا في مسألة المقدّس عند شعوبٍ وقبائل غابرة تساوى لديها الجنس وطغى أحياناً على الطقوس الدينية والعادات اليومية، لدرجة أنهم خلّدوه في منحوتات معابدهم ومخطوطاتهم وكتاباتهم كالقصص والسير التي تناقلتها الأجيال المهتمّة بهذا الإرث بعدهم، ودأبت على تمحيصه ودراسته وتأليف مئات الكتب التي أوصلت للقارئ العادي في العالم موقع الجنس في المقدس عند تلك الشعوب وقيمته الروحية وموضعه الحسي والمادي.
فالتعاطي مع الجنس على أنه عملية آلية ناتجة عن رغبة من طرفين متفقين، تواصلا جسدياً فقط لتفريغ اللذة، لا يكون سوى تعاطٍ ميكانيكي، لا يرافقه شعور عاطفي، أو انجذاب روحي وحسّي، وهذا ما يكون في أغلب الأحيان " علاقة منفعية "، مبنية على اتفاق مسبق لإقامة العلاقة الجنسية دون وجود كما ذكرنا علاقة غرامية عاطفية تربط الطرفين من قبل. ومن هنا تأتي ظاهرة ( البغاء المنفعي ) الجسدي مقابل المادي ــ النقود ــ أو الجسدي ــ الرغبة ــ مقابل الجسدي.
لذا نرى أن الكثير من المجتمعات انغمست فيها هذه الظاهرة حتى باتت مشاعاً لمن يريد الولوج فيها مقابل الكسب المادي للطرف الآخر وتحقيق اللذة للمحرومين جنسياً أو المدمنين على الجنس كما إدمان السجائر والكحول.
البغاء ظاهرة آلية وليدة القهر والمال :
لا ينكر أحدٌ منا أن هناك حالاتٍ قليلةً في المجتمعات مارست فعل البغاء لمجرد الانحطاط الأخلاقي أو التربوي، ولمجرد إشباع شهوة تفوق المتطلب عند المومس من حيث علاقتها برجل واحد فقط. وهناك أمثلة حيّة في مجتمعاتنا لمن أراد الاستناد عليها بخصوص التشوه الأخلاقي والحاجة المفرطة للجنس دون أي حاجة منفعية أو غيرها تجعل الفتاة تمارس البغاء.
" انحلال الأسرة " .. تلعب الأجواء الأسرية دوراً مهماً في بناء الوعي والتربية الأخلاقية لدى أفرادها، ونجد أن كثيراً من الفتيات اللائي مارسنَ البغاء تعود أسباب دخولهن في هذا العالم إلى تفكك أسري مثل المشاكل العائلية والطلاق، أو إدمان أحد الزوجين على المخدرات أو الكحول وغيرها من العوامل، مثل عدم الاهتمام بتربية الأبناء والانتباه إلى سلوكياتهم وخاصة في مرحلة النضوج وانتقاء الأبناء لأصدقاء يعيشون في بيئة سيئة تعكس كل سلبياتهم على من يخالطونهم إن لم يكن هناك كما ذكرنا وعياً والتزاماً أخلاقياً..
وللحالة المادية داخل الأسرة أيضاً دورٌ كبير أيضاً يجعل الفرد ينحرف عن مبادئه وأخلاقه بسبب حاجته الماسة للمال في بناء ما يطمح له كباقي أبناء جلدته المترفين.
وكما أن معاملة الأنثى ضمن الأسرة، أكانت طفلة صغيرة أم ناضجة معاملة عنيفة تقود في بعض الأحيان في التوجه إلى سلوكيات شاذة دون علم الأهل أو حتى دون وعيٍ للفرد ذاته حتى يجد نفسه منغمساً في الرذيلة بلا خطوط للعودة إلى الوراء.
فبعض المراهقين الذين يعانون من تفكك أسري وعدم اهتمام من قبل ذويهم، ينساقون إلى مشاهدة الأفلام الإباحية التي تغذي لديهم التمرد الجنسي وتطوره إلى ممارسات غير أخلاقية، ممارسات لم يألفوها من قبل كـالـ" سحاق والاستمناء، أو اللواط " وغيرها من أفعال شاذة تهدم داخلهم الشخص السوي، وتقودهم إلى أول طريق الانحراف الحقيقي الذي من خلاله يجدون أنفسهم كما أشرنا في عالمٍ متسخ مكتظ بالأفعال الغريبة وغير السوية (البغاء العلني أو السري).
تفتقر مجتمعاتنا الشرقية إلى تربية جنسية فعّالة منذ الصغر كالمناهج الدراسية أو التوجيهات الأسرية الجنسية بشكل يناسب نضوج الفرد واستيعابه، حتى يصل إلى الأسئلة المشروعة التي يبحث عنها بخصوص وجوده أو وجود غيره وآلية خلقه. وهناك أبحاث كثيرة ودراسات تناولت هذا الأمر المهم واضعة ً بعض أسبابه إلى مسائل دينية قبل المسائل التربوية والأخلاقية؛
ولقد توجّهت الكثير من المعاهد التربوية والمراكز إلى فكرة وضع مادة التربية الجنسية في المناهج الدراسية في الشرق الأوسط، لكن لاقت الصد المباشر في الكثير من الدول العربية التي تُـعتبر ذات مجتمع محافظ غالبيته من المسلمين المتوجسين من هذه الفكرة والذين يرفضونها بتاتاً.
" البغاء المخملي" .. (( تركتُ المنزل بعد طلاقي.. تعرفتُ على نساء ثريات عن طريق صديقة قديمة رايتها صدفةً، جميعهن يركبن سيارات فارهة، ويلبسن الملابس الأوروبية والمجوهرات، ويجلسن في أرقى الأماكن. أعمارهن في العقد الثاني والثالث تقريباً، لمدة ثلاث سنوات وأنا أعمل معهن في الدعارة .. بيوت ضباط .. نساء أزواجهن ضمن مناصب عالية في الدولة، نحن من أجمل النساء نتقل من حضن وزير إلى حضن تاجر ... إلخ.
والآن أمتلك منزلاً جميلاً وسط العاصمة وسيارة وسوبر ماركت صغير.. لو أنني بقيت كما كنت في الماضي ضمن عائلة فقيرة وزوج فقير ومتسلط أيضاً، لما كنت ما عليه الآن)).
قالتها الفتاة أمام أصدقاءٍ لنا، وهي تتبجح، وتتكلم على أنها غير نادمة يوماً من الأيام أن مارست البغاء ودخلت عالماً لم تعرفه من قبل ــ المتعة والمال ــ وهي كما تقول تجربة غنية بكل جوانبها، حيث السلطة واللذة والمال.
وهذا سببٌ من الأسباب الذي يشكل في الجنس عالماً كاملاً من الثراء الفاحش والمعيشة الراقية التي تحلم فيها أية فتاة رمت خلفها الأخلاق والتربية، والمجتمع المحافظ، والعادات والدين.!!
الجنس ذئب فتاك .. الاغتصاب نموذجاً :
تعتبر الأنثى كما نعرف هي المحرك الأساسي للشهوة الجنسية عند الذكر، وميولها إلى عدم الاكتراث بالرجل أو تصنعها ذلك، يجعل منها محط اهتمام دائم لدى الرجل الراغب فيها جسدياً قبل أي رغبة أخرى. فكما نعرف أن المرأة عندما ترتدي لباساً قصيراً أو شفافاً بعض الشيء تصبح مغريةً أكثر بالنسبة للناظرين من الرجال أو المراهقين.. فالجنس ليس بالضرورة كما قلنا في الدراسة السابقة أن يكون مادياً، فهناك جنس حسي لمجرد النظر أو التفكير في جسد الأنثى.
ــ حالات اغتصاب تسببها الأنثى لنفسها
اللباس القصير .. والغنج في مشيتها، عدا عن ذلك جمال الأنثى إن توافرت معه الأخلاق السيئة وعدم الوعي والانضباط الاجتماعي، كله هذا يجعل من الأنثى فريسة متهيئة لمفترسيها. في مثل هذه الظروف التي تتوفر ونزيد على ذلك الحرمان الجنسي عند المُـغتَـصِـب الذي يجعل من جريمة الاغتصاب واقعة بنسبة 80 % وخاصة في المجتمعات التي تعاني من انحلال أخلاقي وتفتقر إلى الضبط الأسري.
ــ التحرش الجنسي
ظاهرة التحرش الجنسي لا تقل خطورة عن الاغتصاب، فالعوامل المذكورة أعلاه في مسألة الإغراء تفضي إلى التحرش بدايةً ومن ثم قد توصل إلى فعل الاغتصاب إن توفرت الشروط المعروفة للمغتصب، ومنها الخطف أو الاعتداء الجنسي المباشر في مكان منزوٍ بعيداً عن أنظار الناس.
فالتجارب الجنسية لدى الطرفان ليست بالضرورة أن تكون حميمية في بعض الأوقات، منها تكون تجربة قاسية أثناء الزواج، كصغر سن الفتاة أو عدم رغبتها بالزوج مما ينعكس على حياتها وحياة الزوج في المعاملة الجنسية ( الإكراه الجنسي )، فهنا يكون الجنس بطعم مرٍّ ما يحوله إلى ذئبٍ يفتك بجسد الأنثى، فتتغير نظرة الأنثى إلى جسدها كنظرة رخيصة، وأيضاً إلى تفاهة الجنس في مثل هذه الحالات.
الأمثلة موجودة في مجتمعاتنا وقد عايشها الكثير أو عرفَ عنها من خلال حوادث مرت في حياته أو حياة نساء كثيرات، عرفنَ واشتهرنَ من خلال تجارة الجسد، وبيع الجنس الذي ليس له رأس مال سوى الجسد الرخيص رغم فتنته وجماله.
ــ هوامش : كتاب البغاء أو الجسد المستباح / فاطمة الزهراء ازرويل
نهاية الجزء الثالث والأخير
/ خاص ألف /
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |