يا شيخة ... إنتي مسلمة
خاص ألف
2013-04-29
منى صديقتي مصرية جميلة الروح و الخلق و المعشر و البلسم، من يرانا سوياً دائماً يقول بالتأكيد: من لمّ الشامي على المغربي؟!
هي كريمة معي بكل تصرف تفعله و تحاول دائماً أن تريني الوجه الأجمل للقاهرة و ناسها. و تحاول أن تخلق ألف عذر لتبرر لي ما حصل معي من فصول ناقصة مع بعض المصريين التي لا بد أن تحصل مع كل وافد غريب حتى لو كان من منظومة الوطن الذي يسمى عربياً.
منذ يومين كنت معها في سيارتها باتجاه نادي شمس لنتناول غذاءنا هناك. كانت تسوق بخفة و سرعة و دراية لا مثيل لها، و كنت أتحاشى الحديث معها كيلا أشغلها و أربكها، لأن من يقود سيارة في القاهرة ضمن زحمتها المريعة يجب و بكل تأكيد أن يكون فدائياً، واضعاً روحه فوق راحته.
وكنت كعادتي اراقب الطريق أكثر من أي سائق و أقول انتبهي .... ابعدي .... ركزي.... و هي تضحك و تسخر مني بكلماتها المصرية : يا شيخة ...الله مالك ؟! كأنك ما ركبتيش عربية قبل كده؟؟!! مالك يابنتي... في إيه ؟! نحنا في مصر يابنتي ...الله !! ثم تسب أو تشتم أحداً كاد أن يلكز سيارتها أو يتجاوزها: يانهارك مطيّن!!! يا ابن الإيه !!! ياحمار ... يا وسخ ... يا نهارك اسوح. و أحيانا تشتم بالشامي الذي تعلمته مني: تضرب ياجحش, الله يلعن اللي علمك السواقة و عطاك الشهادة ، سوق منيح يا غبي اطلّع قدامك...
أنا وهي نتحدث بأمور كثيرة كوننا متقاربتين و كونها موظفة مثقفة و حاصلة على شهادة جامعية أيضاً، عن الحياة و الحب و الجنس, و المجتمع و الحرب و الفقر و الدين و السياسة.
سألتني أول تعارفنا ان كنت مسلمة و قلت لها بأن نعم ولدت هكذا ببيت مسلم و لكنني علمانية.... قالت وقتها علمانية ده ايه... مش أهلك بيصوموا و بيصلوا يا مديحة!!! بلاش تكملي وحياة أبوكي، و بالفعل قطعت الحديث و لم أكمل.
فجأة و على غفلة كلمح بصر كادت شاحنة كبيرة أن تضرب سيارتها فقزت من خوفي و خبأت وجهي للحظة ولكن الشاحنة ابتعدت و نجونا بأعجوبة، قلت كعادتنا جميعاً( بسم الله، الحمد لله، الله ستر و لطف).
هنا و عندما سمعتني لولا الزحمة لأوقفت السيارة و قبّلتني و هي تضحك فرحة من كل قلبها و تقول: شفتي يا مديحة شفتي ... انتي مسلمة، و حياة ربنا انتي مسلمة يا شيخة بلا ش تقولي إنك علمانية و حياتي عندك.. ما تعيديش الكلمة دي، ده انا بحبك قوي و عايزة من ربنا تكوني معاي بالجنة.
و كل مرة أشرح لها بأن العلمانية لا تعني أن أكون غير مسلمة أو ملحدة أو كافرة مثلاً و لا تتناقض مع الدين خاصة في مجتمعات مثل مجتمعاتنا، و لكنها لا تسمع من كلامي و لا حرفاً و تقاطعني بعد كل جملة: بلا ش و النبي بلاش الكلمة دي.
كل المرات أشرح و أشرح و أطمئنها ممازحة بأنني سأدخل الجنة معها... و كل المرات تنهي الحديث:
أرجوكي ما تقوليش( علمانية ).
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |