ذاكرةُ المكان
خاص ألف
2013-05-11
للهواء المطحون في رئة السماء قسمةٌ جديدة... ولبقايا الغيابات عنّا رونقٌ جديد...
هكذا تركونا نبتعد عنهم كل هذه المسافات، متناسين أن يلجموا بقايا ذاكرتنا المُرتقة.
لا تراقبوا خيوط العنبكوت يا أصحابي
كي لا تدهشكم أناقة المنظر
ففي سرد الحكاية قصة موت...
كانوا واقفين كأنامل للأرض، يحرسون ما تبقى لهم من ذكريات المكان، ملتحفين كطيور السنونو، خجلين من قدودهم الزاهية كزهوّ اللباب، الذي سحب آخر امتداداته السمائية من أحشاء الأسقف الفارهة، دون يقين ... دون ابتذال ...
لم تكن تلك السقوف مصادفة، بل كانت هدفاً ... ربما لقناص! ربما لمقلاع! ربما لترس ورمح كانا مرمين في الأنحاء!... لم يتصوروا يوماً أن يجدوا لبلابهم متمرغاً بالأرض من فعل ذاك المدفع، الذي كان قابعاً في وسط البلدة، كتذكار من حروب الآباء.
أنت... أنا ... كل من كان هناك
لا تتربصوا بصور طفولتنا
ولا تتركوا المشهد ينفضّ دون أن تفتحوا باباً جديداً للحياة
فللأمهات ركنٌ جديد... ركنٌ بناه أبناء جلدتنا
يتلمسنّ شواهد القبور المتراصة... اللامتناهية ...
قبورٌ ستصحبنا للأبد ...
يمسحنّ بأصابعهنّ ما تبقى لنا من جثثنا ... وأي جثة يا أماه ... أي جثة ...
هكذا قد تنام الجدران في تلك القرية المنصهرة، سمرٌ، ولهوٌ، وخلودٌ...
ربما كما قال جورج برنارد شو ذات لحظةٍ: إن الإنسانية استطاعت أن تحقق العظمة، والجمال، والحقيقة، والمعرفة، والفضيلة، والحب الأزلي، فقط على الورق. ها هنا استوقفتني كلمتان، الإنسانية والحب الأزلي... كيف لنا يا أماه أن نصف لك ما وجدناه من حبٍ أزلي ومن إنسانيةٍ منقطعة النظير.
خاص ألف
08-أيار-2021
28-تشرين الثاني-2015 | |
21-كانون الأول-2013 | |
13-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
28-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |