وجعٌ خافتٌ جداً

(1)

يا ديب ….
نصلُ النهار على لحم الليل
يتوهجُ إكليل دمٍ
على وسادتي.
النوم هجرني كعشيق.
(2)

صوتكَ الغارق في البعاد
بهارٌ حارقٌ في جسدي .
روحي تعضُّ روحي
والبنفسجُ يتوهج.

(3)

عيناكَ المسافرتان أبداً
إلى حدود مغلقة .
عيناكَ ....
تغزلان الخوف
لِفَرَاشي المتجاوز كل حدود .
(4)

أنثى صارخة
ومثيرة ...
للشفقة
ترمي الطيب على قارعة الطريق .
لونُ اللغة يفرُّ من أوردتها،
ثعابين بسّامة
تغوي ذكوراً يثلثون الدائرة .
بينما المنحنيات تترقرق
في شوارع بلا أزقّة،
لتروي حياة مُلتِبسة.
(5)

قلبي قرصان أعمى
تأكُلُه سفن الشهوات.
قلمي سوادُ
السفاهة في بطن الورق.
كأنني…
نوارة المهزومين
ومُبدعة الخرائب
راهبة غبية
تفتشُ عن الحب في ماخور العالم.
(6)

فحمٌ في الروح.
احتضارٌ في الجدران.
قنّاصٌ على أوراقي.
وأنا…. ‍‍ ‍‍!!
أتأبطُ وَرْدَ الحياة.

مُزاولات

(1)

في زرقة البنفسج ألمسُ يدكَ
فاُصبحُ الغريبة عني .
يدي تشمُّ وتغشى .
(2)

أكون في صوتكَ مبلولةً بالتعب ..
امرأة الوقت الضائع .
أكون على دربكَ
الكاحل المنزلق عن سلم الموسيقا ..
المرأة ــ الخطأ ــ في المكان المناسب .
(3)

انخطفَ قلب العصفور
ويدكَ تغادر
رعشاتي
ـــ خلف الباب ــ
ظهركَ يبتعد بشدّة بطيئة .
أصابعي المرتجفة
تســـــــ ـ ـ ـ ـــقط .
(4)

قدمي تستحقُ بلّورها المكسور
وياسمينكَ المنفرط فوق رأسي،
تحت خطوتي .
………………
………………
………………

(5)

الحكاية في برد الحديقة
لا أحد سوانا
النجوم في شرك المجرّة
الأصابع تقرأ الِشعر .
كان الصقيع يسفّ صوتي
والعشب يرجف على حصى يتشقق .
هَوَتْ نجمة القمر الوحيدة
وهي ترعش
لتذبل في يدينا
........
بين رجفة الضوء وفحيح العتمة
تحزّني شفرة الزمن المُريع
لأخطفَ من بندق عينيكَ
سنجاب مشاغباتي .
إلى..شب الكوبّا
حبي لكَ
بلا قيد
نفوس
مثل أطفال الطبيعة .
حَبْـلْ
اختنقُ بعقدة
حبل الهواء
اختنقُ
بكَ
بنا
بهذا الوطن .
نادي الصحفيـيـن
لأصابعي نزق قنفذ
وقلم.
على طاولتي..
وحْلٌ غامضٌ ينساب.
. . . . .
في الزاوية الأدنى
البخاري(*) يضع جسد الفلسفة
على عكاز المنفى.
وراء الزجاج البعيد
امرأة وحيدة
تمزج مصيرها بفنجان شاي.
. . . . . .
. . . . . .
تلويحة ذابلة.
رقبة ثعلب تناجي.
ابتسامة عرجاء.
………

شاعرة أردنية مقيمة في دمشق

(*)محمد البخاري باحث ومترجم موريتاني مقيم بدمشق.