نكسة حزيران.. وفتوى التبرك ببول الرسول .. وموفيستو فيليس
2007-06-05
موفيستو فيليس .. شخصية الشيطان المحبوب .. الذي أبدعها كريستوفر مارلو .. وأعاد كتابتها، وصياغتها جوته وعدد آخر من الكتاب الأوروبيين .. شخصية لا مثيل لها في المسرح .. وفي الحياة ، فهي الشيطان .. والشر ، والإله الشرير وهذه شخصيات متناولة منذ بدء الخليقة .. ممثلة بعدد من الآلهة التي تنتمي للشر .. وتقف في وجه الخير. ولكن كريستوفر مارلو حولها إلى شخصية مسرحية محببة .. ولم يعطها أيا من صفات الشيطان بل أنسنها وجعلها تعيش بيننا.
هذه الشخصية لا يمر يوم إلا و أتذكرها .. لا أسمع نشرة أخبار إلا ونبتسم لبعضنا بعضا أنا وموفيستو فيليس ..
وفي مثل هذا اليوم ، الذكرى 5 حزيران منذ بدأ هذا الوطن المسكين ،
بشعوبه المقهورة المذلولة منقوصة الحق منهوبة الجهد بالتشرذم والتباعد والتفرقة من خلال خطة مدروسة بعناية ومخطط لها خطوة .. خطوة، نعيش أنا وموفيستو فيليس هذا اليوم معا .. ونتذكر ويحكي لي من من أمراء المال العرب انضم إليه مجددا ولم أقل الحكام ، لأن أمر الحكام العرب بملوكهم وأمرائهم ورؤسائهم قد لحقوا بركبه منذ زمن طويل .. وقد حكا لي عنهم واحدا، واحدا ..ابتداء من حسني مبارك وانتهاء بسلطان عمان وأمراء قطر مرورا بملوك المملكة العربية السعودية منذ ما قبل تأسيسها .. أي مع تأسيس الحركة الوهابية اليهودية المنشأ .. واستثنى منهم الملك فيصل الذي أمر موفيستو بقتله من قبل أشقائه الذين ظلوا على ولائهم له .. وكذلك الملك طلال بن عبد الله ملك الأردن الذي لم يحكم أكثر من سنة وشهرا ومات في المنفى لرفضه الخضوع له.
ولكن ألا يجب أن أقص عليكم سر هذه العلاقة الوثيقة بيني وبين موفيستو .. ليكن إليكم القصة:
في يوم ما ، وبعد أيام حرب تشرين والتي قتل فيها رامي دبابتي العريف صالح ، وجرحت فيها بجروح بليغة جراء إصابة الدبابة بإصابة غير مباشرة .. بقيت حزينا لفترة طويلة .. وازدادت كآبتي وأنا أرى الفساد يستشري في بلدي سوريا وأمام ناظري وأنا غير قادر على فعل شيء اتخذت قرار لم أفكر فيه جيدا .. ولكنه جاء تحت ضغوط نفسية هائلة .. يجب أن أبيع روحي لموفيستو فيليس .. ولكن كيف ؟.. صرت أهمس باسمه أينما حللت .. ثم صرت أفيق ليلا وأصرخ باسمه وأتحداه أن يواجهني فأنا لن أكون سهلا ، كانت خدعة مني ليجيئني غاضبا، فأنا كنت قد اتخذت ووطدت العزم على بيع روحي مقابل بضع ملايين من الليرات، مرت فترة على هذه الحال ليقرع باب منزلي ذات ليلة شتائية عاصفة استيقظت مذعورا ، فتحت الباب ، وجدت رجلا وسيما أنيقا يقف في الباب .. قلت له نعم .. ابتسم لي وقال أن موفيستو فيليس .. ألن تدعوني للدخول، نظرت إليه متعجبا ، لمحات ذعر خفي قفزت من عينيّ ولكني حاولت أن أخفيها فابتسم وقال لا تخف .. فأنا لا أجبر أحدا على التعامل معي .. ولكني قبل أن أعرض نفسي عليهم أظل اختبرهم من بعيد حتى أتأكد أنهم مؤهلون لهذا .. وها أنا جئت إليك اليوم .. قلت بحماس وهل ستشتري روحي .. ابتسم وقال لا .. أنت لست منهم .. غضبت وقلت ومن قال لك ذلك .. قال خبرتي بحياتي الطويلة.. قلت ولكن خبرتك خانتك هذه المرة فأنا مستعد لفعل أي شيء تريده قال فليكن .. وفجأة أصبحنا أمام سرير والدي في مدينة حمص .. نظرت إليه مذهولا هذا أبي وهو نائم .. مبتسما قال أعرف .. اقتله الآن وستتم الصفقة بيننا .. أعطاني مسدسا وجهته إلى صدر والدي رحمه الله ويدي ترتجف .. جاولت مرارا أن أضغط على الزناد ولكني فشلت فابتسم وقال لا بأس توجه بي إلى سرير أمي وطلب نفس الطلب وفشلت أيضا واستمر يتنقل بي من قريب إلى آخر حتى يئس فذهب بي إلى دار العجوة وأدخلني غرفة ممتلئة بالعجائز النائمين وقال اقتل أي واحد منهم وستتم الصفقة بيننا .. وفشلت أيضا لم أستطع قلت عجوز لا ذنب له وتريدني أن أقتله.. لديك كل الحق فأنا غير قابل لأبيع روحي .. بعدها صرنا أصدقاء.
نعود إلى موضوعنا .. فمن خلال زياراته عرفت جميع من باعوا أنفسهم وأرواحهم له أحياء وأموات .. فقد عرفت مثلا أن بورقيبة الذي خرجنا بتظاهرات ونحن أطفال ننادي بقتله وبجنونه لأنه قبل بتقسيم فلسطين إلى قسم عربي وقسم يهودي لم يكن ممن باعوا أنفسهم له بل كان عاقلا ويقرأ المستقبل ويعرف أن من مصلحة إسرائيل أن لا يقبل العرب بهذا التقسيم.. ولو قبلوا حينها لتغير تاريخ المنطقة ولكانت اسرائيل اليوم محاصرة بدول عربية متماسكة ، لا دول تعيش على ظلم شعوبها باسم مقاومة الدولة الصهيوينة . وبعد الملوك والأمراء والسلاطين العرب عرفت من من هؤلاء الأثرياء الذين يسيرون بسياراتهم الفارهة أمام أعيننا في زمن كانت السيارة حلما لا يفكر فيه أحد .. وعرفت من من المشايخ ورجال الدين ومفتيي الجمهوريات والممالك قد باعوا أنفسهم له .. إلى حانب كل المتطرفيبن الإسلاميين من طالبان إلى القاعدة إلى محاكم التفتيش الإسلامية إلى كل متطرف إسلامي .. قلت ولماذا إسلامي قال ، لأن هذا زمن التطرف الإسلامي .. فحين كان زمن التطرف المسيحي اشتريت كل باباوات الكنيسة المسيحية .. ورجالها وأنا الذي فرقت الكاثولكية عن الأرثوذكسية عن المارونية .. وذكر أسماء لطوائف مسيحية مختلطة ماعدت أذكرها .. وأكد في عودة للإسلام أنه اشترى أرواح بعض ممن نقلوا أحاديث محمد ليدس بعض الأحاديث غير الصحيحة وغير المقبولة كحديث التبرك ببول الرسول، الذي مر كحديث صحيح و الذي أعاده للواجهة بعض مريدي موفيستو فيليس هذه الأيام مع حديث رضاعة الكبير وأحاديث وإفتاءات ليس من مبرر لها سوى إلهاء الأمة .. إلهاء هذا الشعب البسيط عما يجري حوله من مآس ومجازر واحتلالات أراض بموافقة من الزعماء العرب وأثريائهم ..
فكيف نؤمن أو نفكر أن نؤمن بوحدة العرب .. أو بتقاربهم في الرأي حتى.. مادام معظمهم قد باع روحه للشيطان ، وبعضهم الذي ظل يقاوم حتى الآن .. الذي ربما بدا للبعض كدون كيخوته يحارب طواحين الهواء .. ولكن في حقيقة الأمر أن مجرد وجوده وصموده لابد أن يصل إلى نتيجة. فكما قال لي مفيستو أنه مرت عليه أيام خلال هذا التاريخ الطويل رفض عدد من الجنود في جميع أنحاء الكرة الأرضية رفضوا بيع أنفسهم .. ونجحوا في تأسيس امبراطوريات ضخمة وكبيرة .. ولكنه نجح في شراء أبنائهم أو أحفادهم وفي تدمير إمبراطورياتهم .. ونحن ننتظر نجاح الرجل الأخير
الذي لم يبع نفسه لموفيستو في تأسيس امبراطورية العرب الحديثة.
في نهاية جلستنا همس لي موفيستو كنت أخشى أن تسألت عن سر الاهتمام اإعلامي العربي بنكسة حزيران بعد أن نسوها لسنين عديدة .. أجبته ساخرا .. بعد كل هذه السنوات معا وتريدني أن أسأل مثل هذا السؤال البديهي ؟
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |