بين لاءات الخرطوم و نعَمَات أنابوليس .. ضاع العمر يا ولدي
كنت سأقول الوطن العربي .. ولكن مثل هذه التسمية ما عادت تليق بنا
كنت قد اتخذت قرارا في أن لا أكتب عن مؤتمر أنابوليس ولا أن أذكره في هذا الموقع حتى بشتيمة و لو كانت من أبسط الشتائم الأمريكية أو العربية كأن أقول ( fuk _shit ) أو أن أردد بيني وبن نفسي شتائم لا يسمعها القراء وهي من الزنار ونازل لأن ذكري له وأقصد المؤتمر وليس ماتحت الزنار سيصب في خانة الدعاية للرئيس بوش وهو الذي أعد لهذا المؤتمر لينقذ نفسه ويزيل بعض ما علق به من أوساخ وبذاءات منذ بداية حكمه وإلى الآن .. ولكن العرب كانوا مصرين مجتمعين "عدا قلة قليلة" وغير آبهين بمشاعري ومشاعر ملايين العرب أن لا يخذلوا جورج بوش الابن فذهبوا وهم يحملون يافطات التأييد بدشاديشهم المصنوعة
بالخارج .. وشماخاتهم .. .. وهم يهللون ويكبرون بلا إله إلا الله .. وأنت أول المسلمين يا
بوش .. وقائدنا إلى أن تموت يا بوش وأصدر مفتي الديار المصرية فتوى بأن يجوز للرئيس بوش أن يحمل ديانتين المسيحية اليهودية والإسلام وغير ذلك من الهتافات والعطاءات . وكانوا فرحين بنجاح المؤتمر .. الذي لم يعرف أكبر المحللين حقيقة ما رمى إليه.. فكلمة السلام في الشرق الأوسط لا تحتاج إلى مؤتمر بل إلى تفاهم بين سكانه .. وابتعاد أمريكا عنهم وعن التدخل في شئونهم.. وأمور أخرى كثيرة كلها تصب في خانة ابتعاد الغرب عنهم ..المهم .. لم أنجح في أن لا أذكره ولو في هذه الكلمات القليلة لأنني وأنا أشاهد على الشاشات الفضائية التي تملك معظمها السعودية العرب وهم فرحون وسعداء وكأن النجاح نجاحهم وحققوه بجهودهم الشخصية تذكرت كم تحملنا منهم من
أذى .. وكم حملونا من أذى خلال تلك الفترات الطويلة من حكمهم المديد ما شاء الله فالذي لا يكون حاكما يكون وليا للعهد .. وهذا يعني مشاركته في اتخاذ الفرارات .. في لحظة التصفيق والتهليل بعد الجلسة الختامية تذكرت لاءات مؤتمرالخرطوم المشهورة ..وهو أشهر مؤتمرقمة عربي فقد جاء بعد أكبر نكسة حلت بالقادة العرب وكشفت عن عجزهم .
إذا لاءات الخرطوم .. وكل اللاءات أو المقرارات التي صدرت عن أول مؤتمر عربي في أنشاص أيام الملك فاروق وحتى آخر مؤتمر لم يتم الإجماع في أي من تلك الاجتماعات كم تم في مؤتمر القمة العربي في أنابوليس إذا استثنينا معارضة سورية ثم اشتراطها إدراج موضوع الجولان رسميا وهذا سيحسب لها ، لما سجل أي اعتراض على هذا المؤتمر
الذي اختار مقره هذه المرة خارج المنطقة العربية لتأتي
قبلة تحتاج لفتوى من الأزهر ومن الوهاببين لتقبيل المحارم
قراراته متلائمة مع الموضوع : السلم في الشرق الأوسط .. ويالها من مهمة كانت صعبة المنال .. وصارت بين ليلة وضحاها سهلة المنال، وفي منتهى البساطة لكم .. لمتصفحي الأنترنت ممن لم يسمعوا بلاءات الخرطوم لأنني أعتقد أن معظكم من الشباب الذين ولدوا بعد النكسة أسجل لكم هذه اللاءات : وهي لا صلح، ولا تفاوض مع اسرائيل، ولا اعتراف بها، وخرج المؤتمرون بعدها وهم يشعرون أنهم قد حرروا بلاءاتهم تلك فلسطين وجميع الأراضي المحتلة في العالم ..ثم تتالت المؤتمرات .. منها الدوري ومنها الاستثنائي ولم يطبق من هذه المؤتمرات ومن مقرراتها أي حرف بل ظلت حبرا على ورق .. ما سيطبق الآن هو مقررات مؤتمر أنابوليس العربي بقيادة بوش .. حيث سيحل السلام في الشرق الأوسط ولكن بطريقة بوش .. الذي سيقول آمراً قدموا كل ما يمكن من تنازلات .. وسنقدم لكم كل ما يمكن من محبتنا وودنا وابتساماتنا المجاملة .. وسنأخذ نفطكم .. وسن...... أمكم ..
وهذه تحتاج إلى عقد زواج شرعي بين الإثنين
مع معرفة القادة العرب إلى أين سيؤدي مؤتمر القمة العربي في أنابوليس فقد وافقوا بالاجماع على المشاركة فيه .. وكان الرئيس بوش راضيا تماما عنهم وعن سلوكهم المرضي كأبناء صالحين مرضيين للولايات المتحدة الأمريكية .
ماذا كان سيحدث لو أن لاءات الخرطوم تحولت لنعمات مذ ذاك الوقت ، أما كنا نعيش برخاء اليوم وهل يجب أن تكون قراراتنا بالتفاوض او اللاتفاوض ولنختصر بأن نقوم نعم أو لا حول أي موضوع بإشراف الولايات المتحدة والدول الغربية .. سأقول لكم أنهم يومها ما كانوا قادرين على اتخاذ مثل هذا القرار رغم أنهم كانوا يتمنونه ولكن المواطنن العربي يومها كان مايزال متباهيا بالقومية العربية وبقدرة العرب ونقاوة الجنس العربي .. وكونه بالأساس عربيا وكان سيقف لهم بالمرصاد .. بينما اليوم صار يخجل من كونه عربيا .. وصار يخاف أن يقول لا .. فقادته وبوش يحمل عليه عصا الراعي.
آه يا أصدقائي .. لقد ضاع عمرنا .. ما بين لاءات الخرطوم .. ونعمات أنابوليس والله يعينكم على ما هو آت.
طالما الملك عبداللله خادم للحرمين الشريفين هو ومن أمثاله يمثلون بمالهم العرب جميعا .. وكنت سأكتب الوطن العربي .. ولكن مثل هذه التسمية ما عادت تليق بنا .