هل هو الإرهاب متمثل بالسلطة الدكتاتورية أم هو متمثل بالسلفية الإسلامية
ليس الإرهاب حكرا على المتشددين الإسلاميين .. وليس حكرا على دكتاتوريات العالم الثالث .. بل هو الآن قد أضحى بأعلى مستوياته متمثلا بدول العالم الحر بعد أن كشف بوش والمتحالفين معه عن أنيابهم .. في رغبة حمقاء بالسيطرة على العالم .. على ثرواته .. وشعوبه وحتى على قبوره. وإذا كان ثمة أحد خلف بدء الإرهاب بأشكاله الخطيرة فلن يكون غير الغرب بكل أشكاله يمينا ويسارا شرقا وغربا .. وليس المتشددون الإسلاميون سوى ذراع واحدة تستغلها أمريكا والعالم المتمدن لتصل من خلالها لتحكم الكرة الأرضية .. ولتقضي على كل سبل العيش فيها من أجل السلطة والمال والحكم.
التشدق بالديموقراطية في الغرب قضية أصبحت مفضوحة ومكشوفة.. حين نقول ديموقراطية فيجب أن تعني شمول هذه الديموقراطية شعوب العالم أجمع .. ولا تعني الشعوب المتحضرة فقط. وحين يقوم الغرب بممارسة الدكتاتورية على شعوب الأرض باستثناء العالم الأول فهذا يعني أن الديموقراطية ككلمة لامعنى لها .. وهي إحدى المسميات التي دخلت قاموسنا حديثا في المنطقة العربية بعد أن بقينا عقودا نتحدث عن دكتاتورية البلورتاريا .. ببساطة .. الأمر يحتاج، وقد أكون هنا أكرر بعض مقولات قلتها سابقا ، إلى بشر خيرين في العالم أجمع ووجود بشر خيرين في العالم أجمع لا يحتاج لا إلى دكتاتورية ولا إلى ديموقراطية .. لا إلى علمانية ولا إلى تشدد ديني .. الخير هو مطلق الأشياء ومبتدأها .. ولكن الطبيعة البشرية بنيت على ثنائية الخير والشر .. ولأن الشر شر فهو لا يتوانى عن القيام بأي شيء ليحصل على ما يريد.وهكذا وكما جاء في مقالة منشورة على هذه الصفحة كلفت مصر بإرسال السلاح المصنع في الاتحاد السوفيتي إلى أفعانستان في محاولة لإفشال التدخل السوفيتي هناك بواسطة المتشددين الإسلاميين وحينها كان هؤلاء أصدقاء للأمريكان . أعرف أنني لا أقول جديدا .. فليس من جديد في موضوع السياسة. ولابد أن نكرر أنفسنا حين نتحدث في السياسة .. فالأمور ما عادت تحتاج إلى تأويلات وتفسيرات .. وكل ما يحدث من قتل ودمار ونهب وسلب واحتجاز حريات تقف أمريكا خلفه بأيديها مباشرة أو بأيدي عملائها مختلفي الاتجاهات والديانات والمواقف السياسية.. في لبنانعلى سبيل المثال يمكن أن يكون حلفاءها اليوم من المسلمين السنة وغدا من الشيعة وبعد غد جبهة مسيحية ما لتنتقل إلى جبهة مسيحية أخرى .. المهم هو المصلحة العليا لأمريكا .. ولأصدقائها في الغرب. إذن السؤال من قتل بناظير بوتو يبدو ساذجا .. وتوجيه الاتهام إلى القاعدة أو أية جهة إسلامية متشددة أو إلى مخابرات الرئيس برويز مشرف .. أو إلى ؟؟؟؟ لا يعني شيئا .. الذي يقتل .. دائما وأبدا هو أمريكا .. ولا أحد يستطيع أن يشكل محكمة دولية لمحاكمتها .. اللعبة الخبيثة التي تلعبها الديموقراطية الأمريكية أنها تغسل كل فترة رئاسية ذنوب الفترة التي قبلها مع قدوم رئيس جديد وتحميل تلك الذنوب لرئيسها القديم ..ولكن رئيسها الجديد سيجد طريقة ليعود للإرهاب مختلفة قليلا .. وقد يمر بعض ليكتشفها السذج من السياسيين. وهذه اللعبة لم نكتشف فوائدها بعد في العالم الثالث. مقتل بناظير بوتو فاجعة .. ليس لأنها تختلف عن غيرها من زعماء العالم الثالث .. فلا أحد مختلف فيه .. بل لأن القتل بحد ذاته وسيلة فاشية نازية..وقذرة .. وتحمل كل صفات الشر الأزلي منذ قابيل وهابيل.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...