بحر الفرات العظيم يستضيف مهرجان الشعر العربي الرابع
2008-04-13
توضيح من وارة الثقافة في نهاية المادة
بهجة المهرجان جاءت من بساطة الناس الذين استضافونا .. من كرمهم ومن فهمهم العميق لضرورة ما يفعلون .. ولبهجتهم بأنهم يفعلون شيئا فشلت وزارة الثقافة في فعله
يكفي الرقة فخرا .. بمحافظها السيد أحمد شحادة خليل ومدير الثقافة فيها الأستاذ حمود الموسى وبقية العاملين في مديرية الثقافة أنهم ومنذ 4 سنوات يحتضنون مهرجانا بهذا الاسم الكبير
تناقض مرعب .. ومشهد يثير الرثاء .. وتتساءل لماذا ؟ لماذا هذا القحط والماء يهدر متدفقا في النهر .. ونحن نمر بجانب قنوات ري ضخمة إلى أين تتوجه تلك القنوات وماذا تروي ..؟ تساؤلات مرت في ذهني وبحيرة سد الفرات العظيمة أم أقول بحر الفرات ؟ يبدو عن بعد .. كما سمعنا عن هذه البحيرة البحر.. وعن عظمتها. وهذه هي المرة الأولى التي ألقي عليها نظرتي الأولى.
وصلت الرقة بعد رفض دام أكثر من أكثر من ثلاثين عاما.. فقد دعيت منذ عام 1978 إلى الرقة والمنطقة الشرقة والشمالية وحتى يوم وصولي ما ينوف عن خمسين دعوات لم ألبها لكرهي للسفر الطويل .. كنت أشعر أنني سأنتقل من قارة إلى قارة .. وكنت أعتذر بلباقة ممن برسلون لي الدعوات
وحين وصلت .. وبعد مرور ساعات قليلة شعرت كم فاتي منذ عدم تلبيتي لأول دعوة إلى اليوم .. ومع انتهاء الزيارة كان انطباعي أنني لو لم ألب تلك الدعوة لفاتني الكثير والكثير جدا.
وصلت في اليوم الثاني للمهرجان فقد كانت لدي ارتباطات منعتني من الوصول في اليوم الأول.. وحضرت ندوة النقاش الأولى حول القصائد التي ألقيت في اليوم السابق .. ثم تابعت بقية المهرجان.
وأنا هنا لا أكتب لأقيم .. بل لأقدم انطباعات هي في الحقيقة أهم من أي تقييم .. فكل مهرجان له نكهته .. وله جماليته .. ومهرجان الرقة للشعر العربي كان مختلفا .. وله مذاقه الخاص. وحين يفكر أحدنا من أين جاء هذا المذاق يكتشف أنه جاء من بساطة الناس الذين استضافونا .. من كرمهم ومن فهمهم العميق لضرورة ما يفعلون .. ولبهجتهم بأنهم يفعلون شيئا فشلت وزارة الثقافة في فعله .. ليس لأنها غير قادرة وإنما لأن الروتين .. والشكليات .. والمراسم في المهرجانات الرسمية تحد من البهجة .. تلك البهجة التي يشعر بها الضيف القادم إلى الرقة, فعلى الرغم أننا في المهرجانات الدولية شعرية أو أدبية أو مسرحية ، كنا ننزل في فنادق خمس نجوم ، وكانت تفرغ لنا في بعض الدول سيارة للتنقل خاصة بكل مجموعة منا .. وما إلى ذلك من أمور تتعلق بالرفاهية .. فقد نزلنا في الرقة بفندق صغير ولكنه بنظافة النجوم الخمسة ، وترحيب القائمين عليه ودماثتهم .. ينسيك تلك الفنادق الفخمة .. هي العلاقات الإنسانية البسيطة .. والوجه البشوش الطيب .. كان أهم ما في المهرجان.
المهم أيضا هذا التجمع الليلي الذي يضم معظم الضيوف وعلى رأسهم مضيفهم الأستاذ حمود الموسى الذي كنت ترى القلق في عينيه طوال النهار .. من شيء لا يتم كما يجب أو من خطأ غير مقصود قد يقع .. فهو موجود في كل الأوقات .. ومرافق للضيوف في كل مكان وصولا إلى حيث يسهرون ويتبادلون الآراء .. ويغنون ويرقصون .. ويأكلون .. والصداقات التي تعقد خلاله .. دون رسميات ، ودون بوزات .. ودون أي شيء يشير إلى تعقيد الرسميات التي تفرضها المهرجانات التي تشرف عليها الدولة .
سمعنا شعرا .. ولكننا لم نسمع فرادة إلا فيما ندر.. وناقشنا في الحداثة .. ولم نر في ما ألقي من قصائد حداثة .. تناقشنا حول ما ألقي ولكن دون تنظيم .. ومع ذلك لم يكن في هذا شيئا شعرنا بعده بالندم أننا جئنا بل على العكس كان حضور القائمين على المهرجان ومنهم مدير الثقافة حمود الموسى أبو علاء ومعاونه محمد السراج أبو قتيبة وبقية العاملين في دار الثقافة من مسؤولي الكومبيوتر والأنترنت ومن المنظمين كل في مكانه .. وصولا إلى السائقين الذين يتنقلون بنا .. كنت تشعر تماما أنك في بيتك.
هل نتحدث عن الأخطاء.. ربما لابد من ذلك لكي يتم تلافيها في المرات القادمة.. أختيار المدعوين على سبيل المثال لم يكن موفقا ولا متجانسا .. فقد كان فيهم الشاعر الكبير والذي أمتعنا بفرادة قصائده كما كان بينهم من أخطأ في النحو بشكل يصل حد القباحة في قصيدة تصل حد السخرية.. وفي كل ما سمعناه كان هناك تفاوت كبير من قصائد ذات ثقل نوعي ومبهر إلى قصائد تصل حد الهشاشة.. ولكن هل نستطيع أن نقول أنهم جميعا غير مصنفين في بلدانهم كشعراء كبار .. لا .. ولكن الشاعر الكبير لا يظل كبيرا حين يفقد القدرة على إضافة الجديد إلى ما يكتبه وإلى الأدب بشكل عام .. ومن هنا كان ذلك الاختلاف الكبير .. وأنا أنفي مسؤولية القائمين عن المهرجان عن هذه الأخطاء فهم استضافوا بالنهاية أسماء مكرسة في بلدانها.
أجمل ما كان في الرحلة لشخص مثلي لم يزر الرقة من قبل وبالتالي لم يزر مدينة الثورة وسد الفرات العظيم هي تلك الجولة إلى قلعة جعبر وإلى جسم السد البحر.. فكل ما قيل عن السد لا يفيه حقه .. وكل من لم يزره حتى الآن يعتبر خاسرا وفاقدا لمتعة لا يمكن أن توصف.
يكفي الرقة فخرا .. بمحافظها السيد أحمد شحادة خليل ومدير الثقافة فيها الأستاذ حمود الموسى وبقية العاملين في مديرية الثقافة أنهم ومنذ 4 سنوات يحتضنون مهرجانا بهذا الاسم الكبير .. مهرجان الشعر العربي .. وكان بحق مهرجانا للشعر العربي.
هاهو النهر العظيم .. الفرات .. يبدو لي عن بعد من نافذة البولمان المتوجه إلى الرقة .. كم يبدو جليلا .. وكم يبدو مزهوا .. ويفاجئك انطباع سريع، هذه الأرض التي يمر بها لا تستحقه .. فهي جرداء قاحلة رغم هذا التدفق الكبير للماء .
ننشر ذيله رد وزارة الثقافة مع اعتذارنا لعدم ذكر الدعم المتواضع الذي تقدمه الوزارة لهكذا مهرجانات
الاستاذ سحبان السواح المحترم
أود تذكيرك بأن مديرية ثقافة الرقة ليست تابعة لوزارة الثقافة في جيبوتي وأن كل ماتقوم به من نشاط متميز بجهود مديرها هو باشراف وزارة الثقافة السورية وبدعمها اللامحدود وخصوصا لنشاطاتها المتميزة عربيا, كما تدعم الوزارة أنشطة أهلية بينها مهرجان ملامح أوغاريتية التي سيستضيفك في اللاذقية
أأرجو اعتبار هذا الرد رسميا بصفتي مديرا للمكتب الصحفي لوزارة الثقافة
كما أرجو نشره في الموقع عملا بتقاليد صاحبة الجلالة
مع الشكر الجزيل
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |