مسكين أيها المواطن السوري
2008-05-26
لا ثقافة دون خبز وماء ومازوت. وهذا أضعف الإيمان.
سنصنع تمثالا كبيرا للسيد عبد الله الدردري بون شكر على منجزاته االاقتصادية
المواطن السوري مسكين ومعتر و"مالو" سند .. الجميع "يتمقطع" به، بدءا من شرطي المخفر مرورا بشرطي المرور و بأصغر موظف في أصغر دائرة حكومية وصولا إلى كل صاحب منصب رفيع بالبلد انتهاء بمجلس الشعب بأعضائه ونائب رئيسه ورئيسه وأمين سره و نائب رئيس مجلس وزرائه السيد عبد الله الدردري الذي يساهم في جميع القرارات الاقتصادية التي صدرت مؤخرا ولم يناقشه بها أحد وختامها مسك مع رئيس مجلس الوزراء السيد ناجي العطري.
فكل هؤلاء متكاتفون ضده، وهو صابر يعيش حياته بهدوء وسكينة غير عابئ سوى بالركض خلف الجزرة التي يغيرون له نكهتها بين الفترة والأخرى إلى نكهات أخرى، فتارة على طعم الرز الذي ينتظر قدومه منذ ثلاثة أشهر ليشتريه بالسعر المدعوم فهو غير قادر على شرائه بسعره الرسمي، الذي وصلت آخر أسعاره ، وحتى لا نتجنى على أحد فهذا أقل من سعره العالمي، إلى السبعين ليرة سورية، وتارة أخرى على طعم الخبز الذي يظل تحت لسانه من يوم إلى آخر بينما هو ينتظر دوره على أبواب المخابز الآلية أو على أبواب البقاليات المعتمدة وهو يسأل هل بدأتم بتوزيع الخبز فيطلبون منه دفتر العائلة فيركض لاهثا خلف نكهة الطحين ليحضر الدفتر فتكون البقالية قد أغلقت ما حدد لها من عدد ربطات في المنطقة.وليلا وفي أحلامه يغيرون لهم طعم الجزر إلى جميع نكهات الفواكه والخضار الذي ما عاد يتذكر طعمها منذ أن تضاعفت أسعارها أضعفا مضاعفة، لكي لا يسيل ريقه أمام القاليات عليها في اليوم الثاني.
وهو أي المواطن السوري المسكين غير قادر عن التعبير عن رأيه بما يجري حوله، ترتفع الأسعار فيسكت صاغرا، تزداد الرواتب فيقبلها بصدر رحب وسعادة رغم أنه يعرف أنه سيصرف الزيادة وبعضا من راتبه الأصلي على مواصلاته ومواصلات أبنائه بعد ارتفاع أسعار المحروقات. وتصدر وزارة الاتصالات أوامر مجحفة بحقه فيصمت صمتا مطبقا خصوصا إذا كان صاحب موقع ، يتوقف الإنترنت على كيفه وكما يحلو له فلا يجد أحدا يشتكي له .. يصدر قانون سير مجحف ولا يوجد مثله في مكان في العالم فيقبل به صاغرا ولا يستطيع أن يطلب بتحسين الشوارع مقابل ما يدفعه من ضرائب لا حصر لها، ولكنه لا يتجرأ أن يطالب بحقوق له عند الحكومة فهو عبد مأمور وليس عليه سوى شوارع ولا يستطيع أن يتحدث عن المطبات الصناعية المتطورة وغير المتطورة والحفر وإنارة الشوارع المعتمة، وعن المواطنين الذين ما يزالون يسيرون بين السيارات، ولم لا إذا كانت غرامتهم فقط مائتي ليرة سورية بينما غرامته تبدأ بالمائة ألف ليرة سورية. طبعا هؤلاء المواطنون معذورن بالسير بين السيارات وفي منتصف الشارع لأن السيارت احتلت الأرصفة المخصصة لهم هذا إذا كانت بالأساس هناك أرصفة.
بالعموم القوانين تصدر لمصلحة المواطن لا لتزيد العبء عليه . ولكن كل ما صدر من قوانين في المرحلة الأخيرة هي لكي يستمر هذا المواطن بالجري خلف لقمة عيشه ولا يفكر بشيء آخر وهو مجبر على الصمت لأنه مهدد دائما بالتحويل إلى المحاكمة لكونه تجرأ على الحكومة وهيبتها وذلك يوصله للسجن من سنة إلى ثلاث سنوات.
كل ما نقلته يدور على ألسنة الناس في الشوارع وعند الحلاقين وفي المقاهي ولكن أنا اختلف معهم اختلافا جذريا، وأعتقد أن كل ما قامت به الحكومة حتى الآن هو لمستقبل الأجيال القادمة. وسأشرح لكم وجهة نظري: علينا نحن الذين نعيش في سورية اليوم ، جميعنا من مختلف الأعمار أن نضحي من أجل الأجيال القادمة التي ستكون سعيدة في القرن الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين الله أعلم. فلا أحد يدري متى ستصل تجربة الدردري إلى بر الأمان وحينها وسنصنع تمثالا كبيرا له على منجزاته الاقتصادية التي أوصلت أحفاد أحفادنا أو أحفادهم إلى ما هم عليه في ذلك المستقبل. ومن منكم لا يريد التضحية بحياته لأجل أحفاد أحفاده. هل أحد منكم يستطيع نكران ذلك.؟؟!!!
قد يسأل بعض أو كل أصحاب المناصب الرفيعة في البلد ما دخل هذا الرجل يتدخل بالذي لا علاقة له به فهو يدير موقعا ثقافيا .. هنا لن أسكت وسأجيب وبجرأة أن لا ثقافة دون خبز وماء ودفء.وهذا أضعف الإيمان.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |