ابن السيد الوزير مشرف على فرقة الأوركسترا العربية
سحبان السواح
2006-05-02
تشاورنا في هيئة التحرير، قبل إصدار العدد الخاص عن الجنس والثقافة الإريوتيكية في المنطقة قديما وحديثا، وكان السؤال المطروح للمشاروة ، النقاش، كيف نخرج من الهم اليومي الثقافي، ونقول الهم، لأنه ماعاد في الثقافة سوى الهموم، فمن هموم ابتعاد القارئ الألكتروني عن القراءة الجادة، إلى هم الفساد الذي لا ينتهي، إلى هموم السينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى وغيرها من الفنون، كالرقص التعبيري، والدراما التلفزيونية ووو..وجاء الجواب لنهيء لعدد يريح القارئ من تلك الهموم، فكان العدد الإيروتيكي الذي فاقت قراءته قراءة أي عدد آخر باستثناء العدد الذي نشرنا فيه ملف الفساد في السينما. حتى النص الإيروتيكي والشعر الإيروتيكي وجد من يقرأه أكثر من النص الشعري العادي، إذا كان عددا مهما، وكننا نود أن نستمر به لفترة من الزمن، ولكن الهموم لا تتركنا وشأننا، وكان لابد من موضوع العودة للآني، والآني، مؤلم ومفجع، ولكن فليتحملنا المتصفح.
أول هذه الهموم، هم وزارة الثقافة الذي لا ينتهي. وباعتبار هذه الوزارة تهمنا كموقع ثقافي، نظل على تماس معها ومع همومها، فقد فاجأتنا فرقة الأوركسترا السورية للموسيقى العربية. وقد يسأل المتصفح ومن أين جاءت المفاجأة، والجواب في غاية السهولة : من السرعة الصاورخية لتأسيسها وخروجها من إطار البيروقراطية، فبين تأسيسها وتقديم أول عرض لها لم يتجاوز ال45 يوما، كما أن صدور قرار تأسيسها جاء بعد تعيين الأستاذ رياض نعسان آغا بأيام قليلة، فماذا يعني هذا، قبل أن نخوض في هذه التفاصيل لنعد إلى الوراء قليلا ولنتذكر موسيقيين كبار كنوري الرحيباني ونوري اسكندر، ورعد خلف والأخوين كنان وعمر أبو عفش، وغيرهم كثيرون اللذين أمضوا حياتهم وهم يحلمون بتأسيس فرقة سيمفونية، نوري رحيباني ترك البلد وهج، وهو يعزف ويرأس أوركسترا في ألمانيا، ونوري أسكندر هج إلى مدينته حلب، يؤلف ويلحن، كنان وعمر أحدهما في فرنسا والثاني في أمريكا، ورعد خلف ورغم أنه عازف الكمان الأول في الفرقة السيمفونية إلا أنه أسس فرقته الخاصة وصار يبحث عن رعاة لتلك الفرقة. كل هؤلاء ممن ذكرناهم وممن لم نذكرهم لم يستمع إليهم، أو ينتبه إلى سفرهم، وشهرتهم خارج أوطانهم أي وزير من الوزراء الذين توالوا على وزارة الثقافة.
وجاء الوزير الجديد، وتصادف أن ابنه خريج من معهد الموسيقى في مصر وهو من هواة الغناء العربي الأصيل والقديم، فأصدر السيد الوزير قرارا بتأسيس فرقة للأوركسترا العربية سلم الإشراف عليها لإبنه عاشق الموسيقى،. الذي لم يتجاوز عمره السادسة والعشرين عما، وهذا لا ينفي موهبته الموسيقية والغنائية التي لا يشك بها أحد، وهناك إجماع على ذلك. ولكن الآخرين الذين تركوا سوريا كانوا موهبين أيضا، وكانوا يحلمون بمثل هذه الفرقة، ولكن تصادف أن آباءهم لم يصبحوا وزراء.
سؤال يطرح نفسه هنا، منذ متى يعرف الأستاذ رياض نعسان آغا أنه سيكون وزيرا للثقافة حتى يبدأ ابنه لتأسيس فرقة تحتاج إلى زمن أطول بكثير من الزمن الذي تأسست به، إللهم، ولكي لا نكون سيئي النية، إلا إذا كان مشروع الفرقة موجودا سابقا في أدراج الوزارة، ولا أحد يدري أي وزير قفل عليه في الدرج، في كلا الحالتين أيضا هناك سؤال يحتاج إلى إجابة لو لم يكن مجد نعسان آغا يريد تأسيس فرقة موسيقية، هل تأسست أوركسترا الموسيقى العربية؟ كنا نتمنى لو كان لدى السيد الوزير عدد كبير من الأولاد خريجون من كليات ومعاهد للفن التشكيلي، ومن محبي الشعر والشعراء، ومخرجون سينمائيون ومخرجون مسرحيون فلربما ازدهرت تلك الفنون في عهده الميمون.
الهم الثاني الذي أعاد الهموم إليكم، أقول لكم .. يكفي لهذا العدد ولتكن التتمة في أعداد لاحقة.