الرجل .. هذا الكائن المجهول
2006-10-14
"الرجل كما تراه المبدعة" ..
ملف مفتوح للمشاركة حتى يستوفي حقه وهي دعوة مفتوحة لجميع المبدعات للمشاركة به
رغم كل ما قيل ويقال، يظل هذا الكائن الذي يسمونه الرجل، لغزا من الألغاز. وسيظل كذلك إلى آخر الدهر، إذا كان ثمة من آخر للدهر. فهو العطوف الرؤوف المتكبر المتجبر الكريم الحكيم السائد اللدود العنيد .. القادر ، المقتدر، الجبار الظالم.. وصفات أخرى إلى جانب كثير من الصفات والأسماء التي وصف بها الله.أو ليس الرجل يشبه الله في الذكورة، أوليس كثير من النساء يضعونه في مقام إله وأخريات ينزلنه منزلة الشيطان.هو كائن إشكالي، لا يحده وصف، ولا تكفي بضعة كلمات لتفيه حقه.
حين فكرت بملف حول الرجل كما تراه المبدعة،لم يكن في ذهني أية تفصيلات ، أو رؤوس أقلام ، وحين بدأت بالتفكير لأضع رؤوس أقلام ، شعرت أن رؤوس الأقلام تلك يجب أن تضعها المبدعات، فهن أجدر بوضعها. لذلك اكتفيت بتوجيه رسالة للمبدعات طلبت منهن الكتابة عن الرجل .. هكذا دون أي تفصيل آخر. انتظرت ، وصلتني بعض الردود، ولكنها ليست تلك التي تكفي لتصنع ملفا ، حلمي كان أكبر، كنت أريد أن أصنع معركة بين الرجل والمرأة ، معركة تخرج منها المرأة منتصرة، ليس لأنني إلى جانب المرأة ، وأنا إلى جانبها، ولكن لأن هذا الرجل المعتد بذكورته، واضع قوانين الكون يجب أن يحدد، أن يوصف ، أن نجد له اسما محددا وصفة محددة ، لا يظل هكذا بصفاته اللامحدودة ،واللامعروفة، واللامنطقية.. له كل شيء، وللآخرين فتات مائدته. ألححت عليهن .. فكانت تلك المواد التي ستثرأونها هنا الآن .
لست ضد النساء اللواتي يؤلهنه، فهن يفعلن ذلك في لحظة حب نادرة، ولست ضد اللواتي يكرهنه فيمسخنه قردا، فأيضا لهن عذرهن في ذلك. ولكني ضد المصالحة، ضد الوسطية، فالمصالحة والوسطية هروب من موقف كانت الفرصة سانحة لاقتناصها.
لا أتحدث عما كتب هنا فلا وسطية هنا .. ولكني أتحدث عما لم يكتب وكان يجب أن يكتب، فهذا الرجل الذي سمح له بالزواج من أربع وما ملكت أيمانه، ألا تملك المرأة شهوة تشابه شهوته، أو تزيدها بسبعة أضعاف أو سبعين ضعفا، لمَ لم يسمح لها بأن يكون لها عشر أزواج تتمتع في أحضانهن بمرضاة من الله وقبول منه ، ما الذي يجعل الرجل صاحب حق بما ملكت يداه من النساء،؟ ولا يسمح للمرأة سوى بهذا الرجل أكان قادرا أو غير قادر على الممارسة الجنسية، قام بجماعها بعد ليلة الزفاف أم لم يفعل .. هي متاع له .. يفعل به ما يريد.
ذكر يضع القوانين لمصلحة الذكر، كما أي سلطة تضع قوانينها لمصلحتها هي وليس لمصلحة شعوبها. إذن ما العمل .؟
بالتأكيد هي أفكار ، لا أريد منها التأثير على ما ستكتبه المبدعات في المستقبل، ولا أريد منهن أن يكتبن في حقوق المرأة فحقوق المرأة ليست أعمالا إبداعية، ولا تخص المبدعات بقدر ما تخص الناشطات في مجال حقوق المرأة، ولكن وجدت الفرصة سانحة لأعبر عن غضبي على تلك الشريعة التي تعطي كل شيء للرجل وتحرم المرأة من كل شيء. ونحن نسلم صاغرين فهو كلام الله الذي لا يرد.
لن أخوض في تفاصيل كثيرة، ولكن سأسوق مثلا عن موضوع الإرث فالزوجة في الشريعة ترث من زوجها الذي أفنت عمرها في خدمته، وإرضائه في السرير حين يريد، وتربية أولاده تربية صالحة، وتمريضه حين يمرض، والترويح عنه حين يكون مكتئبا، وكثير من الأمور الأخرى، ترث منه ثمن ما يملك من متاع، ويرث أولاده باقي الثروة، فإذا لم يكن لديه سوى ابنة وحيدة ورثت النصف وتوزع أخوته باقي الثروة ، والزوجة المسكينة تأخذ حصتها وتحمل بقجتها* وترحل عن البيت الذي تستولي عليه ابنتها وزوجها الذي ليس له في العير ولا في النفير. لست أتكلم من فراغ بل من قصص كثيرة شاهدتها بأم عيني أو سمعت بها من مصادر موثوقة. فأي عدل في قانون الرجل الذي أيده الله في كتابه. ولم يفكر مسلم واحد بأن في ذلك ظلم كبير، ربما في وقتها ، زمن الرسول كان مبررا، ولكنه الآن ما عاد كذلك مثله مثل الكثير مما جاء في الكتاب، جميعنا يعرف أسباب نزوله، وهو مثبت في كتب أسباب النزول، ومع ذلك لا أحد يتجرأ كعمر بن الخطاب حين ألغى آية المؤلفة قلوبهم بعد أن قويت شوكة المسلمين ومنع عنهم المال الذي كان قد أعطي لهم بأمر من الرسول،وتطبيقا لآية قرآنية. سابقة عمر بن الخطاب يجب أن تكون مثالا نحتذيه الآن .. لكي نقول هذه الآية وتلك صالحتان في زمانهما .. وما عادتا صالحتان الآن .
قانون ذكوري ، يجب أن يكون للمرأة دور في إعادة صياغته، وفي إعادة كتابته، لكي يكون لها الحق في كثير مما حرمت منه .
*البقجة قماشة تلف بها المرأة حاجياتها قبل اختراع الحقيبة
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |