الأشخاص هم الذين يصنعون النجاح وليس الإمكانات المتاحة
2008-12-10
لم أكن أود التطرق إلى ملتقى الشعر العربي الذي أقامته أمانة دمشق عاصمة للثقافة العربية بإشراف الروائي السوري خليل الصويلح ، لأنني لم أرغب في الحديث عن واحدة من عدة هفوات صغيرة من ضمن إنجازات هامة قدمتها الأمانة . ولكن المهرجان الذي أقامته مديرية ثقافة الرقة مؤخرا وبفارق زمني بسيط بينه وبين ملتقى الشعر العربي ،تحت عنوان مهرجان العجيلي الرابع للرواية العربية .... أجبرني أن أقوم بهذه المقارنة بين الملتقى والمهرجان بين الرقة ودمشق بين أمانة دمشق ومديرية الثقافة لأصل إلى نتيجة أن الأشخاص هم الذين يصنعون النجاح وليس الإمكانات المتاحة بين أيديهم . فالإمكانات التي كانت بين يدي خليل الصويلح هي إمكانات كبيرة مستمدة من إمكانات دمشق عاصمة للثقافة، فكانت الأخطاء التي حدثت من اختيار بعض الشعراء إلى اختيار المكان إلى الجهل بالدعاية اللازمة لمثل هذا الملتقى إلى عدم الاهتمام بتوجيه دعوات إلى المهتمين من المحافظات السورية إلى ..إلى .. إلى جعلت الملتقى يفشل فشلا ذريعا.
عدد الحضور لم يبلغ المائة مستمع في أحسن الأحوال ، كانوا خلال إلقاء الشاعرـ ة لقصائده ـ ها يخرجون ويدخلون على هواهم ، وبعد نصف ساعة كانوا يصلون إلى الخمسين مستمعا وبسبب فضاء الصالة غير المجهزة لتكون مكانا لمثل هذا الملتقى، فقد كانت أصوات كعوب أحذية النساء وهي تخرج وتدخل، تطغى على صوت الشاعر .. كما أن عددا من الشعراء لم يفلحوا بشدّ الجمهور الذي جاء ليستمع إلى أصوات مختلفة من الوطن العربي ومن سورية، ولكن وبسبب الاختيارات التي ترتبط بالمعرفة الشخصية ، والمصالح المشتركة ، جعلت المنظم يدعو شعراء أقل بإمكاناتهم الشعرية من أن يقدموا لنا شعرا جئنا نأمل بالاستماع إليه.
بينما وعلى العكس تماما كان مهرجان العجيلي للرواية العربية ،باستثناءات قليلة جدا، لا تتجاوز مشارك واحد أو مشارك ومشاركة . عدا ذلك كان التنظيم متكاملا من المكان إلى الاهتمام بالحضور وبالمشاركين على حد سواء إلى اختيار الموضوعات. يمكن الاطلاع على الموضوعات والمحاور التي وضعت في البرنامج الذي نشره الموقع، وكان الحضور يتابع باهتمام المحاضرين ومداخلاتهم ويتفاعلون معهم بعد الانتهاء من المداخلات فيناقشون ويدلون بدلوهم فيما سمعوا.
في دمشق وفي ملتقى الشعر العربي لم يكن بعض الشعراء يحضرون لسماع رفاقهم وكذلك لم أر شعراء دمشقيين إلا ما ندر موجودين في الصالة .. بينما كان جمهور الرقة ومهرجان العجيلي يستقطب معظم مثقفي الرقة وإذا قسنا عدد مثقفي الرقة على عدد مثقفي دمشق لوجدنا أن عدد الحضور في الرقة تجاوز كثيرا عدد حضور ملتقى الشعر العربي .
إذا المشكلة تكمن في الأشخاص وليس بالإمكانات ..فقد اعتمدت الرقة ومديرية ثقافتها على التبرعات والسبونسرات لتستطيع تغطية مهرجان من هذا النوع بينما كان كل شيء متاحا لدى مشرف الملتقى حتى من الكوادر البشرية التي فرغت لخدمته بينما كان مدير الثقافة في الرقة ومعاونه مدير المركز الثقافي هما من يقومان بكل الأعباء ومن ضمنها التواجد المستمر بينهم وتلبية طلباتهم ورغباتهم ..
لنتعلم درسا لكي لا يتكرر ولنختر، على الأقل حين نكون قادرين، الشخص المناسب للعمل المناسب
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |