الإنسان هو الذي يشاء.. وهو من يستطيع أن يكون خيرا أو شريرا
2009-01-25
في لقاء جرى معي في منتدى مدد الألكتروني سئلت عددا كبيرا من الأسئلة أجبت عليها بما استطعت إليه سبيلا .. ومجمل الأسئلة كان يحمل هما ما مؤرقا. من تلك الأسئلة توقفت مطولا عند مداخلتين أثارتا شجوني .. أحدهما لثورة وصالح الرزوق والثانية لعبد الرحمن الموكلي وفي مضمونهما العام كانا حول الدين والماركسية والسقوط في هاوية لا قرار لها لجيل وربما لأجيال قادمة .. وتضمنتا أسئلة غاية في الفهم الفلسفي للواقع العربي .. ونظرا لما قلته في إجابتي، من وجهة نظري طبعا، من أمور هامة عن السؤالين أعيد نشرهما هنا مع بعض التعديلات الطفيفة.
يا صديقتي ثورة ويا صديقي صالح .. الدين أفيون الشعوب حينما يحوله الحكام إلى أفيون، الدين بحد ذاته يمكن أن يكون حافزا للإنسان البسيط ليرمي بكل همومه ومآسيه على قوة عظمى سماها الله، تخفف من أعبائه التي يحملها له السادة .. والسادة دائما ومنذ بدء التكوين موجودون، موجودون قبل أن يكتشف الإنسان الله بأشكاله المتعددة .. إذن لله وجهان وجه غفور مسامح، يوجهنا للحقيقة، ووجه يحدده القائمون على أمرنا ، وبه يصبحون قادرين على حكمنا. فإن كانوا أخيارا ، حكمونا بالخير وهذا أشبه بالحلم ، وإن كانوا أشرارا وهم كذلك حكمونا بالشر وهذا هو السائد .. وهؤلاء هم الشياطين في التعريف الديني .. ولكن الحقيقة أن الشيطان هو التفسير الخاطئ لفكر من سبقونا، وأسموا الشر شيطانا والله خيرا.
هل فشل اليسار العربي، هل فشلت الماركسية، والاتحاد السوفيتي والأحزاب الشيوعية، المشكلة ليست في مثل هكذا سؤال، الفشل يكون حين يكون الخير عندك أكثر من الشر لدى غيرك ، هكذا بكل بساطة، رأس المال شرير، الإنسان في حقيقته الداخلية شرير، والشر أسبق عنده من الخير، عدد الشريرين في العالم، أكثر من الخيرين، لذلك كل فكر خير مآله الفشل لأنه بالأساس قام ضد الشر والشر قوي.
هو الإنسان إذن، هو نفسه، وهو الذي يشاء، وهو من يستطيع أن يكون خيرا أو شريرا، والشر في أساسه اقتصادي، أي حكم رأس المال ، وحكم رأس المال شر ، وهكذا تسير الحياة، الله، لمن يؤمن به ، يتفرج علينا ، مستمتعا في أعاليه، في السموات السبع قبل أن يكتشف المؤمنون أن الكون أكبر بكثير من سماوات سبع.. فكرة وجود الله في أساسها فكرة جاء بها رأس المال ، لهذا نجد اله اليهود يهوه إله دموي تدميري لا يشفي غليله وعطشه سوى الدماء، ولهذا ينتصر اليهود، ولهذا ينتصر الأمريكيون فهم عادوا عن إيمانهم بالمسيح المتسامح البسيط الصياد، والتحقوا بيهوه منذ الحقوا أنجيلهم بكتاب اليهود المقدس ومنذ أن ساد الفكر التوراتي في عقائد معظم المسيحين . والذي لا يحمل أقصد الفكر التوراتي ، أية حقيقة تاريخية، وللأسف نجد في القرآن كم هائل من قصص اليهود التي نكتشف وبعد كل هذا الزمان أن لا أساس لها من الصحة.
يجب علينا أن ننسى التسميات، ولا نعقد ما يجري حولنا كثيرا فهو أكثر بساطة بكثير.. هو الخير والشر، ومادام الإنسان يحب المتعة، يحب أن يكون في يوتوبيا السعادة المطلقة، فهو يحب المال، والمال رب الشر .. إذن لا جدوى. هو كون يسير هكذا دون فلسفات، ودون عقد ودون أفكار سوى أفكار الشر
أقول يا ثورة فلتنس كل المسميات السابقة وحافظي على مسمى واحد .. الشر!!هو عبر العصور منتصر .. وعلينا أن نستمر في مقاومته لأننا أخيار .. والأخيار قليلون، أخيرا نحن نختنق لأننا ومنذ أمد طويل صرنا رغم أننا أخيار نفكر كالأشرار ونحذو حذوهم.
وإلى صديقي عبد الرحمن أقول ماعدت أومن باليمين واليسار هذه المسميات ذهبت مع ما ذهب حينما غادرنا القرن العشرين، أنا مع ابتكار تسميات جديدة، هم يخدعوننا حين يحافظون على التسميات القديمة يمين ويسار، ماذا تعني هاتان الكلمتان، لاشيء سوى مصطلح ابتكرناه نحن ذات يوم، وحتى نحن اليساريين، أو هكذا كانوا يطلقون علينا، تخلينا عن كل أفكارنا التي تربينا عليها لأننا وفجأة ولحظة سقوط الاتحاد السوقياتي اكتشفنا أننا كنا على خطأ ، هل كنا فعلا على خطأ لا أنا ولا أنت ولا أي يساري فطحل قادر على الإجابة ,
بالنسبة لي ابتكرت تسميتي الخاصة، كما قلت لثورة منذ قليل، خير.. وشر هذا أساس تكون البشرية، وهما معنيان واضحان ولا لبس فيهما وهما موجودان في كل نطفة يطلقها بشري في رحم أنثاه.. الخير هو نحن ندرة من البشر تفوق لديها في نطفتها الخير على الشر، ونحن، في أية لحظة قابلون للتحول إلى معسكر الأشرار ، أعطني مليون دولار .. لا عشرة ،، وسترى كيف سأتحول إلى شرير أتخلى عن كل مبادئي، بعض حكامنا كانوا هكذا، خيرون في نطفتهم، ولكنه الله، رأس مال ، يهوه، قادر على تبديل كل شيء .
حتى لا نضحك على أنفسنا ، نحن في الحقيقة لا نستطيع تغيير شيء، قد أكون متشائما عدميا ولا منطقيا وشريرا في كلامي هذا، ولكنها الحقيقة، التي لا يختلف عليها اثنان.
سأحكي لك قصة، في العام 1976 شكلنا قائمة في اتحاد كتاب العرب لخوض معركة المكتب التنفيذي في الاتحاد ، وكنا نسمي أنفسنا بالقائمة التقدمية، فمعظمنا ثوري، ومعظمنا يساري وشيوعي، وماركسي وووو .. فشلنا كقائمة وإن نجح بعضنا،
بعد مرور سنوات قليلة، لم يتبق أحد من هؤلاء التقدميين إلا ومجد السلطة بشكل من الأشكال بل ومجد أمريكا بشكل من الأشكال أيضا. طبعا لم أكن واحدا منهم، أقصد ممن مجدوا، ربما لأن أحدا لم يغوني بمال ليحرك نزعة الشر لدي .
السلطة شر بالأساس ، ولا توجد سلطة خيرة، فإذا وجد حاكم خير ، بالصدقة المحضة كالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز حاليا تكون بطانته شريرة ، مع تمنياتنا بأن لا تكون كذلك.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |