عيد الحب بوردة حمراء .. ومثله بوردة صفراء
2009-02-13
دائما يتدخل المتشددون الإسلاميون حين يشعر الناس، مطلق ناس، العامة منهم والخاصة، بالفرح. كما يحدث في هذا اليوم الذي يصادف عيد الحب, فيتدخلون ويقولون هذا عيد الكفار فابتعدوا عنه.. ويستخدمون جهازا صنعه الكفار "الكومبيوتر" لبث آرائهم الغريبة. إلى جانب أنهم، المتشددون منهم، حين يريدون القيام بعمليات إرهابية في بلد إسلامي جميع سكانه مسلمون يؤدون فرائضهم الدينية فهم يستعملون اكتشافات الغرب ويستخدمونها لقتل هؤلاء المسلمين والتسبب بالحزن لعائلاتهم، ثم يرفضون عيدا للحب .. لا عيدا للتدمبر ، ترى هل الفرح فقط هو الممنوع استيراده من بلاد يسمونها بلاد الكفار.
لا أحد ينكر أن عيد الحب جاء من أصول مسيحية وأسمه الفالانتاين ولا أظنني بحاجة لحكاية قصة الفالانتاين .. ولكن الطائرة والتلفزيون والسي دي والدي في دي والكومبييوتر والسيارة وباص النقل الداخلي وكل ما له صلة بالحياة الحديثة كالميكوويف وأدوات المطبخ الكهربائية هو من صنع الغرب فلماذا نقبل به ونستعمله ولا تكتمل حياتنا دونه، ونرفض الفرح الذي يمنحه لشبابنا وكهولنا عيد سميناه عيد الحب .
ترى لو اخترنا مناسبة أخرى في يوم آخر، وأطلقنا عليه اسم عيد الحب الأصفر مثلا، لما كان عيدا تقوم فيه قيامة رجال الدين في كل سنة لمنع الشباب من الاحتفال به.. ولكان الاحتفال به واجبا على كل مسلم ومسلمة.. بشرط أن نبدل اللون الأحمر لون الحياة باللون الأصفر لون الموت الذين يسببه المتشددون منهم، مع كل طلة صبح في بلد من بلاد الله الواسعة ..
صحيح إنه عيد للحب ولكن هل الحب حكر على أن يكون بين شاب أو فتاة .. ألا يمكن أن يكون الحب هو المحبة محبة الأم لأولادها والأولاد لذويهم .. والعائلة لأقربائها والجد لأحفاده .. ألا يمكن أن يكون الحب بين الرئيس ومرؤوسيه، بين بين شرطي المرور وسائق الميكرو فتتوقف الشرطة في ذلك اليوم عن سلخ جلد سائقي السرفيس والتاكسيات ، وربما يكون أحد الطرفين أو كلاهما قد خرج لتوه من المسجد حين قبض المعلوم أو دفعه.
ألا يمكن أن يكون حبا ليوم واحد بين رئيس فرع أمني وموقوفيه من سجناء الرأي مثلا. مع العلم أن الطرفين سيرفضان ذلك ..أو بين صاحب أكبر ثروة في البلد وبين أفقر فرد فيها .. الحب ليس له حدود، والاحتفال به يجب أن يكون مستمرا دون تواريخ وربما دون تلك المظاهر ..ولو حدث هذا لاختلفت الدنيا ولتوقفت الحروب وتوقفت التفجيرات العشوائية .. وهذا ليس في مصلحة أحد من الكبار .
لقد آن الأوان لمنع هؤلاء .. هؤلاء المتشددين بمختلف أشكالهم من التدخل في حياة الناس وما يقبله المجموع لا يجوز لشيخ على منبر جامع أن يحلله أو يحرمه إن كان عيد الجب أو كان عيد الكراهية..
المحتفلون بعيد الحب لا يؤذون أحدا يحملون ورودهم الحمراء لحبيباتهم مشفوعة بهدايا لمن يملك ثمنها ودون هدايا لمن لا يملك ثمنها فالوردة الحمراء في عيد الحب تصبح بسعر غرام الذهب ويمكن اعتبارها هدية فالغاية منها التعبير عن الحب.
طبعا لا أحد يشكك في شطارة التجار باستغلال الأعياد الشعبية عموما .. وعيد الحب خصوصا فما تصنعه المصانع من هدايا متنوعة قليل الذوق في بلادنا في معظم الأحيان .. فدمشق وبعض المدن السورية الأخرى ومعظم العواصم العالمية تتلون بالأحمر وما كل أحمر هو بالأحمر .. أحمر كريستان ديور لا يشبه أحمر تجارنا الذين في معظم الأحيان لا يتحلون بالذوق العالي.
كم تمنيت على مشايخ منابر مساجدنا لو أنهم علموا تجارنا كيف يستخدمون اللون أحمر في عيد الحب بدلا من أن يحرموه ..فهو عيد للحب وليس عيدا للكراهية ,
وللعلم، وبرسم المفتين وخطباء المساجد ورجال الدين أقول إن معظم أعيادنا وطقوسنا الدينية ذات منشأ وثني وليس مسيحيا .. على الأقل المسيحية دين اعترف به النبي وذكر بالقرآن ..
يكفيكم تدخلا بالشؤرن الشخصية التي لا تؤذي أحدا وحاولوا مرة واحدة الوقوف في وجه مشكلة عامة تؤذي الناس بشكل بغيض.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |