لنشرب نخبا / رشا ، خليل ، لقمان
2009-04-27
هناك حكاية تروى كطرفة، ولكنها في حقيقة ألأمر قول مأثور.
ما يخفيه من معان أكبر بكثير من أن يكون طرفة أو نكتة، كما نقول بالعامية. وقصدي من روايتها الوصول إلى نتيجة تشرح موقفنا من الملفات التي فتحت في الشهر الماضي، وهي ملفات كانت ساخنة ، ولكن لم تكن أبدا مسيئة بالقدر التي تبادر للمعنيين بها. وأقصد هنا ملف أنطولوجيا الشعر السوري الذي حررته الشاعر رشا عمران وحذفها لبعض الكلمات أو المقاطع من بعض قصائد الشعراء وردود الفعل التي أثارتها والتعليقات التي جاءت بين مؤيدة ومعارضة. ومادة الشاعر لقمان ديركي المعنونة ببطيحان الأدب السوري، والتي انتقد فيها أداء الروائي خليل صويلح في عمله ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية. وأيضا ردود الفعل التي جاءت من المعلقين.
لنعد إلى الحكاية التي تقول أن طائرا يطير في عاصفة ثلجية لم يستطع الاستمرار في الطيران من شدة البرد فوقع بين ميت وحي على الأرض المغطاة بالثلج وللصدفة البحتة مرت دابة وفعلتها فوقه مما جعله يشعر بالدفء وينتعش وبدأ يستعد لمعاودة الطيران في اللحظة التي مر بها ذئب فنبش من فوقه قذارة الدابة وأكله.
الطرفة تريد أن تقول ما كل من أساء إليك هو عدوك وليس كل من قدم يد المساعدة هو صديقك.
في حالتنا ، وحول الملفات المنشورة، لم نكن نقصد الإساءة لأحد، فالجميع أصدقاؤنا، والجميع كتاب وصحافيون معرفون، ولهم باعهم الطويل كل في مجاله. ما فعلناه هو تحريك الجو الثقافي الراكد، وتبيان حقيقة الأمور.
حتى تلك التعليقات المسيئة للجميع، وللموقع، لم تكن غير ذات فائدة، فقد كشفت مساوئ في النفس البشرية عند أشخاص لا يفكرون سوى بالإساءة للآخرين عن سبق إصرار وترصد، وليس خلفها سوى النية المبيتة للإساءة نتيجة لموقف شخصي بحت من هذا الشاعر أو ذاك الروائي.
من كتب تلك التعليقات المسيئة هو الذئب الذي نبش العصفور فأكله .. ومن كتب برصانة هو الذي فعلها فوق العصفور فأعاد إليه الحياة.
إذا حقيقة الأمر لم تكن فيما كتبه لقمان ولا فيما كتبته رشا ولا فيما كتبه صالح، وإنما في أولئك الذين ينتظرون سانحة ليفرقوا بين الأصدقاء، وليوقعوا فيما بينهم، وهم يتفرجون شامتين على ردود الأفعال التي تحدثها تعليقاتهم وكتاباتهم المسيئة.
رغم ذلك لم تكن النتيجة بهذا السوء فالحراك الثقافي الذي حدث كان مفيدا. فبينما تمر كثير من الأمور دون أن يشير إليها أحد .. وتمر كثير من الكتابات دون أن يهتم بها أحد، فقد لفتت الملفات الاهتمام إليها كما هي، في الوقت الذي اضاءت فيه جوانب في الواقع الثقافي السوري، وكشفت بعض عوراته وعيوبه، وكشفت أيضا معدن الناس.
لجميع أصحاب العلاقة المباشرة أقول؛ ليس كل من كتب ضدكم، من أصحاب التعليقات المسيئة هو صديق لكم لأنه أراد أن يزيد النار في الهشيم .. كذلك ليس كل من وقف معكم بتعليقاته المسيئة هو صديق لكم لأنه كان يريد أن يسيء للطرف الآخر مدعيا الوقوف معكم وتسجيل موقف أمامكم قد يستفيد منه لاحقا.
أليس في ذلك درسا للجميع .. يتعلمون من خلاله ماهية الصداقة .. ومعنى أن لا نتحول إلى أعداء لمجرد خلاف في الرأي، بل نحاول جاهدين التمسك بخيط رفيع جدا من المودة مهما كان الموضوع المثار أو الذي هو قيد النقاش موضع خلاف . وليظل الخلاف على صفحات الجرائد أو على صفحات الإنترنت .. ولتظل الصداقة في مكانها .. لأنكم فعلا لا تعرفون من هو صديقكم ومن هو عدوكم.
ألسنا جميعا ذلك الطائر المسكين في عالم أصبح أكثر قسوة مما ينبغي.
أخيرا نوجه دعوة لرشا وخليل ولقمان للقاء نشرب فيه نخب الصداقة لم نذكر صالح دياب بسبب سفره إلى فرنسا.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |