لقمان ديركي و بيت القصيد .. تجربة رائدة يجب أن تعمم
2009-07-03
بيت القصيد، كلمة لا تعني شيئا لمن لا يعيش في دمشق، أو يزورها بين الفترة والأخرى. ويجب أن يكون له أصدقاء ممن يرتادون هذا المكان الأليف.
بار صغير في فندق برج الفردوس، يشبه المبدعين في كل شيء، في الفوضى التي تعمه، في البهجة التي تحيط في كل جانب فيه، في تلك الكراهية التي يحملها البعض تجاه البعض الآخر فتجدهم ينمون على بعضهم بعضا، كل في زاويته.
بيت القصيد، مكان لسماع الشعر وقراءة الشعر، هو يشبه صعلكة لقمان ديركي، وأسلوب حياته، فهو مكان إلى جانب الفسحة التي يمنحها لقراءة الشعر، مكان لشرب الأنخاب، ولانسكاب البيرة والعرق والويسكي وكل المشروبات الأخرى. هو ليس مركزا ثقافيا، يقف فيه الشاعر على منبر أمام مجموعة جاءت لتجامل الشاعر وفقط، بل هو مكان لإقامة صداقات جديدة، وعلاقات جديدة وحب جديد.. والشعر هو الجامع بين كل ذلك.
لقمان بصوته الجهوري الذي يطلب الصمت من المشاغبين الموجودين، وهم يردون عليه بمزيد من الصخب، فهم أمام البار يطلبون مشاربيهم يلبيهم .... كأس عرق لهذا وزجاجة بيرة لذاك وكأس كوكتيل لتلك . ولقمان يتابع بلطف بالطلب منهم أن يصمتوا ليستمعوا لشاعر ينتظر، ثم لا يعود أمامه سوى الصراخ من شادي وزيدون
أن يوقفا بيع المشروب .. ثم يرفع صوته مهددا من لا يصمت، بلا شيء، فقط يهدد وينتظر الصمت، والصمت يأتي بعد دقائق ويقف الشاعر ليلقي قصائده. بعضهم، الشعراء، يلاقون استحسانا وتصفيقا، وبعضهم الآخر لا يجد ذلك، وقد يكون الذي يلاقي استحسانا أقل موهبة وإمكانات من الذي لا يلاقي، ولكن هكذا هو الشعر .. شعر يكتب ليلقى وآخر يكتب ليقرأ على الورق.
للمكان حميميته الخاص، يزيد من حميميتها وجود رولا الركبي مديرة الفندق، التي اصبحت صديقة لمعظم مرتادي المكان، فيما النادلان شادي وزيدون صارا يناديان الزبائن بأسمائهم الأولى نظرا للإلفة التي صارت تجمعهم.
ليس من تجربة كاملة، ولا بد أن تشوب كل تجربة رائدة وجديدة بعض الأخطاء، وتجربة بيت القصيد تحمل أخطاءها بين طياتها. ولكنها تبقى تجربة رائدة وهامة.. ولو فكر البعض في كل مكان أن يقيم بيتا للقصيد في مدينته ، في سورية وغير سورية، لتحولت التجربة إلى تجمع كبير يمكن من خلاله تبادل التجارب الإبداعية ، ولصار اتحاد لمنتديات بيت القصيد المترامية في الدول التي تتكلم وتكتب بالعربية.
آخر فكرة أود التوقف عندها ابتكار لقمان لشيء اسمه شعراء بيت القصيد وتفسير هذه المقولة أن كل شاب يكتب شعرا يأتي ويعطى دقائق ليقرأ ويقيم.. الفكرة بحد ذاتها هامة ولكن لا بد من عارف بالشعر يقرأ لهؤلاء قبل أن يصعدوا على المنبر لأن عددا كبيرا منهم لا يكتب شعرا بل يكتب خواطر ركيكة.
كلمة بيت القصيد تعني الشعر بمعناه السامي ويجب أن لا يتحول المكان إلى مكان للهواة بل للمبدعين الشباب، وهناك فرق كبير بين الهاوي والمبدع، ليس من شاب عشق في أول حياته إلا وكتب قصيدة لحبيبته، فهل نسمي هذا شعرا.. بالتأكيد لا ..
إلى لقمان، وإلى أحمد القصير أقول اختاروا من أولئك الراغبين بالقراءة من يملك موهبة، لمعة، وابعدوا الباقي .. قولوا لهم جربوا مرة ومرة ومرة .. قد يأتي يوم يحق لكم الوقوف في هذا المكان .. في بيت القصيد.
شعراء بيت القصيد كما أراد لقمان أن يسميهم، يجب أن يكونوا اكتشافا شعريا لبيت القصيد، وسيأتي يوم يقولون نحنا خرجنا من بيت القصيد. لذلك على لقمان ومن يساعده البحث عنهم .. دعوتهم، الطلب من ضيوف البيت مساعدتهم في اكتشاف أمثال هؤلاء .. هكذا يكبر بيت القصيد ويصل إلى مبتغاه .. وليس بفتح المجال لكل من هب ودب لقراءة بضع كلمات كتبها لحبيبته أو لحبيبها.. كلمات ساذجة وليست من الشعر على الإطلاق.
أخيرا هي دعوة لكل شعراء الدول الناطقة بالعربية .. لتفعل أو لتؤسس بيتا للقصيد .. ولنجعل من بيوت القصيد تلك مكانا لإعادة الشعر إلى مكانته الحقيقية .. وربما سيأتي يوم ينشأ فيه اتحاد لبيوت القصيد العربية.
تجربة أطلقها لقمان ديريكي فتحية له.. ترى من الذي سيبادربعده وبأي دولة.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |