أدونيس: اللهم أني قد بلغت. اللهم فاشهد
2009-08-07
بعد سنوات طويلة، كان خلالها الشاعر والمفكر السوري أدونيس يتكلم في الشعر والنقد والأدب، منظرا ومتفاعلا، مثيرا ضجة حينا، ومتآلفا مع حياته كواحد من كبار عصره، قرر وبشكل مفاجئ الخروج عن رويتنه فيما يخص الحياة، وأن يتحدث عن الوطن، العروبة، الدين. بصراحة وشجاعة واضحتين.
فجأة أصبح لا يمر أسبوع، أو حتى أيام، إلا ونسمع تصريحا له، من خلال مقابلة صحفية أو لقاء تلفزيوني أو حتى مقالة لم نعتد منه الخوض في موضوعها.
آخر ما صرح به، يعطي فكرة أنه لم يعد يطيق صمت الكبار، بل هو يريد أن يعيش صخب الكبار، تغير أدونيس فجأة، وتغيرت مفاهيمه للحياة. فصار يتدخل في أمور ما كان يتدخل بها. فهاهو يتحدث عن الدين بشكل صريح ودون مواربة، في لقاء مطول مع قناة ال LBC اللبنانية والمنشور أسفل هذه المادة:
"أنا أتحدث عن القطيعة بالمعنى الذي فعله عمر بن الخطاب الذي جعل الخلافة في قريش وحدها، وعاد للقبلية، وهو ما يناقض النص القرآني، لأنه اجتهد وقرأ النص القرآني في الواقع الذي يعيشه قرأه قراءة جديدة، وحصر الخلافة في قريش، مع أن الحديث يقول:" لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".. بهذا المعنى تكون هناك قطيعة مع النص القرآني ".
ويتحدث في السياسة بجرأة أكبر، ويخوض بمواضيع شائكة ومثيرة للجدل.
تحوله هذا بدأ مع تصريحاته في كردستان حول انقراض الحضارة العربية، تلاها تفسيره لهذا التصريح في مقالة كتبها، ثم تجاوز ليتحدث في لقائه الأخير عن الأديان، وعن صراعاتها ، ويعطي رأيه في أشخاص محددين.
حين نقرأ مثل هذه العناوين نخرج بمقولة أن أدونيس قرر أن يختم حياته، بعد عمر طويل بالتأكيد، بشجاعة أكبر، فلم يعد يناسبه دور المنظر للشعر والثقافة فقط، بل هو يريد القول إن لي رأيا بما يجري في العالم وقد أكون تأخرت في التعبير عنه ولكن أن أتأخر خير من أن لا أقول أبدا.
حين نقرأ مثل هذه العناوين المنشورة أسفل هذه المادة يفاجئنا أدونيس باختلافه، بجرأته، وبصراحته الصادقة:
* أرفض حوار الأديان.. و التسامح نوع من العنصرية والجنة والنار والبعث رموز تعليمية
* أتمنى زيارة السعودية لأتعرف على الأماكن التي سار فيها الصحابة الأوائل
* مركزية مصر الثقافية زالت لأن نظامها السياسي تراجع ودمشق لم تكن أبدا مركزا ثقافيا.
* الغذامي يقول كلاما تعميميا على طريقة: "لا تقربوا الصلاة.."
* عابد الجابري فقيه جديد وليس بمفكر وأنا ضد الفقهاء
* "الحداثة في ميزان الإسلام" كتاب تافه.. وصاحبه لا يعرف أن يقرأ قصيدة.
هي لغة ما اعتدناها منه، وصراحة تزيد من أعدائه الذين هم كثر بالأساس. ولكنه بالتأكيد لم يقلها بلحظة انفعال، بل عن سابق تصميم وإصرار. ولسان حاله يقول بأن من واجبه بعد كل هذا العمر وهو في مقدمة مبدعي بلاده أن يقول ما عليه قوله دون اعتبارات لوضعه الثقافي والإبداعي ودون مجاملة لأحد.
ربما تأخر .. ولكن قال ما عليه قوله أخيرا.. وكان جريئا في آرائه بحيث يستحق أن يقول: اللهم أني قد بلغت. اللهم فاشهد
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |