توم وجيري.. يلعبان اللعبة بذكاء ويتبادلان دور الرئيس الأمريكي
2009-09-04
مضحك كيف يستطيع الأميركيون قلب الأمور رأسا على عقب، فبينما أمضى الفلسطينيون حياتهم يطالبون بحقهم بفلسطين كاملة ، وأمضى العرب حياتهم وهم يحلمون برمي اليهود في البحر، وحينها كان اليهود يستغلون سذاجة العرب، بحلمهم برمي اليهود في البحر، من أجل استجلاب المزيد من الدعم لهم، ومزيد من استجلاب مستوطنين جدد. مر الزمن، وقبل بعض العرب بإقامة صلح مع الدولة الصهيونية، وقبل الفلسطينيون بعرض قديم ألا وهو دولتان واحدة لليهود وواحدة للعرب، ولكن الأمور لم تستتب، وبقية آلة الحرب الصهيونية تدمر وتقتل وتنهب وتحرق في الأراضي الفلسطينية، وفي الشعب الفلسطيني، ومع ذلك استمرت المفاوضات، واستمرت الحياة مابين حرب وعروض للسلام.
ولكن الأميركيين فضلوا أن يكونوا صهاينة أكثر من صهيون نفسه، فطلع علينا المرشح الأمريكي الجديد مايك هيوكابيي بتصريح غريب من نوعه فحسب وكالة آي بي أس :
"واشنطن, أغسطس (آي بي إس) - شن مايك هيوكابيي، المرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري الأمريكي لإنتخابات الرئاسة في عام 2012، سلسلة من الإنتقادات الحادة لسياسة الرئيس باراك أوباما وضغوطه لتجميد المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية. وعارض قيام دولة فلسطينية في "الدولة اليهودية" ، مقترحا إقامتها في مكان آخر في العالم".
هذا الرجل المهووس بالرئاسة، رأى أن يذهب إلى آخر الدرب مرة واحدة، إلى منطقة لا يستطيع مرشح آخر أن يزاود عليه فيها . فبدلا من أن يعطي الفلسطينيين ذلك الجزء من الأراضي الذي وافقوا عليه مرغمين قرر طردهم من فلسطين كلها. ويضيف حسب الوكالة:
"وقال في تصريحات صحفية أن هناك "العديد من الأماكن في العالم" يمكنها أن تستضيف الدولة الفلسطينية، لكنه رفض تحديد أي من هذه الأماكن."
غريب كيف تقلب المعايير، وكيف يستطيع رجل أن يكون بمثل هذه الوقاحة، أم أنني أنا الساذج الذي يعتبر وقاحته غريبة، فما يفعله العرب بتغاضيهم عن مجازر الدولة الصهيونية ضد الفلسطينيين أغراه بأن أحدا لن يقول له تلت التلاتة كام، وأنه قادر على رمي التصريحات جزافا، فالذي ليس له سند يطمع به الأكثر قوة. فكيف إذا لم يكن هو سند نفسه.
ذكرتني تصريحات المهووس المذكور بمسلسل توم وجيري الكرتوني والمقالب التي يقوم بها جيري ضد القط كبير الحجم صغير العقل .. ولكن بفارق بسيط وهو أن الحزبين الأميركيين يتبادلان الأدوار، فمرة يكون جيري جمهوري ومرة يكون ديمقراطي حسب ما تقتضيه مصلحة إسرائيل لا مصلحة أمريكا. فبينما يحاول أوباما متخطيا كل العقبات للوصول إلى حل، لسنا متأكدين حتى الآن من جدية حلول أوباما، يقف هذا الرجل ليذهب مرة واحدة إلى آخر الشوط، فهو هنا جيري الفأر الذكي، يواجه توم القط الغبي.. واللعبة مستمرة أقتطع من التقرير:
"فقد وصف المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة القادمة، في مدونته علي شبكة انترنت (HuckPac)، وصف نابلس وبيت لحم ورام الله، في قلب الضفة الغربية، علي أنها أجزاء من "دولة الإسرائيليين الخاصة بهم"، وأن الإسرائيليين "يجب أن يستطيعوا العيش إينما أرادوا في هذه الدولة".
جيري يرمي الكرة في ملعب توم ليرى كيف يتصرف تجاه تصريحاته وكالعادة جيري الغبي يتصرف بتهور ويخسر اللعبة.
أوباما هو جيري في اللعبة الأميركية الآن .. فهل يستطيع أن يغير تيمة المسلسل الشيق ويهزم جيري هزيمة ساحقة.
اشك بذلك فجيري دائما هو المنتصر وهذا يؤكد إن ما يقوم به أوباما هو ضحك على الذقون، وربما دون أن يدري، ربما يكون صادقا في توجهاته، ولكن السياسة الأمريكية التي تقوم على لعبة توم وجيري هي السائدة.. مما يعني أن النصر لن يكون حليف أوباما..
بطلوا أحلاما يا عرب .. فلا حكوماتكم مهتمة، ولا حكوماتهم مهتمة.. الشعب هو الخاسر هنا، عند العرب وهناك عند اليهود..وإذا كان ثمة فرصة للحل فهي عن طريق الشعوب لا عن طريق الحكومات.
وليُخرِج الشعبان توم وجيري الأمريكيين من اللعبة .. وليلعبوا لعبتهم بمهارة من يريد الحل فعلا.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |