السياسة فن الكذب .. وكذبتها الكبيرة اسمها " حسين أوباما "
2009-09-25
السياسة فن الكذب، والسياسيون هم الفنانون البارعون بالكذب. كل سياسي كذاب، وإن لم يكن كذلك فهو ليس سياسيا، فاجأتني هذه الفكرة وأنا أستمع يوم الخميس الماضي إلى نتنياهو يكذب،و يكذب ، و يكذب.. في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كذب حول المحرقة، وكذب حول براءته من دم الفلسطينيين، وكذب حين قال أنه يريد السلام، ولم يكن في خطابه كلمة واحدة صادقة. وهذا حقه الشرعي كسياسي، فإذا كانت إسرائيل قد قامت على كذبة كبيرة اسمها أرض الميعاد، فأي كذبات أخرى ستبدو لا شيء أمام تلك الكذبة التي لم يصدقها أحد حتى الذين ألفوها.
وتجيء ردود العرب، حماس تكذب في ردها على لسان سامي أبو زهري " "نحن نؤكد إزاء خطاب نتنياهو أن فلسطين هي وطن الأجداد والآباء والمسلمين عبر الأجيال، ولن تكون إلا كذلك"، مضيفًا أن فلسطين ستبقى أرضًا عربية إسلامية، ولم ولن تكون أرضًا يهودية مهما حدث". و السلطة تكذب بصمتها، والأردن تكذب بغضبها من الخطاب، وبقية العرب الذين طبعوا كليا أو جزئيا يكذبون بصمتهم أيضاً لأنهم لم يجدوا كذبة جديدة يلقونها في وجوهنا نحن الشعب المسكين.
على هذا فحسني مبارك كذاب والملك عبد الله كذاب وملوك السعودية أكبر أفاقين وكذابين، وهم أيضا لهم حقهم في ذلك فهذه سياسة وليست كذبا.ولكن الشطارة في أن نكذب من أجل مصلحة الوطن، وهذا ما فعله نتنياهو، فهو صهيوني ويريد لدولته الصهيونية أن تكون قوية ومسيطرة. ولكن العرب، زعماء العرب الذين ذكرتهم يكذبون ضد مصلحة الوطن، وضد شعوبهم، ويضعون وهم يكذبون مصلحتهم الشخصية ومصلحة عروشهم وكراسي حكمهم ورصيدهم في المصارف العالمية.
كذبة إسرائيل كأرض للميعاد، ثبتت وصارت أمرا واقعا، ولم يعد بالإمكان رمي اليهود في البحر كما كان يتشدق زعماؤنا لمدى سنوات طويلة. فهم أنفسهم غيروا كذبتهم إلى كذبة أخرى، وسيغيرونها لأخرى طالما في ذلك ضمان لكراسيهم وعروشهم وأماراتهم،
والسلام لن يحدث، وسيظل بعيد المنال، طالما هو ليس في مصلحة أحد من زعماء المنطقة.
يقولون أن الغرب ديمقراطي، وهذه كذبة سياسية لأن الديمقراطية لا تطبق على شعب دون آخر، وحين يكون الغرب ديمقراطيا، عليه أن يفعل المستحيل لتعم الديمقراطية العالم أجمع، ولكن أية ديمقراطية ؟؟؟
أهي الديمقراطية على الطريقة الأمريكية؟ حزبان متنافسان يقدم كل من مرشحيهما تنازلات لرؤوس الأموال، والذي يقدم تنازلات أكثر هو الذي يفوز، وغالبا ما تكون هذه التنازلات بخصوص إسرائيل أولا، وثانيا ماذا يمكن أن يقدمه ليزيد أرباح رؤوس الأموال هذه، وغالبا ما تكون رؤوس الأموال هذه بين يدي مصانع الأسلحة، والمصانع الكبرى الأخرى التي تتحكم بمصير البشرية.
ولأن نتنياهو مطمئن إلى الدعم الأمريكي، ثم الدعم الغربي، ثم دعم العروش العربية وما تملكه من بترول، فهو يستطيع أن يكذب كما يشاء لأنه مطمئن إلى خلفيته المدعومة، وعلى أن أحدا لن يقدر أن يقول له أنه كاذب في كل ما قاله.
والرد على الكذب يجب أن يكون كذبا، وهذا ماحدث ويمكن للجميع العودة إلى ردود الأفعال التي صدرت.
شعوب المنطقة ومن بينهم اليهود غير الصهاينة الذين صاروا أمرا واقعا باعتراف المجتمع الدولي بمن فيهم العرب، هم ضحية كذب السياسيين في العالم، وضحية كذب معظم زعمائهم ثانيا..وعلى تلك الشعوب أن لا تصدق وعود أمريكا بكذبتها الجديدة "حسين أوباما"، الذي علق عليه المواطن المسكين آمالا كبيرة، ويجب أن لا يصدق أي رئيس أوربي بأنه يعمل لمصلحته عربيا أو يهوديا. لأنه في الحقيقة يعمل لمصلحة زعماء المنطقة الصهاينة واليعرب.
لا أحد يعمل لمصلحة الشعوب سوى الشعوب ذاتها، وإلى حين تصبح هذه الشعوب قادرة على التحكم بمصائرها لا أحد يفكر بأن السلام قادم .. فالسلام الآن أبعد عن من أي وقت مضى.
سلام بقرار من شعوب المنطقة، هي يوتوبيا، حلم بعيد المنال، ولكن ألا يحق لنا أن نحلم، مقابل كذبهم.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |