عجائب أليس في البلاد السورية
2010-01-01
لو جاءت أليس التي زارت بلاد العجائب إلى سورية لاكتشفت أن كل ما رأته في البلاد التي وقعت فيها أحداث قصتها لم تكن شيئا، وأن على الكاتب الذي كتبها أن يعيد كتابتها من جديد ويسميها أليس في البلاد السورية.
ستتساءلون وكيف ذلك ؟وأين العجائب السورية أقول لكم:
حين دخلت أليس هذه المرة سورية لم تكن الفتاة الساذجة التي قرأنا قصتها بل كانت قد تعلمت من تجربتها الأولى أن لا تدخل مكانا لا تدرسه جيدا. لهذا دخلت سورية وقد قرأت دستور حزب البعث الحاكم في سورية، وتوالت العجائب التي أذهلتتها: العجيبة الأولى كانت في قراءتها التعميم الذي أصدره الحزب عن تبنيه لحزب ديني سلفي متخلف والسماح له بالعمل ضمن الأراضي السورية وهو يسعى لتأسيس أمارة إسلامية غير عربية على أراضيها، في الوقت الذي ينص فيه دستور الحزب حسب ما قرأت : "المادة (3) : حزب (البعث العربي الاشتراكي) قومي يؤمن بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته ربطاً وثيقاً هو شعور مقدس حافل بالقوى الخالقة ، حافز على التضحية باعث على الشعور بالمسؤولية، عامل على توجيه إنسانية الفرد توجيهاً عملياً مجدياً، والفكرة القومية التي يدعو إليها الحزب هي إرادة الشعب العربي أن يتحرر ويتوحد وأن تعطى له فرصة تحقيق الشخصية العربية في التاريخ، وأن يتعاون مع سائر الأمم على كل ما يضمن للإنسانية سيرها القويم إلى الخير والرفاهية."
ثاني الغرائب التي واجهتها والتي جعلتها تقتنع أن كل عجائبها السابقة لا شيء أمام ما رأته في سورية كان أن جاءت رأس السنة الهجرية يوم الجمعة الذي سبق رأس السنة الميلادية أو ميلاد السيد المسيح، ثم تلته رأس السنة الميلادية في يوم جمعة أيضا فكان أن أصدرت رئاسة مجلس الوزراء بلاغا منح للمواطنين يوم الخميس عطلة بمناسبة رأس السنة الهجرية بينما أهمل إصدار بلاغ مشابه بمناسبة ميلاد السيد المسيح وهو رأس السنة الميلادية الحقيقي، وفي رأس السنة الميلادية المعترف به دوليا. فتساءلت أين المساواة بين الأديان.التي نص عليها دستور الحزب. وتساءلت لماذا ينعم المسلم بعطلة في عيد رأس السنة الهجرية ولا ينعم المسيحي بعطلة مماثلة.
وجاء استنكارها من معرفتها بالفقرة الهامة من دستور الحزب التي تقول: "حزب البعث حزب قومي علماني يدعو إلى الانقلاب الشامل في المفاهيم والقيم العربية لصهرها وتحويلها إلى التوجه الاشتراكي." والعلمانية كما يعرفها رياض نعسان آغا وزير الثقافة في مقالة له في مجلة المعرفة هي المساواة بين الأديان."
العجيبة الثالثة التي مرت بها هي كانت في متابعتها للخلاف الكبير الذي وقع بين المتنورين ومؤلفي قانون الأحوال الشخصية من السلفيين الذين عينهم مجلس الوزراء لكتابته. وجاء استغرابها من معرفتها بدستور حزب البعث الذي يقول عن المرأة: "المادة 12) : تتمتع المرأة العربية بحقوق المواطن كلها، والحزب ناضل في رفع مستوى المرأة حتى تصبح جديرة بتمتعها بهذه الحقوق."
استغربت المفارقة العجيبة بين ما يقوله دستور الحزب وقانون الأحوال الشخصية الذي صدر بمعرفة تامة من الحزب. ودهشت من استخدام كلمة موطوءة في القانون النسخة الأولى فيما دستور الحزب ينص على "رفع مستوى المرأة حتى تصبح جديرة بتمتعها بهذه الحقوق."
العجيبة الرابعة كانت في أنها أدمنت على قراءة ما يكتبه المتنور الإسلامي د.محمد حبش لتكتشف أن كتاباته منعت ولم تعد صفحته موجودة كل يوم جمعة حيث حرصت على شراء الجريدة لتقرا ما يكتبه عن الإسلام كما يجب أن يكون.
ولأن أليس مغامرة بدأت بالبحث عن الصلة بين السلفيين الرجعيين وبين حزب البعث التقدمي ولكنها منعت من متابعة البحث وسفرت خارج سوريا العجائب.
غادرت وهي تعرف بل وهي متأكدة من أن القيادة العليا للبلاد ومن الحزبيين الأصيلين المحملين بروح الحزب ليسوا المسئولين، بل هي فئة قليلة مدسوسة على الحزب وعلى سورية لأنه من المستحيل بالنسبة لها قيام تحالف بين متشددين إسلاميين وحزب البعث التقدمي الاشتراكي.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |