كلام جاهل ينقله جهلة
2010-02-26
المشكلة أن ما نجهله من تاريخنا هو 99 فاصلة 9 بالمائة، وما نعلمه على ضآلته يصلنا مشوها من المفسرين والدجالين والمدافعين عن الخطأ من غير وجه حق. فأنا ومنذ سمعت، ولم أكن قد سمعت مثل هذا من قبل، عن مفاخذة الرضيعة أعيش حالة من الذهول، والمفاجأة والقرف.
لا يمكن للنبي محمد، الرجل العظيم، قائد الدولة التي أسس دعائمها، وتركها أمانة بين أيدي من انطلقوا بها لتصبح إمبراطورية لا حدود لعظمتها، أن يكون قد فاخذ عائشة في يوم ما، أما دخوله عليها وهي في التاسعة فهو أمر مبرر لطبيعة المجتمع الذي كان يعيش به حيث كانت المرأة تحيض في التاسعة وتتشكل كامرأة بالغة في ذلك العمر.
وما جاء في صحيح مسلم والبخاري ما هو إلا تفسير لأحاديث ضعيفة لم يتجرؤوا على إنكارها بل رأوا أن يبرروا فعل النبي بدل أن يرفضوا الحديث من أساسه حتى لو كان منقولا عن عائشة. فالعنعنة هنا قد قد يعتريها الشك .
أثناء بحثي عن الحديث المنقول عن عائشة والمثبت في صحيح مسلم والبخاري لم أجد نص الحديث، بل وجدت هذه الفتوى الممسوخة والمضحكة والمتخلفة والصادرة عن لجنة البحوث العلمية والإفتاء في السعودية وهذا نصها ولست أدري هل الأخطاء الموجودة بها هي من الأصل أم من الناقل:
(( فتوى رقم (31409) تاريخ 7 5 1421ه
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي أبو عبدالله محمد الشمري والمحال الى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1809 وتاريخ 351421هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه بنصه الحرفي
انتشرت في الآونة الأخيرة , وبشكل كبير وخاصة في الأعراس عادة مفاخذة الأولاد الصغار , ما حكم ذلك مع العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد فاخذ سيدتنا عائشة رضي الله عنها.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي : ليس من هدي المسلمين على مر القرون أن يلجأون إلى استعمال هذه الوسائل الغير شرعية والتي وفدت إلى بلادنا من الأفلام الخلاعية التي يرسلها الكفار وأعداء الإسلام ,أما من جهة مفاخذة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخطيبته عائشة فقد كانت في سن السادسة من عمرها ولا يستطيع ان يجامعها لصغر سنها لذلك كان صلى الله عليه وسلم يضع إربه بين فخذيها ويدلكه دلكا خفيفا , كما أن رسول الله يملك إربه على عكس المؤمنين
بناء على ذلك فلا يجوز التعامل بالمفاخذة لا في الاعراس ولا في المنازل ولا في المدارس ,لخطرها الفاحش ولعن الله الكفار ,الذين اتوا بهذه العادات الى بلادنا.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءعضو:بكر بن عبد الله ابوزيدعضو:صالح بن فوزان الفوزانالرئيس عبد العزيز بن عبد الله بنمحمد آل الشيخ.))
أقول هؤلاء ليسوا بعلماء، بل جبناء. لم يستطيعوا إيجاد مخرج لسؤال فبرروه بأنه بإمكان النبي أن يملك إربه وعدم قدرة غيره من المسلمين. ثم رموا بقاذوراتهم على الكفار الذين أتوا بهذه العادات إلى بلادنا.
كلام جاهل ينقله جهلة، فإذا كان الحديث بمجمله يدور حول أمور جرت في عهد الرسول فما علاقة الكفار، ثم أن من يسمونهم الكفار هم أهل الذمة إذا أردنا أن نجاريهم، وهم أصحاب ديانات سماوية باعتراف الديانة الإسلامية، ودياناتهم مذكورة في القرآن.
ألم يكن من الأجدر بمجمع يضم أهم علماء السعودية أن يقول باختلاف المجتمعات، واختلاف الزمان والمكان، وإن ما كان جائزا أخلاقيا في زمن النبي لا يجوز الآن. أليس هذا أفضل من شتيمة الغير واستعمال الألفاظ التي لا تليق بهم.
أقول؛ قد تقززنا فكرة أن يضاجع الأخ أخته الآن، بسبب المراحل التي قطعناها من تطور اجتماعي، ووعي ثقافي، ولكن عبر التاريخ كان ذلك يحدث. ومفاخذة الرضيعة على ما فيها من تدن للأخلاق قد تكون سائدة في مجتمع قبلي كمجتمع الجزيرة العربية لأسباب عدة لا مكان لشرحها هنا. ولكن ما يجب على علماء المسلمين بدل الإنكار والاختلاف بين السنة والشيعة الإقرار بوجوده، ومن ثم تحريمه في زماننا بدلا من اللف والدوران عليه.
هو أمر غير جائز إنسانيا بالدرجة الأولى، وأخلاقيا بكل الدرجات الأخرى .. ومن يقترفه في "بلاد الكفار " حسب تسميتهم يعاقب بالعقوبة القصوى.
من المؤكد أن الخميني أجاز ذلك في عصرنا، وهو يعتمد على ما نقله الأقدمون. وبدل أن يقول بجرأة أن هذا لا يجوز في عصرنا، تبناه على أنه مسلمة، كما نسلم بكل ما قاله النبي. رغم أن النبي لو عاش عشر سنوات إضافية لكان نسخ نصف آيات القرآن بآيات منزلة و90 بالمائة مما قاله في أحاديثه. وقد حدث نسخ آيات بىيات أخرى، مما يعطيني الحق بقول ما أقول. وذلك بسبب التطور السريع للدولة الإسلامية وعدم حاجتها إلى كثير من الآيات والأحاديث التي جاء بها الوحي للنبي أو قالها هو لتأكيد أو نفي حالة ما.
كم نحن بحاجة إلى علماء بشجاعة عمر بن الخطاب وأمثاله ممن ارتأوا اعتماد العقل لا النقل بعد وفاة النبي. ليقولوا لا حين يكون الحديث غير منسجم مع عصرنا، وكم هي كثيرة تلك الأحاديث التي يجب أن تنسخ من معجمنا اليومي بعد التطور الاجتماعي والعلمي الكبير والمذهل، وتوضع في المتحف.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |