فتوى جديدة من داعية جاهل أساسها هدم الكعبة
2010-03-26
من ذا الذي يحق له الإفتاء؟
ومن ذا الذي يقول هذا يصح وهذا لا يصح؟
هل كل من وضع عمامة على رأسه صار مفتيا، ويحق له أن يدلي بدلوه في مواضيع تخص مليارات البشر.؟
في كل دولة إسلامية مفتٍ، والمفروض أنه الوحيد الذي يحق له الإفتاء في أمور المسلمين .. ولكن هذا المفتي يعينه رئيس الدولة وبالتالي فهو ناطق باسم رئيس تلك الدولة وليس باسم الدين. لهذا صار شيوخ المساجد جميعهم مفتين.
لم يقم أحد ما، متنور ما، في دولة ما ليقول لهم لا يجوز لشيخ في جامع، أو متعمم جاهل في الفضائيات التي انتشرت كالنار في الهشيم أن يقول هذا يصح وهذا لا يصح.
فإذا كان أولئك المفتون الذين يحق لهم بحكم منصبهم ليسوا كلهم أهل لذلك، فعلمهم اقل بكثير من الإفتاء بأمور المسلمين. فما بالكم بشيخ جامع درس الثانوية الشرعية في أقصى حدوده يفتي وينصح ويوجه، وهو بالكاد قادر على فهم ما يجري حوله.
وتلك الكلمة الجديدة التي أسست لها الفضائيات ذات التوجه الإسلامي " داعية" من هو الذي يحق له أن يكون داعية؟ وإلى ماذا يدعو؟ وإلى أي شيء يعتمد في دعواه؟
هل من مؤمن صادق الإيمان يتجرأ أن يقول عن إي حديث من أحاديث النبي أنه حديث لا ذرة من الشك في صحته؟ ولنفترض وجد مثل هذا الحديث ولكن في عدة روايات مضاف في كل رواية جملة هنا وجملة هناك، فعلى أي واحدة نعتمد في دعوانا.
قضية شائكة، لا حلول لها طالما بقي المسلم يضع نظارات سميكة على عينيه تمنع عنه رؤية ما يجري حوله في العالم، وظل يؤمن أن العالم توقف منذ 14 قرنا.
سقت ما سبق لأصل إلى أنه ليس كل من وضع عمامة حق له الإفتاء، وحق له أن يقول هذا يجوز وهذا لا يجوز. أو أن يقول كما قال أحد الدعاة الجدد بضرورة هدم المسجد الحرام درءا للاختلاط. وإليكم القصة:
فقد " فاجأ الداعية جمهور قناة ( بداية ) – وهي قناة إسلاميّة بلا موسيقى ولا اختلاط كان اسمها قناة الزواج ( !!)، ثمّ صار اسمها ( بداية ) تبثّ على موجتيْن واحدة للرجال والثانية للـ"حريم" - فاجأ الشيخ مستمعي ومشاهدي القناة الفضائية بمكالمة هاتفيّة وصف فيها الاختلاط بين الجنسيْن في المسجد الحرام بـ "الاختلاط المحرّم". وبدا الشيخ واثقا من أمره، فمضى إلى تخطئة ما درج عليه الناس من اختلاط في الحجّ قبل الإسلام وبعده. واستند في تحريمه القطعيّ إلى فتوى متأخّرة تجبّ ما قبلها وهي فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز!
ولتأكيد فتواه صرح، وحتى لا يكون هناك شك لدى العامة بأنه قالها في لحظة غفلة، وهو أستاذ الفقه في كلّية الشريعة بجامعة الإمام ، في حديث لـموقع (عناوين)، سبب دعوته تلك فقال : إنّ الكعبة هُدمت وبُنيت مرّة أخرى. ومن ثمّ، الأمر سهل جدّا أن يُهدم المسجد الحرام ويُبنى مرة أخرى. وأنكر الشيخ على السلطات السعوديّة توسعاتها "الترقيعيّة" داعيا إلى أن يراعي البناء الفصل بين الرجال والنساء، فتخصّص ثلاثة أدوار مثلا للنساء. ويمكن لهنّ، حينها، أن يطفن بلا مضايقة ولا ازدحام.
ووصف الشيخ من يحلّ طواف النساء مع الرجال أسوة بنساء النبيّ والمسلمات منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بأنهم من المنافقين الخلّص، مادام الشيخ عبد العزيز بن باز قد أصدر فتوى تقول إن الاختلاط الموجود في الطواف اختلاط محرّم، والواجب الفصل بين النساء والرجال فيه!
إلى متى سنظل أسرى رجال سفهاء جهلة، يقولون ما لا يفقهون، ويتلاعبون بعقول البشر. متحولين من الاعتماد على أحاديث النبي للاعتماد على أحاديث مشايخهم كما فعل هذا الداعية حين اعتمد على حديث ابن باز.
أما آن الأوان ليقف العقلاء في وجههم ويقولون لهم كفى....
وللمرة الألف أقول أما آن الأوان أن نعتمد على مكتشفات العصر واختراعاته ومكتشفاته بدلا من الخلاف حول الاختلاط وغيره واعتبار فرج المرأة محورا لحياتنا نمنع عنها ونسمح له بما نرضى. ونبني حياتنا على أساس هذا الفرج، متناسين أن العالم قطع شوطا بعيا جيا في توجهه نحو حضارة كونية ولا يعنيه فرج المرأة في شيء، سوى في تلك الأوقات المخصصة لممارسة الجنس.
لن أقول امنعوا ففي المنع فرض لرأي باتجاه رأي آخر بل أقول لنكون متربصين بهؤلاء الدعاة، مستعدين لهم، وقادرين في أية لحظة للرد عليهم، فهم أصل البلاء.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |