جَمَّدوا العقل العربي .. فهل من أمل؟؟؟؟؟
2010-04-30
السُّؤالُ المطروحُ: مَنْ هوَ المُستفيدُ مِنْ إِلغاءِ العقلِ العربيِّ.؟. و ما هي الغايةُ مِنْ ذلك.؟.
لا شكَّ أَنَّ هناك فائدةً لِجهةٍ ما في ذلك. فالعربُ - رغمَ أنِّي ما عُدْتُ أُحِبُّ هذهِ الكلمةَ - يجبُ ألا يكونُوا، أو يعودُوا أقوياءَ كما كانُوا. وذاكرةُ الغربيِّينَ لا تَنسَى، الغربيُّونَ ليسُوا مثلَنا؛ فأوَّلُ ما فعلَهُ "غورو" قائدُ الجيوشِ الفرنسيَّةِ الَّتي احتَلَّتْ سوريا، هُوَ ذَهابُهُ إلى قبرِ "صلاحِ الدِّينِ الأيوبيِّ" لِيقولَ: "ها قدْ عُدْنَا يا صلاحَ الدِّينِ.".!. فَمِنْ أينَ جاءَ بِكُلِّ هذا الحقدِ.؟. وكيفَ احتفظَتْ ذاكرتُهُ به لِيكونَ أوَّلَ ما يفعلُهُ أَنْ ينتقمَ مِنْ رجلٍ في قبرِهِ.؟.
نحنُ ننسَى، ونُسامِح،ُ ونقولُ: "عفا اللهُ عَمَّا مضَى.". أمَّا الغربيُّونَ فيُخَزِّنُونَ حِقْدَهُْم في جيناتِهِمْ؛ ويتوارثُونَ هذا الحقدَ، ولأَنَّ الأمريكانَ - أحفادَ الغربيِّينَ الأوروبيِّينَ والبريطانيِّينَ بخاصَّةٍ - فقدِ انتقلَ هذا الحقدُ عَبْرَ الجِيناتِ إليهِمْ. اِنتقلَ الخوفُ مِنِ استعادةِ إمبراطوريَّةٍ عربيَّةٍ إسلاميَّةٍ، تُعيدُ ترتيبَ بيتِها، وتُعيدُ احتلالَ بلادِهِمْ؛ هذا شيءٌ يُخِيفُهُمْ حتَّى النُّخاعْ.!. لذلكَ بدؤُوا منذُ الحُروبِ الصَّليبيَّةِ بِمَنْعِ هذهِ الشُّعوبِ مِنْ إعادةِ تأسيسِ ذاكرتِها، وبتأسيسِ ذاكرةٍ جديدةٍ لها، ليسَ فيها إِلا الخُنوعُ والخُضوعُ والاستسلامُ.
كيف يتمُّ لهُمْ ذلك.؟.
الأمرُ سهلٌ جدّاً. يُشْغِلُونَ هذهِ الشُّعوبَ البسيطةَ - التي ترتفعُ بينَ أبنائِها نسبةُ الأُمِّيَّةِ - بِأمورٍ ساذجة جداً، تتعلَّقُ بدينِهِمْ الَّذي تشظَّى إلى عِدَّةِ مَذاهِبَ وطوائفَ ودياناتٍ؛ وظل بالنسبة إليهم أمراً لا يُمكِنُ المَساسُ بِهِ، أوِ الاقترابُ منهُ. وبذلكَ يُسيطرُونَ على مُقَدَّراتِهِ، دونَ أَنْ يُدركُوا ذلك.
ولكنَّ السُّؤالَ المطروحَ هُوَ: لماذا لم يكُنِ الأمرُ كذلكَ، معَ بدايةِ العصرِ الحديثِ، معَ بدايةِ تأسيسِ دُوَلٍ حديثةٍ، تخلَّصَتْ مِنَ الاستعمارِ وأقامَتْ دُوَلَها الدِّيمقراطيَّةَ.؟. حتَّى المَلَكِيَّةُ في فترةٍ مِنَ الفتراتِ كانَتْ ديمقراطيَّةً، وكانَ عندَها حُدودٌ تجاوزَتْها أنظمةُ هذهِ الأيَّامِ، دونَ أيِّ رادِعٍ وبِدَعْمٍ مُباشِرٍ مِنَ الغربِ؛ وعندما أقولُ: الغربَ، أقصدُ أمريكا وحلفاءَها مِنَ الدُّولِ الغربيَّةِ.
سألْتُ: لماذا لمْ يكُنِ الأمرُ كذلكَ.؟. أُجيبُ: أوَّلاً: لأَنَّ الاتِّحادَ السوفييتيَّ كانَ مازالَ في كاملِ قوَّتِهِ، وكانَ دولةً قادرةً وصاحبةَ قرارٍ؛ فوقفَ في وجهِ أيَّةِ مُحاولةٍ تُقَرِّبُ الغربيِّينَ مِنَ المنطقةِ؛ واستمرَّ يُدافِعُ بشراسةٍ عنْ حُقوقِ العربِ التي هِيَ حقوقُهُ. فهُمْ حلفاؤُهُ بشكلٍ أو بآخرَ، ولكنَّ الاتِّحادَ السوفييتيَّ انتهَى؛ وتفكَّكَ إلى دُوَلٍ تابعةٍ للغربِ بطريقةٍ أو بأُخرى.
ثانياً: لأَنَّ التِّقْنِيَّاتِ اختلفَتْ وتطوَّرَتْ، ومراكزُ الأبحاثِ حولَ منطقتِنا، صارَتْ أكثرَ فعاليَّةً. وَضَعُونا كَقِرَدَةٍ في قفصِ الاختباراتِ، وأجرَوْا علينا كُلَّ ما يُمْكِنُ مِنِ اختباراتٍ؛ لِيصِلُوا إلى الطَّريقةِ المُثْلَى في إبقائِنا مُتخلِّفِينَ وتابِعِينَ وأُجَراءَ.!.
خوفُهُمْ مِنَّا، يعني أنَّنا نملِكُ مَقْدِراتٍ، لو تُرِكْنا بحالِنا لاستطَعْنا التَّقدُّمَ والتَّصَدُّرَ. والحديثُ عنِ الوحدةِ العربيَّةِ الَّذي سادَ معَ بداياتِ استقلالِ الدُّولِ العربيَّةِ، جعلَهُمْ يرتجفونَ خوفاً، ولمْ يكُنْ أمامهُمْ سوى أَنْ يفعلُوا ما فعلُوهُ؛ فمنعُونا بوسيلةٍ وحيدةٍ لم يكونُوا يملكُونَ غيرَها: أقصدُ بِها الدِّينَ المُرافقَ لِلتَّخلُّفِ والجهلِ والأُمِّيَّةِ. وهُمْ لمْ يفعلُوا شيئاً عدا الحِفاظَ على ذلكَ كُلِّهِ؛ بلْ زادُوا مِنْ خلافاتِنا المذهبيَّةِ والدِّينيَّةِ، وجعلُوا أتباعَهُمْ مِنْ رجالِ الدِّينِ يتلاعبُونَ بهذا الدِّينِ كما يشاؤُونَ؛ يُحِلُّونَ، ويُحَرِّمُونَ، ويُفْتُونَ دونَ أَيِّ رادعٍ أخلاقيٍّ؛ والمؤمنونَ تابعونَ بِفِعْلِ تركيبتِهِمُ الاجتماعيَّةِ وإيمانِهِمُ الأعمى؛ فهُمْ غيرُ قادرينَ على التَّحليلِ، لأنَّهُمْ غيرُ قادرينَ على فَهْمِ الآياتِ القُرآنيَّةِ وتحليلِها؛ وعندَها يصبحُ ما يقولُهُ الشَّيخُ هو عينُ الصَّوابِ، وما أكثرَ الصَّواَب عندَ الشُّيوخِ.!.
أَعْطُوا أوامِرَهُمْ: أزِيدُوا مِنَ التَّشدُّدِ، أَزِيدُوا مِنْ إِلحاقِ العقلِ باتِّجاهٍ وحيدٍ هُوَ الدِّينُ، بكُلِّ مُنتجاتِهِ الطَّائفيَّةِ؛ وامنعُوهُمْ مِنَ التَّفكيرِ؛ فالتَّفكيرُ يصلُ بهِمْ إلى الحقيقةِ.
جاءَ "ابنُ لادنَ"، و"طالبانُ"، وكلُّ الحركاتِ الإسلاميَّةُ المُتشدِّدَةُ، وعادَ الاستعمارُ مرَّةُ أُخرى بأسلوبٍ عصريٍّ، لِيحكُمَ عالمَنا. وجاءَ في منطقتِنا مُتمثِّلاً بالدين وبالشُّيوخِ المُتاجرينَ باسمِهِ، المُتناحرينَ فيما بينَهُمْ؛ كُلُّ منهُمْ يُدافعُ عنْ طائفتِهِ. جَمَّدُوا العقلَ العربيَّ، فيما هو مسموحٌ، وغيرُ مسموحٍ في الإسلامِ؛ وتركُوهُ غارقاً في الجهلِ.!.
هَلْ مِنْ مُنْقِذٍ.؟. هَلْ مِنْ أَمَلٍ.؟. رُبَّما، ولكِنْ ليسَ في المُستقبلِ القريبِ.!.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |