Alef Logo
يوميات
              

الكل يقصف الكل

نشتمان خلف

خاص ألف

2013-07-25

القذيفة لا صوت لها ... ولا هدف

القذيفة انبهارٌ بالمكان ...

فقط الأرواح تغازلها وتجعل لها صوتاً وأنيناً ودويّاً ... وربما ذاكرة

لن يحتفظ المكان بالفاجعة ... ولن تنطلي عليه أدوارُ من كانوا هناك ...

هكذا يتمايل الوطن السوري، بين ثنايا قذائفٍ تتقاسم أدوار الموت، في كلّ قريةٍ وفي كل مدينة. لن يستحيل الصلصال لبارودٍ بطعم الأطفال، ولا بطعم المجانين، وسنترك للفراغ برهةً من حنين، علّنا نصيب يوماً حبّاً أو ديمقراطيةً تنقلنا مع رائحة الياسمين لبرٍّ جديد، لحكايةٍ جديدة...

أناملنا تقعرتْ ...

رؤوسنا انتفختْ ...

أجسادنا هَزُلتْ ...

أحلامنا تسبقنا ... بسنةٍ أو اثنتين ...

تحملي يا أحزاني ...

فلديّ القليل من اليقين ... ولديّ الكثير من الأسماء ...

باتت عناوين المقالات والكتابات وحتى الهرطقات أشبه بنعوات تنخر في عقولنا وقلوبنا، فتسقط قذيفة علينا، ثم قبل أن ترتطم بكينوناتنا البيولوجية تستحيل لطائرة مع مدفع ميداني ثقيل مرهق ببقايا أحلامنا ...!

تحولت إغماضات عيوننا كالكربون المستخدم في أفلام السينما، مع كلّ إغماضةٍ نتمنى أن يكون الفيلم مستوحىً من مخيلة المخرج، لا أن يكون رصداً لقصة واقعية أو مُعاشة، لكن عبثاً نحاول ... فكل هذه الأفلام وكل هذه الكوميديا السوداء، أفقدتنا ما كنّا نتشبثُ به من أطواق الحمام والسلام والمحبة ...

نقف استعداداً حين تبدأ القذيفة القادمة من اللااتجاه رحلتها، فيقول المهللون انتبهوا، إنها القذيفة الخامسة هذا المساء، فيهرول الجميع في اللانهاية وفي اللامكان ... ثم تقف السماء محدقةً في الأطفال والشيوخ والمخابز والمعابر والأرياف والمدن ... لتصمّت أبداً قليلاً ...

لربما تكون هذه الملهاة جزءاً من قدرٍ مدونٍ بثارات الملائكة أو بتضحيات ملوك الطوائف ...

وعلى مقربةً من المكان الذي سقطت فيه القذيفة ...

صرخت ... ومرّت ثلاث نساء وطفلٌ وأرنب ...

كان الجميع ينظرون بعيونٍ من رماد ...

يرتطمون ببقايا أشلاء جدار المدينة ...

لم يكن ثمّة شتاء ...

لم يكن ثمّة رياح ...

فقط كانت هناك غيومٌ ترتطم بسقف المدينة ...

وتحمل السراب والذكريات إلى مدينة أو قرية مجاورة ...

وهناك ...

قام الجميع ... باستقبلالها استقبالاً إلهياً ...

كانوا خبراء في معرفة سراب وذكريات القرى القريبة ...

إنه سراب حلب ... إنه سراب حمص ... إنه سراب الشام ... إنه سراب الوطن!!.





























تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أرض الاستواء

28-تشرين الثاني-2015

أليكسا

21-كانون الأول-2013

لنا أوطانٌ أخرى لنلتقي

13-تشرين الثاني-2013

للأرض تناصٌ كالفاجعة

05-تشرين الثاني-2013

أشباه مُدن

28-تشرين الأول-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow