بالانعطاف قليلاً ذات اليمين وذات الشمال، ترى البياض حول عنقك كمظلةٍ مرهقة من ثقل الآلام المتقرحة، كالحشرات تمضي بين إفول قادم، وآخرٍ يمضي، بانفعالات مقتضبة من جسدك النحيل، ويديك الممدوتين كدودة قزٍ على شجرة تفاحٍ يابسة، تمضي ...

هي الفكاهة المنسية على وجوه أطفالٍ منسييّن بريشة خادم المقهى، هي الانحناءة المفضية إلى جسد الله بقوائم تحفر في الثلج بقايا خطواتٍ ذليلة، هي السماء حين تهطل بالإثم، هو أنت المنسيُّ أينما حللت.

حطام لوحةٍ قرميدية بلون البيض النيء

تقلّك من عوالم تحتية، مقتضبة ...

إلى إسفلت ممزوج بآثام من مروا في هذه الأرض

عواميدٌ ...

خيمٌ...

ممرات ...

سجادٌ ممزوح بمنمناتٍ رومية، عربات مدببة، سلاسل متلاحقة، جبال مسدّلة على ظهر بائع الحلوى في نهاية الطريق ...

رصاصٌ باردٌ كسحليةٍ تقضم آخر فقرة من عمودك الفقري، ورياحٌ متراقصةٌ مع الأسلاك الوهمية الممدودة أيضاً على أعمدة خشبية مفترضة، كهرباء مقننة، مياه متكومة في مستنقعاتٍ سياحية، برك ماءٍ مختلفة الأشكال، أسقف مستعارة من توتياء الجسد، صلصالٌ خبيث يقتفي أثر الرذيلة، جثثٌ رطبة كمرطباتٍ طازجة في صيفٍ استوائي بين حشائش السافانا..

صوت الحشرجة من سفح الأرض يعوي ككلب مقيدٍ إلى شريطٍ مائي يمر فوق الميناء الملطخ بألوان زرقاء مربعة، امتدادٌ طويل من صفوف هندسية متشابكة، خيامٌ مزودةٌ بهذيان الريح، مدفأة معطلة كعربة بائع البطيخ الموسمي مركونة بعناية أيادي من في الكوخ القريب.

لربما تمضي النساء، كل النساء من "أليكسا" إلى "كاترينا" إلى البحر الأدرياتيكي ليجربوا هول الفجيعة المسكونة بين طيات حروف ألقابهم المرعبة.

لن يبقى الثلج كما كان

سيحظى بلعنات الأطفال والعازفين عن نيل دفء الحياة

سيبقى أمداً طويلاً مختبئاً في طيات السماء

ستحذر الغيمة حين تمر من هذه الأصقاع

سيحلُّ الصيف ضيفاً أزلياً على حقول الخس والنعناع

سترفض الأرض بذور القطن لتطرد كل من يفكر باستقدام غيمةٍ مثلجة أو ماطرة

كيف للسماء أن تتحمل عبء النظرات

وعيون الأطفال كلها تتلقفها كحبة جزر أسود

طوبى للقمح والشعير ...

كانت أليكسا تشرب الحساء في السماء، تمطر أحجاراً بللورية بيضاء، كعورةٍ مستورة تحت عباءة الريح