كالسير في كرنفال ...

كانت رحلتي وأنا أمرّ بالدهاليز الرمليّة

بالدهاليز حيناً، وبالسلالم الرملية مرّة

كُلّها من الرمل المقلي بالعبيد، المكتنزين بروائح الخسارات الكبرى

هكذا بدأت أقلب صفحة المدن التي مرّرت بها على حين فجأةٍ عارضة ...

كُثبانٌ من التراب السحري، تحمي المتجمعين كقدرٍ أعمى ...

هم يشدّون الحياة من أذنها

وهم يتدحرجون كبراميل متفجرة من البهجة الغامرة، إنّه سر القائد

هكذا يرفعون أبواقهم الصوتية عالياً ...

إنّها منّة القائد ... مسحة القائد ...

هكذا على الأنهار ...

وهكذا في الطرقات المخصيّة بشرعة العارفين بخلائق الطبيعة

ألواحٌ من الخيش مملوءة بأحزان البعض، وجسارات البعض ...

تتجاور في ترتيب اعتباطي شعائريّ ...

تحمل بضع قطراتٍ من عرق المقاتلين الصبيّة

مقاتلون لم يتقنوا الحياة قليلاً ...

حين تنظر في عين أحدهم، ترى الرونق المَخفيّ لأيديولوجيا عالمية ...

أيديولوجيا تخرج عن نطاق اللامحدود ...

إنّها أيديولوجيات غرائبية تجعل الوجوه شبيهةً بوسائد مكتظة بصخرٍ مُدرجٍ على قائمة الأنين

لا ترهقوا الحقول حولكم

تريّثوا بيننا نمضي كأشباه هذي المدن

ونقلب صفحةً جديدة من الخسارات

لا رهان يمضي والمدن تعاني ...

كلُّ مدينةٍ إرهاقٌ لمن يقطنها