مرتفعاتٌ بللورية

وفراخٌ كطيور القطا تتدحرج على السفح القريب

ليس في هذه المدن سِوى الرماد، وبعض البارود المستورد من حضاراتٍ عتيقة

كلّ داخلٍ إليها، يشتم بأصنافٍ تُقاس على قامة الهباء الريفي

وطرق الإسفلت تقطع المصادفات الرهينة بأيدٍ عارية

المرتفعات تلك، خفيضةُ، ثمّ إنّها خفيفة الظلّ كسكّان الإقليم هؤلاء

لا يمكنك العبور دون أن تلحظ كلّ هذي الفوضى

لا سمات لحضاراتٍ

أو لا يمكنك أنّ تشتم بأصنافٍ تشبه ما هو دارجٌ هنا ...

النبيذ، النساء، القمح، القطن، السيارات، المطاعم، كُلّها مصادفاتٌ هستيريّة

ينسجها الرّواقون وعابروا الممرات والدهاليز ...

الأرخبيل هنا له تعريفٌ مقصودٌ بعُرف أهل العلم ...

المقدسات لا تأخذ شكل مقدسات الآخرين ...

كل ما هنا لا يشبه أيّ مكان في الأرض الوسيطة ...

هنا الأرض متطرفةٌ حتى في استوائها ...

يمضي الاستواء دهراً، دون أن تطرق باباً مائلةً

تظلّ تمضي كمرضى النسيان

لا تذكر أيُّ أرضٍ هذه

أيّةُ أرضٍ لا تملك ذاكرة طائر البشروش ؟!

وليس للعارفين بشؤون هؤلاء إلا البقاء متسمّرين، ليتأملوا دماثة وجوههم

فالبلاهة أحياناً، عدالةٌ يفرضها القدر!

هي عدالةٌ مفروضة، وفي عُرف سكّان الأقاليم المجاورة، هي عدالةٌ مستحقة

لا يمكنك إلا المُضي بلا وجهةٍ مدونةٍ على دفترٍ صغير

الوجهة هنا ضياعٌ مقصود

خلف تلك المرتفعات البللورية، ثمّة طيورٌ هالكة ...

نُقش على بضع أجنحتها، الوجهة امتحان للذاكرة

دون امتحان

قد تمضي الحياة كلّها في الهباء الريفي هذا ...

لكن ..!!

حين الخروج من هذا ...

تظهر الحياة بلونٍ جديد، ربما يماثل لونها عند سكان الأرخبيل

فقط بضع مرتفعاتٍ بللورية

حتى أنّها لا تصلح للمرعى

هي مجرد نتوءات مرتفعة

أو انتفاخات في وجه الأرض.!!