(إلى محمد ديبو)

لن أفتحَ قلبيْ الآنَ

سأفتحهُ بعدَ قليلْ

لقد وصلنا إلى الحفلةِ

نحملُ العيدَ والأغنياتِ والصباحْ

لكنني ما زلتُ أرى جداراً يسيلُ من ثقبهِ الدمُ

و ملحَ دموعٍ على الآنية

لن أفتح قلبيْ

صحيحٌ أن الموسيقا دافئةٌ

وصحيحٌ أن الريحَ تقهقه

نبيذُنا معتقٌ

والخوفُ معتقٌ أيضاً

والورقُ المكفهرُّ ما زالَ حولَ عيوننا

لقد تعلمنا الكثيرَ

ولم نتعلمْ كيفَ لا تشفقُ من أوسمتنا أنيابُ ذئابِ العالمْ

لن أفتح قلبيْ

للتوِّ عدنا من زمهريرِ المقابرْ

وها إننا نتهادى الزهورَ والأضاحيْ

لا حزنَ في القاعةِ

ولا أصداءَ حربٍ في الخارجْ

لكنَّ الجحيمَ ثورٌ

وأفكارُنا لم تزل حمراءْ

لن أفتح قلبيْ

الحفلةُ قد بدأتْ

وكل شيءٍ أرقُّ من جناحِ فراشةٍ مبتورٍ

ونحن الآنَ بعدَ قليلْ

لكنْ لنْ أفتحَ قلبيْ الآنَ

سأفتحهُ بعد قليلْ

27/10/2013

نكونُ آلاتٍ مخرِّفة

(من محمد ديبو إلَيْ)

لا أعلمُ إن كنا سنحصدُ القمحَ أم القنابلْ

إنما انظر إلى الضباب المدمَّى في عيوننا

ورودُ أعمارنا لم تشربْ غيرَ ماءِ الأنقاضِ الآسنْ

على جلودنا تعلو حشائشُ اللاجدوى

على جيادنا شهقاتُ الحسرة

وعلى ما حلُمنا به السلامْ

انظر جيداً

خارجَ هذا الهواءِ الصدئِ اختناقنا

خارجَ مزارعِ الرعبِ لن ننسى

ففي أعماقنا دودُ الأسئلة

وآبارُ الانكسارْ

سنكونُ آلاتٍ مخرِّفةً في كهرباءِ الحضارة

قططاً من ضياعٍ فردوسها قبورٌ دافئة

نملاً أعرجَ أقصى أمانيهِ الانتحارُ دونَ ضجيجْ

لا أعلمُ إن كنا سنحصدُ شيئاً

لكننا سلالةُ الجحيمِ

وكيمياءُ هذا الطريقْ

أقصد هذه الخرابْ

خرابٌ نعمْ

لكنه منا

وليسَ لنا سواه

8/1/2014

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عمر يوسف سليمان

خاص (ألف)