Alef Logo
ابداعات
              

نص / أنا قلم رصاص

آمنة الذهبي

2006-06-09

خاص ألف
قد تمنح المبراة قلم الرصاص قدرة الكتابة ، لكن ايهما الاسعد بالاخر ، قلم الرصاص المقاوم ام المبراة التي تاكله شيئا فشيئا ؟
كل الوثائق المهمة توقع بقلم الحبر ، رؤساء الجمهوريات ، المقاولون ، مدعو الثراء ، جميعهم يفضلون اقلام الحبر .. والمسكين قلم الرصاص لا يعرف الا انامل الاطفال الرقيقة ولا يستخدم الا للاشياء البسيطة ،كأنه يشبهني، مثلي تماما …
. هل فكر احد يوما باحزان قلم الرصاص ؟ كآبته التي لا تشابهها اية كآبة في الدنيا ، فهو المسالم ، الخجول ، المرتبط بالبراءة والخجل ، يرتبط اسمه ، دون ان يستشيره احد . بالرصاص ..
لوانه الان يعرف من اطلق عليه هذه التسمية ، لفعل به ما تفعله المبراة بالاقلام ، لكن قدره ان يحمل هذه الصفة الكريهة ، الرصاص ، يالها من مفردة ، كم يحمد الله ان قاموس الطفولة خال منها…!

كلما رأيته مستلق على المنضدة مع العشرات من اقلام الحبر شعرت بغربته وسط اولئك المهرجين،
اراقبه عندما يرتمي في احضان الورقة ، ينام بين طياتها ، وفي لحظات الامان تلك تنتابه
الهواجس والاسئله : لماذا يمحى بسهولة ويباع بثمن بخس ؟ من جعل اقلام الحبر رمزا للشرف ودليلا للذوق الرفيع ؟هل سمعنا يوما ان قرار اعدام او معاهدة جائرة وقعت بقلم رصاص ؟ على الاطلاق لا … ولكن هل شعرت اقلام الحبر بالخجل ـ ولو مرةـ من وظيفتها تلك … الا يحق له هو وحده )ان يفاخر ببراءته الا من عشقه المجنون للورقة.. هذه المغناجة الملساء هل تميز من يحبها اكثر ؟ أي نوع من الاقلام يغازل اسطرها ؟ هل تعرف ان الرصاص المخزون في المسدس والبندقية غير تلك المحبة التي يلوب بها هو ؟ ربما لا يهم الورقة ذلك .. فمالذي يجبره اذن على الاستمرار بمهماته الكتابيه ، ماذا لو ان اللعوب هجرته الى قلم حبر مذهب ؟ هل يعلن الاضراب ؟ وعن ماذا ولا وجود لحياته من دون الكتابة؟ من دون الورقة كم بكى في الليل ، كم اشتكى ، كم انتزع ممحاته المغروسة في راسه ورماها على الارض وبقي منتظرا اصابع تحتضنه دون ان يبالي ماذا ستملي عليه ان يكتب ،
و لكن ما ذنب الممحاة المسكينة ، التي تكره اقلام الحبر ولا تتعامل معها ايضا ، لانها تنظر اليها ، بازدراء وتعشق القلم الرصاص لانه يجعلها على رأسه، هل يفعل العشق كل ذلك ، من اصاب الاخر بعدوى العشق ، انا ام قلم الرصاص … هل له احاسيس كاحاسيسي واشواقي .. ومن سينصفنا … انا من الزمن وهو من المبراة التي يعانقها منتشيا راقصا منتميا لامنياتها بان يدخل قلم الحبر بين شقيها ولو للحظه ..لحظتها … من يعيد الحياة لقلم جف الحبر فيه .. وكانت نهايته سلة المهملات00 الذي كان منظره يوحي بالترف والقوة في الصنعة لكنه لم يحتمل شفرة المبراة التي تمر على قلم الرصاص عشرات المرات حتى انفاسه الاخيرة وهو يكتب مثل أي مقاتل عنيد … لا لا لا .. القتال يؤكد الصفة الملصقة به لذلك لا يريد ان نصفه بها … انا وقلم الرصاص ، نحمل صفات مشتركة ، كلانا لا يتحاج لكي يبدع الا لمبراة .. مبراة تبدو لا قيمة لها بعيدا عنا … لكننا بدونها لا نستمر بالحياة .. اينا اسعد .. انا ومبراتي الغامضة .. ام قلم الرصاص ومبراته التي لاتعرف سعادتها سوى الورقة00 ورقة ربما يجعلها قلم الحبر ورقة مهمة او يجعلها قلم رصاص اول خطوة في درب (النار والنور).....ام مبراتي التي تحفر خندقا على خدي تسير فيه انهار الدمع ... ام انا … انا … انا التي تفكر بهموم قلم رصاص ما زال مستلق على المنضدة مع اقلام حبرمذهب
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ملف الرجل / الرجل .. نافذتي التي اطل منها إلى عالم الإبداع

11-تشرين الأول-2006

نص / أنا قلم رصاص

09-حزيران-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow