Alef Logo
ابداعات
              

نقد / العقلية الكردية من خلال موقع عفرين نيت

د.فرزند عمر

2006-06-25

خاص ألف

( بمثابة رسالة )
مقالة بير رستم عن محي الدين شيخ آلي نموذجاً

لن أدخل في مقدمات تبريرية كما هي أغلب المقالات الواردة في موقع عفرين نيت ولن أدخل في مقدمات تبريرية كما هي أغلب المقالات الواردة في موقع عفرين نيت و تحديداً المكتوبة بأقلام كردية إلا ما ندر إذ أنني سأوفر على القارئ مجهوداً استثنائيا كي يعرف مثلاً أنني لست مدافعاً عن الشيخ آلي أو أية قيادات كردية و التي كأبسط مثال ينطبق عليها قول الشاعر مظفر النواب في قصيدته الشهيرة و التي يحفظونها عن ظهر قلب كل من يعتبر نفسه معارضاً عبر محاور شفهية إذ لم يتسنى إلا للقليل أن يطلعوا عليها كتابياً .



أما بعد :
منذ فترة ليست بالبعيدة كنت في جلسة سمر مع مجموعة من الأصدقاء و كان سؤالي موجهاً إلى أحدهم على الشكل التالي
- يا رجل لماذا لم تعد تكذب مثل أيامك الخوالي
فأجاب
- يا رجل عندما كنت أكذب لم يكن هناك الكثير من الناس يكذبون و كنا نعلم لماذا نكذب و متى نكذب بينما الآن العالم كله تحول إلى كذابين لذلك لم يعد هناك طعم للكذب .
و إنني من هنا ربما أدخل إلى إشكالية كبيرة نعاني منها نحن الشعب السوري و هي أن الكل أصبح مثقفاً و معارضاً و كاتباً و طبيباً و مهندساً و زعيماً حتى أننا بتنا نعاني من أزمة حقيقية في وجود العمال و الفلاحين فالمجتمع السوري تحول بأسره إلى طبقة مثقفة منظرة و هذه ليست على سبيل النكتة أو المزاح فمثلاً حالياً عدد الأطباء في سوريا بالنسبة لعدد الأفراد هو من أعلى الأرقام في العالم و هذه حقيقة و من أراد الاطلاع يمكنه بحسبة بسيطة أن يقوم بتقسيم عدد الأطباء المسجلين في وزارة الصحة على عدد السكان و سيكتشف ذلك بالتأكيد و هي كارثة حقيقية تفاقمت في العشر سنوات الأخيرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و عدم انهيار الحلم السوري بالتحول الطبقي المرجو إلى طبقة النبوة المثقفة نتيجة التضخم الأيديولوجي الذي نعاني منه .
المهم إن هذا المثال قد يندرج على مختلف الفعاليات الفكرية العلمية منها و الأدبية إذ أن المواطن السوري يستسهل العمل الفكري لأنه سهل و بسيط كما هو ضمن العقلية الجمعية السورية على وجه التحديد و هنا أستذكر مثالاً فرنسياً " مفاده أن الطب سهل على الأغبياء " .
إن ما يلفت الانتباه في المقالات المنشورة في عفرين نيت و التي على ما يبدو كتبت على عجل و لا تستند في واقعها على أية مراجع فكرية كتابية بل في مجملها تكنيس شفهي لما يقال في الندوات السياسية و التي يقيمها أباطرة السياسة الكردية بين الحين و الآخر و يبدو أن الهدف الأساسي منها هو إعلاني و ليس إعلامي حتى و استعراض للعضلات إذ أنه كيف يصح أن يقوم أحد الأشخاص و هو لم يحصل إلا على البكلوريا على سبيل المثال بكتابة مقال فلزوماً أن يكون الطبيب أو المهندس أو الصيدلي قادراً أكثر على كتابة مقال مشابه فيبدأ كل من يستطيع الكتابة بالكتابة و خاصة بعد أن دخلنا عصر الانترنيت و سهولة النشر و ربما هنا جدير بالذكر أن لا أستثني حتى نفسي فأنا على كل حال فرد من أفراد المجتمع السوري و أتأثر به و بعقليته مهما حاولت أن أنكر ذلك .
ففي بعض المقالات التي استطعت بشق الأنفس أن أقوم بمتابعتها نتيجة المغالطات التاريخية و الجغرافية و السكانية و العشائرية و التناقضات القاتلة حيث يبدأ الكاتب بنفي فكرة معينة ليقوم بتبنيها في آخر المطاف
و أكثر تلك الأفكار تخبطاً تتمثل في التأرجح بين الهوية الوطنية و القومية و هو داء شامل تعاني منه الفئات المعارضة بشكل خاص و مرده في الغالب انحسار الموضة القومية و ركوب موجة الوطنية الدارجة هذه الأيام لأن الفكر فكر إعلاني كما أشرنا سابقاً يتبع في أغلبه ابتكارات الموضة و فعالياتها الحركية .
إذ أنه في أغلب المقالات ترى أن صاحب المقال يتغنى بالهوية الوطنية و فوائدها و تعاليمها شاتماً القومجية - كما يحلو التعبير لدى أغلب الأوساط الثقافية – و القوميين واصفهم بالشوفينية و الرجعية و إلى ما هنالك من قاموس المفردات السياسية التي يتداولها أفراد الشعب السوري سلطة و معارضة على سبيل المسبات السياسية .
لكن ما لفت انتباهي و زاد من حميتي المحمومة أصلاً وسط هذا التهافت و اللهاث لكتابة المقالات و الدراسات و البينات مقالات الصديق بير رستم لأنني أعرفه بغير ما هو عليه في هذه المقالات و ربما سيكون أول المستغربين عندما يشاهد عنوان مقالتي هذه إذ أنه لا يخطر ببال أحد و لا حتى بير نفسه أن أقوم أنا بالرد على مقالة كتبها هو إذ أن أغلب الردود تأتي من مواقف شخصية مسبقة فأنا و بير رستم صديقان حميمان و أحترم تلك الصداقة بلا شك و الشيء الآخر الملفت أن من تناوله في مقاله يعتبر بالنسبة إلي مراهقاً سياسياً لا أكثر و لا أقل ألا و هو محي الدين شيخ آلي .
و أردت على سبيل المزاح أو التبرير أو النكتة أن ألفت الانتباه إلى هذه النقطة لعدة أسباب أولها و أكثرها أن أغلبية المقالات تكتب حالياً بوجهة نظر مسبقة و على أساس شخصي بحت فأردت أن أكون الشواذ كي أتفرد و أظهر على السطح كما هو طموح أغلبية الكتاب السوريين ( يعني مني و جر ) .
لنرجع إلى المقال النموذج المعنون بعنوان " القيادات الكوردية والقراءات السياسية
- محي الدين شيخ آلي نموذجاً – "

- أولاً :
سنبدأ بالعنوان لأنه بلا شك يحمل دلالات إعلامية عن النص المعنون به و القارئ عندما يقرأ العنوان سوف ينتظر توضيحاً عن القيادات الكردية بأجملها بلا شك إذ أن العنوان يبدو أنه يجمع القيادات كلها من مشرقها إلى مغربها و التي وضعت في ميزان واحد مع محي الدين شيخ آلي و التي ربما لن أناقشه في الفكرة لأنني لست ضدها بل سأناقشه في المقال الذي على ما يبدو كان مخصصاً للحديث عن محي الدين فقط و إغفال شديد للقيادات الأخرى مع أن القيادات الكردية سابقة على محي الدين في العنوان .

- ثانياً :
كما هو واضح من بداية المقال و نضيف إليه ما أشرنا إليه سابقاً عن الموضة و حركيتها ضمن المجتمع السوري أن بير رستم يتبنى الفكر الوطني و نشكره على ذلك كما هو واضح من خلال الدفاع المستميت عن حق السريان و الأشوريين و باقي الفئات المكونة للمجتمع السوري و محاسبة محي الدين على العنوان لأنه يحمل صداماً بين العرب و الأكراد حتى أنه يقارنها بكتاب لمنذر الموصلي و مدى حساسية هذا الكتاب عند الأكراد إذ أنه قامت الدنيا و لم تقعد أيامها نتيجة مقال للسيد صلاح بدر الدين أحد أباطرة السياسات الكردية إذ أن عدد القراء الحقيقيين لكتاب منذر الموصلي إلى حد الآن لم يتعدى 1% على أكثر تقدير بينما مقالة صلاح بدر الدين و ما ألف على غرارها من مقالات شتائمية آن ذاك تعدت المئات دون أي استناد حقيقي لقراءة و لو متواضعة لكتاب منذر الموصلي .
و لست هنا في صدد بحث تلك القضية الآن لكن الذكرى تنفع المؤمنين عن الشتائم التي تتولد نتيجة الثقافة الشفوية فقط
اذاً إن بير رستم يحارب محي الدين على قراءته القاصرة للموقف السياسي و ينعته باللاوطنية إذ يقول :

" إنهما يخطئان في طرحهما للقضية الكوردية في سوريا، وذلك عندما يطرحانها وكأنها قضية "تخاصم" أو صراع بين الشعبين الكوردي والعربي، وليست هي بقضية وطنية ديموقراطية وعلى أنها بين هذه الشعوب "

و هذا ما نحن بصدده و مهما كانت تلك الفكرة مصيبة أم لا فأنا لست بصدد مناقشة الفكرة أصلاً فهو رأي استند عليه الكاتب و يبدو أنه محارب لتلك الفكرة و التي هي النظرة القومية الشوفينية ( كما يحلو للكثير باتباع القومية بالشوفينية حتى بات الكثير يعتبرانها مترادفين ) على حساب الفكر الوطني ( موضة العصر الحديث ) و هنا مضطر أن أستشهد بما يقوله الكاتب بير رستم فيما بعد اذا يقول نفس الكاتب و في نفس المقال

" إننا نقول للسيد شيخ آلي بأن "السياسات الرسمية للنظام العربي" تجاه المسألة الكوردية ليست خشبية وفقط؛ بل هي سياسة إنكارية إلغائية، أي لا يقر ولا يعترف بحقيقة وجودك كقضية أرض وشعب، وإننا نقول عن سياسة كهذه على أنها - وكما قلنا سابقاً- سياسة إنكارية "

" أما وفي ظل هكذا واقع؛ أنت مغيب فيه كأرض وشعب، فهي لعمري تحليل بعيد كل البعد عن الواقع الراهن. "

" فإننا هنا أيضاً نختلف معك في هذا "البعض"، بل نجزم ونؤكد بأن الغالبية العربية، وعلى المستويين النخبوي والشعبي، ينظرون إلى المسلمين من غير العرب ومن ضمنهم الكورد على أنهم وما زالوا ذميين وموالي "

"؛ فإن كان يعني بها "أحداث" آذار لعام 2004 فلقد كانت انتفاضة حقيقية في وجه ممارسات سياسات خاطئة، مع العلم إننا لسنا من دعاة العنف، ولكن يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، وكفانا لعباً بالألفاظ وعلى الآخرين. "
" ؛ فالأجدى والأصح والأدق أن يقول: (ارتبط تطور ومصير كل جزء من كوردستان وليس "الأكراد" بمصير وتطور مجتمع ودولة، كلٍ على حدة). "

" نزعم في هذا السياق على سبيل المثال أن أكراد سوريا يشكلون أحد أبرز مكونات المجتمع السوري، فهم يشكلون..". لاحظوا أولاً عبارة "أكراد سوريا"؛ إننا ومن خلال رفضنا لهذه العبارة والصياغة لحقيقة الوجود الكوردي في سوريا لا يعني رفضاً لسوريا كوطن يضمنا جميعاً، وإنما نرفض ما هو كامن خلف ذلك من إلغاء لجغرافية كوردستان الملحقة بالدولة السورية "

سأكتفي بهذا القدر من الشواهد التي جاءت في المقالة و لن أفصل في كل شاهد عن مدى العصبية القومية التي يملكها صاحب المقال و سأكتفي بالاشارة إلى أمرين اثنين مصطلح الانتفاضة الذي تبناه و جغرافية كردستان الذي يتبع إليهم الأكراد شعباً و أرضاً مع تنويهه أنها لا تتعارض مع الهوية الوطنية
فبالله عليكم كيف يمكن أن يتبع شعب ما جغرافيتين مختلفيتين ربما هي السابقة الأولى في العالم سمعت بأفراد يحملون جنسيتين مختلفتين لكن لم أسمع بشعب يملك جنسيتين و يعيش ضمن حدود جغرافيتين ربما يريد بير رستم أن نرجع إلى زمن البداوة الرحل .
و السؤال هنا كيف يصح لكاتب أن ينعت الآخرين بصفات هو الأكثر حرصاً لتبنيها بل يزايد على الآخرين فيها .

- ثالثاً :
جاء على لسان الكاتب هنا مدى ركاكة اللغة نحوياً و إملائيا و عدم التزام محي الدين بقواعد اللغة العربية التي يكتب بها و هو أمر يحمد عليه إذ لا يجوز الكتابة بلغة لا نعرف أصول قواعدها و ربما أنا شخصياً أكون من أولئك الأشخاص و لن أستثني نفسي كما نوهت سابقاً لكن أرجعها أحياناً نتيجة الثقافة التبريرية التي نعيشها و اللازمة كي نتوازن بكذبة كبيرة نكذبها و نصدقها أننا أكراد و هذه ليست لغتنا و لو أخطأنا قليلاً لن تحصل الكوارث اللغوية لكننا لنرجع إلى صاحب المقال ذاته فأتساءل تساؤلاً بريئاً هل يصح لمن لا يستطيع كتابة كلمة أولئك حيث أنه في مقالة لبير رستم في صدد شتمه للقومية العربية و القومجين العرب كتبها على الشكل التالي ( أؤلاءك ) فهل يصح لكاتب يخطئ في الكلمة الواحدة عدة أخطاء املائية أن يحاسب غيره في موضوع الركاكة و الأخطاء الاملائية .

- أخيراً و ليس آخراً :
فعلياً نحن السوريون بكل طوائفنا و فئاتنا ربما علينا أن نتعلم كيف نصدق مع أنفسنا و أن لا نقول ما لا نلتزم به و أن نكون أكثر منهجية و أكثر علمية و أكثر توثيقاً و أن لا نتبع أهوائنا و أن نحترم ما نقوله لا أن نجعل الكلام ساحة لشهواتنا التي لا تنتهي
نحن السوريون كرداً و عرباً و أشوريون و سريان و طوائف و ملل و عشائر أحوج ما نكون الآن لأن نتآلف مع أخطائنا و أخطاء الآخرين و أن نصحح ذواتنا قبل أن نقلم ذوات الآخرين لأننا في هذه اللحظات نمر بأقسى الظروف التي يمكن أن تمر على شعب ما
راجياً أن تكون كلماتي تحمل ضمنها اعتذاراتها
















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد / مفهوم قصيدة النثر 1

15-آب-2006

وطنيون أم قوميون

30-حزيران-2006

نقد / العقلية الكردية من خلال موقع عفرين نيت

25-حزيران-2006

شعر / الساعة العاشرة إلا عشر سنوات

13-حزيران-2006

نقد / قراءة في نص انبثاقات وحشية

04-حزيران-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow