ماتقوله "فئران أمي حصة" ، ماتمتنع عن قوله
خاص ألف
2015-04-27
يقول سارتر :"الرواية وُجدت أو توجد بشكل طبيعي ليس من أجل إيجاد حلول لمشكلات المجتمع، ولكن على أيّة حال من أجل طرح تلك المشكلات"
تنطلق رواية سعود السنعوسي* الجديدة "فئران أمّي حصّة "2015 من سؤال الهويّة ذاته الذي انطلقت منه روايته السابقة "ساق البامبو" الحاصلة على جائزة بوكر 2013 . سؤال يتشّعب هذه المرة في مستويات أكثر تداخلا وتعقيدًا بين ماهو ثابتٌ وقارٌ في الذات الكويتية وماهو متحوّل تبعًا للتغييرات الخارجيّة والداخليّة معًا، وتُسائل الهويّات ماقبل الوطنيّة وعلى نحو دقيق "الهويّة الطائفيّة"، وترصد ماتعانيه من اضطرابات داخل الذات في انكفائها وانغلاقها سعيًا لمواجهة مايحدث في الخارج . لكنّها في النهاية تتصدّع وتنهار، إذ تبدو محاولات انغلاقها فاشلة بائسة غير مؤسسة على حامل فكري ومشروع نهضوي، ممايجعل حركتها أكثر حدّة وتوترًا تحت ضغط القوى الخارجيّة التي تهيمن عليها.
انهيارٌ تطفو به الهويات الأخرى على السطح؛ لتشكّل بنى أشدّ ارتباكًا وتنافرًا فيما بينها، تفضي بالضرورة إلى انقساماتٍ متوالية تتّخد أشكالاً مختلفة، لعل أهمّها الطائفية التي تحذّر منها الرواية.
تسعى هذه القراءة إلى إضاءة جوانب مختلفة من "فئران أمي حصّة"، قراءة انطباعيّة حرّة، تلتزم بما يقوله النص بعيدًا عما يجب أن يقوله .
بذور الفتنة | الحكاية الأم :
تتحرّك الحكاية بين زمنين يحيل أحدهما إلى الآخر وفق قاعدة السبب والنتيجة . الزمن الاول استشرافي"يحدث الآن" في عام 2020، والزمن الثاني "إرث النار" هو زمن الحكاية الأم التي تتفرّع هي الاخرى إلى حكايات صغيرة تمتدّ بين ثمانينات القرن الماضي ومطلع القرن الواحد والعشرين، وفق خطّ سيرِ ثابت إلى الأمام محاكيًا الزمن الكرنولوجي .
تعرض الرواية حكاية الأصدقاء الثلاثة فهد وصادق وكتكوت الذي لا نعرف عنه سوى لقبه ومحل إقامته وتعلّقه بحصّة جدّة فهد وابنتها فوزيّة، كتكوت الذي يتصدّى لسرد الحكاية ورصد ما يحدث في نطاقٍ ضيّق جدًّا لا يتجاوز منطقة "السرّة" في الكويت، وبيت حصّة الذي يستحيل مسرحًا للأحداث أغلبها، نطاق يستحيل فضاء تتحرّك به الشخصيّات وتتفاعل فيما بينها في رغبة واضحة لدى السنعوسي بتقديم البيت الكويتي من الداخل . كتكوت ينقل لنا الأحداث بتعاقبها التراكمي ويرصد لنا وجهات النظر المتباينة إزاء ما يعصف بالكويت وما يدور حولها من أحداث تترك أثرها واضحًا في الحياة الاجتماعية بالدرجة الأولى، بدءًا بالثورة "الإسلامية" في إيران ضد حكم الشاه، وحادثة الحرم المكي الأولى، وحرب الخليج الأولى، وتفجيرات المقاهي الشعبيّة التي راح ضحيّتها زوج حصّة وما تلاه من حل للبرلمان وتعطيل للدستور، وصولا للغزو العراقي وحرب الخليج الثانية، ويستأنف الحكاية من "منفاه" في منطقة الروضة بعد انتقاله إليها، حيث يتّسع المكان وتتشعب الآراء وتزدادا تباينا بعد أن أصبح الأصدقاء شبابَا وانضمّ إلى المجموعة ضاري ابن خال كتكوت الشهيد ذو التوجه السلفي .
يتم تعاطي القضايا السياسية الساخنة برؤيا لاتختلف كثيرًا عن رؤية كل من صالح وعباس والدي فهد وصادق، ولافرق سوى طبيعة الأحداث وتنامي موجات العنف وبروز ظاهرة الإرهاب بشكله الإسلاموي بعد أحداث 11 سبتمبر وأحداث جزيرة فيلكا وحرب الخليج الثالثة وصولا لحرب تموز وتأبين عماد مغنية، ممايحدث خلافات حاّدة تنتهي بلعبة بلاي ستيشن، خلافات تنهار أمام عهد الصداقة و"الوطنيّة" التي أرادت لها الرواية أن تبقى ثابتة في فوضى الاضطرابات قبل أن تنشأ جماعة " أولاد فؤادة" التي تحذر الناس من فئران تحمل الطاعون، ضمن استعارة مقولة لمسلسل "على الدنيا السلام" وشخصيتي مبروكة ومحظوظة، الجماعة التي تتبنى فكرة الوطن على الرغم من الاختلافات الفكريّة العميقة بين أفرادها، الوطن الذي يعدّ إشكالا هو الآخر في قضيّة الانتماء إلى الدولة وسياسة الجذب والتنافر القائمة بين مكوّنات الشعب الكويتي، وماينتج عن ذلك من ارتداد إلى هويّات ضيّقة .
بالمقابل فإنّ زمن "يحدث الآن" يحيلنا إلى عام 2020، ونبوءة بفتنة طائفيّة لاتبقي ولاتذر، مفخخات، انفجارات، قتلى، أسرى، ميلشيات مسلحة، قوات درع الجزيرة، حفظ السلام إلخ...
إضافة إلى وجود جماعات أخرى كالملاحدة و"أولاد فؤادة" الذين لانعرف لهم توجّها آخر غير الوطن بمفهومه العريض والفضفاض .
طرح هذا التوقيت في زمن مايحدث الآن " 2020" – باعتقادي – طرح اعتباطي غير مقصود لذاته بالقدر الذي تقصد فيه الرواية إحالتنا إلى نبوءة ممكنة في المستقبل القريب أو البعيد، تهمل التوقيت "ساعة الصفر" وتحتفل بتحقق النبوءة، وتسهب في شرح ما يمكن أن يحدث وقتها بمبالغة لا يمكن تجاوزها في تصوير حال البلاد حينها، مبالغة تحتاج الوقوف عليها طويلاً، دون أن تلغي الرواية احتمال عدم وقوعها إذا ما أعدنا النظر بالحاضر.أعني الزمن الحاضر بقوّة في الرواية رغم امتناع الرواية عن سرده .
الحاضر| يحدث الآن :
تمتنع الرواية عن سرد الحاضر، مما يحدث قطيعة زمنيّة بين الماضي والمستقبل المنظور . هذا ما يترك سؤالا عن سبب امتناع الرواية عن التورّط في الحاضر. ورغم الحرص الشديد على سرد الحكاية وفق خطّ زمني يدفع بالأحداث إلى الأمام بما يقود إلى الحاضر، لكنّ الرواية آثرت الانتقال المفاجئ إلى المستقبل مما يجعلنا نتساءل عن سبب ذلك الحذف دون الإشارة إلى ماحدث في "الحاضر" . قفزة زمنيّة هائلة ومربكة للقارئ، على الرغم من براعة الرواية في توظيف الزمن توظيفًا فنيّا. هذا مادفعني للتساؤل التالي : لماذا تحذف الرواية الحاضر ؟
هي لعبة فنيّة لايمكن وصفها بالاعتباطيّة ؛ لأنّ الرواية التي استطاعت أن تراعي الزمن بدقة "إرث النار"، وتنقل الأحداث وفق تسلسلها الزمني المحدد بالساعة والدقيقة "يحدث الآن"، لايمكن أن تتجاوز الحاضر رغبة في التجاوز، وهذا مايقودنا إلى سبب الحذف .
إنّ الحذف – باعتقادي- كان مقصودًا، وذلك لترك سؤال محدّد هو ما الذي يمكن أن نقوله عن الحاضر أكثر مما نعيشه ونصنعه بأيدينا ؟ فإذا كانت الرواية معنيّة بتتبع آثار الفتنة الطائفيّة في الماضي ورصد نتائجها في المستقبل، فالحاضر هو الدافع والمستفزّ لكتابتها . الحاضر الذي يختفي في السرد ويتقاطع مع كلّ ماحدث وسيحدث بالضرورة .
إنّ غياب الحاضر يجعلنا نتساءل عما يجب أن نفكّر به ونتصدى له إذا ما أردنا كسر تلك النبوءة والحيلولة دون تحققها .
هذا مايدفعني أيضًا للتساؤل : ماذا لو سردت الرواية الحاضر؟ ما الذي ينتظره القارئ من "فئران أمي حصّة" ؟ أن تسرد له وفق تتابع زمني الأحداث التي تجري في الراهن؟ وما الذي يمكن أن يضيفه إذا كان كل ما فيه سبب يؤدي إلى نتيجة ؟ وامتناع الأسباب انتفاء للكارثة المحتملة وهذا هو العبء الذي تنهض به الرواية بنبرتها التحذيرية القاسية.
الإسراف والمبالغة
يرى ويام فان اوكونور : "إن نجاح الروائي يعتمد على جعل قارئه يقبل مايبتدعه على أنه هو صادق وليس صادقًا بالمعنى الواقعي الضيق، ولكنه صادق بمعنى أن الفنان يسيطر على خيالنا سيطرة تجعلنا نتوقف عن النظر إلى العقل على أنه المعيار الوحيد للحقيقة ".
تنطوي الرواية على قدر كبير من التشاؤم بتقدير ماحدث ويحدث الآن "الحاضر"، مكتوبة بنبرة تحذيرية لا استشرافيّة، فالفكرة التي تلحّ الرواية على قولها تنطلق من هذه النقطة: كيف يمكن أن نمنع ما"يحدث الآن "الرواية " ؟ تشاؤم لانملك تسويغه كما لانملك الحق في إنكاره .
في جزء "يحدث الآن" نجد مبالغة كبيرة في وصف الأحداث والوقائع التي تحدث . مبالغة تنبع من رغبة في التهويل والتضخيم في وصف قبح ما"يحدث الآن".
بتصوري، فالمبالغة ليست في إمكانية تحقق تلك النبوءة من عدمها، إذ لاشيء يمنع تحققها من تعريفات للوطن وبحث في سيكيولوجية الشعب وما إلى ذلك من حجج وبراهين لا يمكنها أن تصدم طويلا أمام ضغط الأسباب المتراكمة والظروف الإقليمية والدولية السائدة ونمو بذور الطائفيّة، ومايمنعها، هو ماتقوله الرواية وإن امتنعت عن شرحه وسرده لنا، بعد أن قدّمت لنا شخصيّات متذبذبة ومضطربة لم تستطع أن تنهض بمشروع فكري واكتفت بشعارات عريضة:"احموا الناس من الطاعون 91" ، وهذا ما تركني أفكّر طويلاً بين رغبة الرواية بالتحذير من شرّ قادم، وعجزها من جهة ثانية عن النهوض بالمشروع الفكري الذي يحمله أولاد فؤادة الذين يعبرون عن الوطن بهويته العريضة، وما أثبت ذلك هو عجز هذا المجموعة عن الصمود في وجه التيارات الفكرية والأيديولوجيّة المسيطرة "سنة، شيعة، ملاحدة " .
هذا العجز الذي بدا واضحًا في تناغم مزيّف بين أفراد الجماعة التي يجمعها "حب الوطن"، تناغم ما لبث أن أصبح نشازًا تحت وقع الأحداث العنيفة . وإن حاول أفراد المجموعة القفز فوق مرجعياتهم عبر زواج فهد وحوراء" وضاري السلفي الذي صار يقرأ الشعر وانضم إلى مجموعة "أولاد فؤادة" التي تضم نساءً .
هذه المبالغة تنبع من القبح الذي أرادت الرواية تقديمه ، وفقًا لماحدده البازعي من سمات لجمالية القبح وهي : الإسراف والمبالغة، النشاز وعدم التناسق، الهزلي والمرعب، التشويه الخارج عن المألوف .
ويمكن تسليط الضوء على جمالية القبح عبر سمة الإسراف والمبالغة التي تهيمن على سواها في محاولة جادة وواعية لرصد ما قد يحدث دون الالتفات إلى نقله بأمانة نجدها في الحكاية الأم . لازمت المبالغة المسرفة قبح الواقع عبر ربطه بالخيال المفرط غير الواقعي في رصد أبعاد الصورة، والمستمد بتصوري ممايحدث خارج الكويت من حروب أهليّة وفتن طائفية عبر التقاطات لمشاهد التفجير والإعدامات الميدانية وسواها.
على سبيل المثال : "يعبث أيوب بأزرار المذياع: ...وذلك إثر انفجار خمس وثلاثين سيارة مفخخة خلال أربع دقائق ...يعلن مجلس الوزراء أن كيفان منطقة منكوبة"
مبالغة كبيرة جدّا لمن يعرف أن كيفان لاتحتمل هذا العدد الهائل من التفجيرات خلال "أربع دقائق"، انفجارات مستمرة في مناطق متفرقة، جثث ملقاة في "نهر البين"المتخيّل ،"تباع الجيف" المتخيل ينهش أجساد الضحايا، استهداف مقر إذاعة " أولاد فؤادة" الواقع أصلاً في منطقة تابعة لسيطرة ميليشة طائفية إلخ ...
كل هذه المبالغة بتصوير قبح الفتنة بما يحدث الصدمة مما يجعلنا نرى العالم بشكل غير مألوف ومثير للقلق ، فمايحدث ويبدو لنا مألوفًا " إرث النار" يتحول إلى غريب مزعج "يحدث الآن" دو ن أن نملك رده .
من المفيد أن نؤكّد على على أن مشروعية القبح هذه " تنبع من القدرة على تصويره بشكل يبقيه ممكنًا، وهذا مايسوّغ تعاظم دور المكان في الرواية فنيّا والاستناد إليه لإيهامنا بحقيقة ما سيحدث، إذا حدث !
بهارات | الروح المحليّة :
استطاعت رواية " فئران أمّي حصّة" أن تقدّم البيئة الكويتية بطريقة فنيّة رائعة، وهذا تصوّري الشخصي، حيث قدّمت البيت الكويتي من الداخل، وهذا أمر يحسب للرواية ويستحق الاحتفاء، إذ قلّما نجد رواية كوتييّة احتفت بالمكان بوصفه المعبّر الأفضل عن تلك المحليّة، وقدّمت صورة حيّة له بما يحتويه هذا المكان من تفاصيل صغيرة لم تغب عن ذهن السنعوسي بدءًا بالمكان الذي وصفه بعين المؤرخ، وبثّ به الحياة بما استحضره من الروائح والأصوات والظلال والأضواء التي جعلت منه مسرحًا حيّا . نجد هذا في وصف بيت " حصّة" غرفتها" :"قطع سجاد عتيقة، سرير نحاسي ولحاف صوفي بألوان نمر، مشط خشبي ومسحوق حناء وصابون سدر وصابون نابلسي ...روائح نفاذة ؛ دهان فيكس،ودهان آخر تحمل علبته صورة نمر أحضرته تينا من سيرلانكا، وروائح أخرى ثقيلة، محببة، تسكن المكان مثل غيمة " . بالإضافة إلى وصف غرفة فوزية وبيت عباس وماينطوي عليه هذا الوصف من إشارات إلى رمزية الشخصيات عبر توظيف كل مامن شأنه أن يؤكد على حضورها ووضع كل شخصية في موقعها المقصود.
نجد تلك المحلية أيضًا عبر جملة العلاقات التي تربط بين أفراد الأسرة و العلاقة بين حصّة الجدة وبيبي زينب العراقية، السوق التجاري مجمع "الأنبعي" ببضائعه وروائح الأطعمة وأحاديث الباعة واختلاط ملامحهم، عربة أبي سامح الفلسطيني " بيّاع البرّد، حديقة جمال عبد الناصر ...إلخ .
البيت الكويتي، العلاقات الاجتماعيّة بين الكويتيين من جهة والوافدين من جهة أخرى، الأصالة في مواجهة الحداثة. وهذا ما نجده جليّا في رواية " إرث النار"، تلك الروح التي تتلاشى رويدا رويدًا قبل أن تزول تمامًا في "يحدث الآن"، ليختفى المكان الحقيقي "الأصيل" أمام بروز أماكن متخيّلة.
المكان المتخيّل | الحقيقي :
يقول ياسين النصير : "المكان دون سواه يثير إحساسًا بالمواطنة، وإحساسًا آخر بالزمن والمحليّة حتى لتحسبه الكيان الذي لايحدث شيء بدونه، فقد حمله بعض الروائيين تاريخ بلادهم، ومطامح شخوصهم.
إذا كان المكان "الحيز الجغرافي" ضيّقا في الحكاية الام "إرث النار" مختصرًا بجزء من منطقة السرّة حيث يتجاور البيتان اللذان تتحرّك خلالهما الأحداث : بيت صالح وبيت عباس، فإنّ هذا المكان يتّسع إلى درجة كبيرة في الحكاية الثانية "يحدث الآن"، حيث نجد الرواية تتفنن في وصف المكان بتفاصيله وتنقلها بوصف تسجيلي دقيق، ولاسيّما بيت "حصة صالح " المكان الرئيس الذي تدور خلاله مجمل أحداث الرواية والمحمّل بالروح المحلية الوطنيّة، ومايبثه من إحساس بالأصالة، بدءًا بالحوش وغرفة الجلوس، غرفة فوزية، وغرفة حصّة الجدة . ..
مكان يشكّل متنفّسا لسرد الذاكرة التي تتفنّن بإظهار جماليته وأبعاده بما يعبّر عن فكرة الأصالة في تعبيرها عن الثبات والاستقرار، وتلحّ على التأكيد على ذلك، بينما يتسع المكان ليشمل الكويت كلّها في "يحدث الآن" .
يمكن ملاحظة هذا التغيير عبر توظيف المكان أيضًا في رصد التغيير، فالمكان الذي كان يضجّ بالحياة الملوّنة بدأت تخبو ألوانه ليصبح باهتًا خاليًا من الحياة بمايشبه النتيحة التي تحيلنا إليها الرواية .
على سبيل المثال تراعي الرواية - في وصف الحوش- التغيير الحاصل فيه بعد أن تقدّم لنا تفصيلا طويلا عنه: "في الحديقة الصغيرة، زرعٌ في حوض ترابي مستطيل بحجم بركة سباحة متوسطة الحجم، تنتشر فيه عشوائيًا بعض الحشائش، عن يمين المدخل إلى الحوش مفروش ببلاط ..... عادة مايكون مبنى الملحق، نهارات الجمعة محجوبا وراء الشراشف وغطاءات الوسائد البيضاء على حبل الغسيل .... 54 "، ثم يبدأ التغيير: " هاهو البيت وقد آل بعد رحيل أمي حصّة، لارائحة لقفص الدجاجات القديم . أتذكر قولها (يقصد عائشة زوجة صالح ) : أستحي
أستقبل ضيوفي في بيت يربي الدجاج 33" . ثم لانجده أكثر من محاكمة يعقدها الراوي بين ماكان عليه وما أمسى عليه " يحدث الآن ":
أتحاشى النظر إلى ماصار عليه الحوش. يبدو صغيرًا ليس كالذي ملأناه ركضا قبل سنوات...368" .
الماضي بتفاصيله الحميمة يحضر في مكان يمكن أن يكون أي بيت كويتي بخصوصيته، تفاصيل مستعادة بقوّة مع إظهار بذور الفتنة، والمستقبل بملامحه العامة عندما تهدم الأسوار وتتشابه الملامح فتصبح "السرّة " هي الكويت .
لانجد في جزء "يحدث الآن" اهتمامًا بتفاصيل المكان كما في الحكاية الأم . مجرد ذكر لبعض الشوارع والمناطق في إشارات سريعة لبعض المعالم والاماكن " بنيد القار، كيفان، الجابرية، الروضة، وأماكن دون تسميات " مسجد، حسينية، محطة وقود ..." مع اتّساع الفضاء الروائي عبر حركة الشخصيات خلال تلك الأماكن في زمن لايتجاوز نصف يوم من الثانية عشرة ظهرًا إلى الثانية عشرة ليلاً . اتّساع لايسوّغه سوى إيهامنا بحقيقة ما سيحدث، فضلاً عن أنه يشكّل خلفية للأحداث ويعزز انتماءها للنبوءة . يضاف إلى هذا اقتراح أماكن متخيّلة مثل نهر البين الذي ينتصب عليه جسر يفصل بين منطقتين حقيقيتين في الواقع تابعتين في "المتخيل" لميليشيات كل طائفة . النهر الذي يحوم فوقه "تبّاع الجيف " وتلقى فيه الجثث، وعلى من يفقد أحد من أهله أن يبحث عنه هناك . نهرٌ مفترض لاتنبئ الرواية بتدفقه خلال تلك المناطق، وجسر لايمكن أن يكون أكثر من عبور للشعب المتضرر من الفتنة .
شخصيات بلا ملامح :
تفتقد شخصيّات الرواية إلى العمق، وتبدو بمواصفات مسطّحة تجعلها بلا ملامح يمكن الوقوف عليها، بدءًا بالشخصّيات الرئيسة " ثلاثة الأصدقاء" والشخصيّات التي ظهرت بدرجة أقل فوزية وحصّة وضاري وعباس وصالح . وهي بمجملها تعاني من فقر معرفي وإيديولوجي . هي تقول مايجب عليها أن تقوله بمعنى أنّها رهينة لطبيعة مايحدث، وتفعل ماتمليه عليها الفكرة التي تسوق الحكاية وتلحّ عليها على الرغم من محاولاتها الباهتة، وإن كانت الرواية قد اجتهدت في الابتعاد عن تعريف الشخصيّات بشكل مباشر، وأحالت ذلك إلى سلوكها وحواراتها فيما بينها، في محاولة جاهدة لإلباس كل شخصيّة الرؤية التي تصدر عنها، فحصّة هي عربيّة بالفطرة وتعبّر عن ولائها وانتمائها للأمّة العربية "اليمن أصل العرب61 "شتيمتها المعتادة " يا اليهودي124"، وفوزيّة الكويت بملامحها التي تنطوي على سذاجة وبساطة تصل حدّ الجهل بحقيقة الوطن الذي يختصر بأشعار وصور وأوبريتات غنائية، فيما يمثّل صالح وعباس قطبي الطائفيّة ببعديها السني والشيعي، وضاري الفكر السلفي "الجهادي" والأصدقاء الثلاثة فكرة الوطن الضامّة للأطياف جميعها على اختلاف مشاربها ومرجعياتها .
جيّد إذًا، استطعنا أن نعرف "مرجعيّة كل شخصيّة، دون أن نتعرف على عمقها الفكري وبعدها الأيديولوجي، فهل أرادت الرواية ذلك ؟ أن تقدّم لنا شخصيّات مسطحة وخاوية لتقول لنا : إن المشكلة تكمن في التعصب الصادر عن جهل وخواء معرفي ؟ وإنّها في النهاية تتبنى أفكارًا أكبر منها سذاجتها مايجعلها حاملاً وناقلاً للفتنة التي لاتلتف في منطقها إلى عمق ؟
تبدو هذه الأسئلة مهمّة إذا ماوضعنا هذه الشخصيّات في مواقعها الصحيحة في واقعنا الحاضر . إنها لاتختلف كثيرًا عن هذه الشخصيّات في ظل ظروف إقليمية ودولية "خارجية" ووضع داخلي متأثّر وتابع لها .
وإذا كانت الرواية تقترح "الثمانينات" منطلقًا زمنيَّا لتتبع الفتنة الطائفية، سنجد صالح وعبّاس في خلاف شديد لم تستطع فكرة "الوطن" بمختلف تحولاتها خلال الأعوام التالية أن تنهي هذا الخلاف، بل نلاحظ تحسنًا طارئًا إبان الغزو العراقي مالبث أن تلاشى واضمحّل سريعًا دون أن أتلمّس أسباب هذه الانتكاسة . هل الغزو ظرف طارئ يقّرب الأطراف " أنا وابن عمي ع الغريب"؛/ ليعود مجدّدا كل طرف إلى حصنه ومرجعيته التي لايملك في الحقيقة فهمها أو تعريفها ؟ سؤال لا أكثر !
من هو الغريب ؟!
بعد عودة كلّ من عباس وفهد من الأسر، وتحرير الكويت يتّفق الاثنان علنًا على طرد الفلسطيني من "المنطقة"، "السرّة"، "الكويت"، وإذا كانت تعرض الرواية صورة للفلسطيني الذي عاش على أرض الكويت ووقف إلى جانب الكويتيين في المحنة "أبوسامح" الذي يساعد في معرفة مصير الأسيرين " أنا كويتي أكثر منك 222 ". هذه العبارة تحيل إلى العلاقة التي تربط الكويتي بالآخر ولاسيّما بعد الغزو . وتحاول تغيير الصورة النمطيّة التي تكّونت بعد الغزو عن موقف الفلسطينين، ومع أن الرواية اشارت لانضمام جماعات فلسطينية مسلحة لقوات الاحتلال العراقي إلا أنّها آثرت تقديم الفلسطيني بصورة مخالفة للصورة النمطية التي تشكلّت بعد ذلك، في وقوف "الفلسطينيين" إلى جانب "الغازي المعتدي" .
هنا، وبالضبط بعد الغزو، تحاول الرواية تفكيك موقف الكويتي تجاه الآخر ورصد التباين الكبير وتبادل الأدوار تجاهه . فإذا كان الفلسطيني "المهجّر عن أرضه" هو الغريب الذي دفع ثمن وسلوكيات فرديّة عادت بالسوء الكبير على وجوده فوق أرض الكويت، فإنّ هذا "الغريب" يحيلنا إلى ماهو أبعد من ذلك إذا ماحاولنا استجلاء الصورة من جوانبها المختلفة.
تموت حصّة بانتمائها العربي، تستعر الطائفية بعد ذلك، وتدخل مرحلة جديدة " صالح وعباس" ، بروز الفكر الجهادي الذي لايضع فلسطين في قائمة أولوياته "ضاري"،نشوء جيل من الشباب المحمّل بعاطفة كبيرة تجاه وطنه وهمومه، والخاوي معرفيّا هو الآخر " فهد وصادق وكتكوت"، بدء انحسار القضيّة الفلسطينية كقضية العرب الاولى " القومية " و عمى فوزيّة التي تدخل في فضائها الخاص، ثمّ زواج فهد صالح "السني" من حوراء عباس"الشيعي" . زواج يؤكّد على التعايش الممكن مقابل صدامات عنيفة بين العائلتين حول مذهب الأطفال وطريقة الصلاة والدفن ومكان العزاء، ليثمر هذا الزواج عن توءمين بثقافة أمريكية وعربية ركيكية وسؤال عن موقع القدس: " المسجد الأقصى في سلوى ؟ .... القدس؟...وين هذي ؟!418 "
الآخر | الكويتي :
تسلّط الرواية الضوء على العلاقة التي تربط الكويتي بالآخر وتردد تلك العلاقة بين التقديس والازدراء إثر كلّ حادثة من الحوادث المفصلية التي تعرضها الرواية . تغييرات جوهريّة في صورة الآخر التي تتخذ شكلين :
الشكل الاول : " الآخر العربي" الفلسطيني، العراقي" .
الشكل الثاني : الآخر" الأجنبي" الأمريكي .
صالح الذي يقدّس صدام حسين " بطل القادسية، أبو عدّي، أو الريس" يعلق صورته في صدر الغرفة وهو " يرتدي بذلة سوداء في صورة بإطار مذّهب ص41 "
عباس الذي يعلق لوحات بتفاصيل كثيرة، خيول وأسود وسيوف ورجال وسيمين ...وصورة لرجل بعمامة سوداء ولحية بيضاء كثّة، كتب أسفلها بخطّ أسود مزخرف "روح الله الموسوي الخميني " 104
حصّة التي تنحاز إلى كل ماهو عربي أصيل " اليمن أصل العرب" يااليهودي "صراخها على الصغار " تبرعوا لفلسطين 124"
أبو سامح الفلسطيني بيّاع البرد الذي عاش على أرض الكويت ودفن ثلاثة من إخوته في أرضها يغادرها وهو واثق أنّه كويتي أكثر ممن اتّهمه بالخيانة "أنا كويتي أكثر منك" ، "بيت الزلمات" بعد أن طردوا من السرة وشارك في ذلك كل من صالح وعباس " الخير بعد مايطلعون الفلسطن من الشارع254 " . بيبي زينب جدّة صادق العراقية التي أصبحت لهجتها عارًا وخجلا يطوي أحفادها إذا ما تكلمت كانت عراقية وأصبحت من الأحساء واختفت أغنيات ناظم الغزالي . الامريكية التي أصبحت محطّ إعجاب بعد أن كان حضورها في السرة مستهجنًا .
تغيرات عرضتها الرواية تنقل بشكلّ حيّ اختلال صورة الآخر، وتشكّل صورة أخرى انقلبت بها الأدوار وانكفأت بالكويتي الذي صار منغلقًا على نفسه، وفتحت بإحالات سريعة الباب لتصوّر الحال بعد الغزو بوصف تسجيلي وسرد تاريخي مقتضب " ماعاد للريس حضور في بيت آل يعقوب، والمحبة العاقية صارت سعودية محضة . صار صوت أبي سامح الفلسطيني صوتًا آخر لشاب سوري260"، " مسلسلكم الأثير، على الدنيا السلام، لم يكن بمنأى ثار يبث بمشاهد محذوفة 260"، " لاتلصق الصور، السبب! لأنها حرام ولأنها تطرد الملائكة 261 ، "صور الشهداء والأسرى في بيت عمك صالح قبل إزالتها لاتشبه صورهم في بيت عمك عباس 261" ، فلورنس التي كانت سُبّة أبي سامي ونقيصته، زمن أمّك حصّة .وقت كان زوج الأمريكية ...صارت أعلى شأنا وأرفع منزلة .استبقيتم وصف زوجها، ليس حطّا من قدره كما كنتم تفعلون بل اعترافا بتفوقه وتفوق أبنائه بمايربطهم من امرأة أمريكية "261 " " بالمزيل الأبيض ...لونوا هذا العلم " "العراقي "262 ،
موت حصّة جاء قبل انقلاب المعايير وتغيّر الصورة . فالمرأة التي ماتت قبل أن تشهد كل هذه التغييرات ودون أن تفقد إيمانها بفكرة الوطن وقداسة القضية العربية، تغمض عينها عن كلّ ماسيأتي بعدها .
من هم فئران حصّة ؟
ماتت حصّة قبل أن تروي حكاية " الفئران " التي وعدته بها، وكانت تتملّص من الحكاية بسرد حكاية أخرى، وكأنّ الحكاية التي تريد أن ترويها هي الحكاية التي حدثت وتركت واجب روايتها على الراوي . "التفتّ إلى قفص الدجاجات خوفًا من فأر عابر يعكر علي صفو الصباح، رغم تأكيد أمي حصّة أن الفئران لاتقترب من قفص الدجاجات مالم تكن إحدى بيضاتها مكسورة ...ص54"، "رأيت بعينيّ فئرانًا تهاجم القطط! قالت لي ص 60 "
" ماعادت الفئران تحوم حول قفص الدجاجات أسفل السدرة وحسب، تسللت إلى البيوت ......تقول: إنها الفئران ليس ضروريا أن تراها لكي تعرف أنها بيننا ....متى تقولين قصة الفئران الأربعة ؟ تفتعل إنشغالا بتنظيف المكان، تجيب " في الليل176"
تنتهي الرواية دون أن نستمع إلى قصة "الفئران" الخرافة بل نراها، ولكن من هم الفئران ؟ هل هم أولاد فؤادة ؟ هل هم الطائفيون ؟ هل هم الأزمنة التي تتعاقب؛ لظى وشرر وجمر ورماد ؟
الحديث عن الفئران جاء متساوقًا مع ملامح الطائفيين وأفعالهم وتسللهم إلى البيوت، ولكنه يحتمل الدلالة الرمزيّة لأولاد فؤادة الذين يسقطون في الفخ واحدًا إثر آخر، فخّ الطائفية .
أولاد فؤادة هم الشعب على اختلاف توجهاتهم ومرجعياتهم محمولا على حامل "الوطن" برغم التنازلات التي حدثت في سبيل إعلاء الهوية الوطنية فوق أية هويّة أخرى، لكن مشروعهم فشل أمام موجة العنف التي جعلتهم أقليّة محاربة من الأطراف جميعه، وكل طرف يرى فيهم نصيرًا لعدوه ... إنّهم الوطن المتهم بالانحياز إلى ولاءات وهويات متباينة .
هوامش :
تضطلع رواية "إرث النار" بمهمة سرد الحكاية حيث يتولى سردها راوي متكلم وراوٍ مخاطب في الجزء الفأر الثاني " لظى" . ولعل تسويغ هذا الانتقال في وجهة نظر الراوي هو الحرص على جعل الخطاب مناسبًا لعمر البطل الذي كان طفلاً ، فإذا استطاع أن ينقل لنا ماحدث فإنّه كان بحاجة إلى تسويغ الحشد الكبير من المعلومات والتفاصيل التي لايستوعبها عقل الطفل الصغير من أحداث عظمى أهمها الغزو . بالمقابل فإنّ الراوي المخاطب يكمل السرد باللغة ذاتها مكتفيا بكونه واصفًا ومؤرّخا لما بدأه الرواي المتكلم مع التنقل بين الحوار والوصف بشكل متواتر إلى حد كبير دون أدنى تغيير في مستوى الخطاب .
من جهة ثانية، تبدو لغة الرواية بسيطة انشغلت بوصف الأحداث وانهمكت كثيرًا باستجلاء الفكرة وتوضيح أبعادها ضمن وصف تاريخي سريع "الغزو"ومابعده"، ولكنها وإن كانت جافّة وتخلو من دفء العاطفة الذي نتوقعه في مواقف عديدة منها "موت حصّة "، "موت الخال"، الحب بين فهد وحوراء ،.مماجعلها أقلّ بكثير من الموقف وهذا رأيي . بالمقابل فإن لحظة انكسار حصّة أمام ابنة زوجها خلال أسره كانت محملة بطاقة عاطفية هائلة مع الاجتهاد بتوظيف الحواس ، وكأنّ الرواية حاولت أن تنحاز بالشاعرية من اللغة إلى الموقف .
لاتخلو الرواية من حشو عبر تفاصيل وأحداث لم تكن مهمّة، حيث إنّها جاءت مرهقة لي بوصفي قارئا مثل موت الطفل الأول لحوراء وفهد ورصد الرواية للحالة النفسية التي مرّت بها حوراء على سبيل المثال ...إضافة إلى الرمزيّة في مقبوسات شعر الوقيان والسبتي وعبد الكريم عبد القادر الذي يقفز بأغنية تناسب كل حدث . فهذا المطرب الذي يشكّل رمزًا واضحًا للوطن، يقفز من فصل لآخر ليؤكّد لنا ماتريد أن تقوله الرواية عبر أغنياته الوطنية وهذا ماشكل عبئًا على الحكاية، إلا إذا أراد له السنعوسي أن يكون شخصيّة حاضرة غائبة تقول عبر مقتطفات من أغنياته مايمكن أن تسرده الراوية ويكون في هذا سرد الرواية لتفاصيل قد تبدو هامشية .
تطغى الفكرة على الحكاية في مواضع كثيرة في الرواية، وذلك لانهماك الراوي بسرد وقائع تاريخيّة متلاحقة وكثيرة كما في الفصل السادس عشر، حيث يسرد الراوي المخاطب التغييرات التي طرأت بعد التحرير في العلاقة مع الآخر ، مع ارتفاع التقريرية في الخطاب في مواضع متفرقة : "وصرتم في مساحة صغيرة ، جزيرة لاترى أبعد من نفسها 261 " .
وصف تاريخي سريع جدًا في ثماني صفحات لتغييرات تستحق الوقوف عليها وكان من الممكن تحويل بعضها إلى مشاهد نلحظ من خلالها هذا التغيير. وهي وإن كانت في ظاهرها لاتتصل بشكل مباشر بالفكرة إلا أنّها تصب فيها وتسهم في استجلائها.
أترك هذه الملاحظات على هامش قراءتي الانطباعية الحرة، ولا أزعم أنني أحطت بجوانبها كافة، إنما هي مفاتيح لفهم النص وإضاءته .
لايمكنني أن أخفي إعجابي ببراعة السنعوسي في "فئران أمي حصّة "، وقدرته على الإمساك بخيوط الحكاية . كم نجح في إبهاري شخصيّا في تقديم البيئة الكويتية بمايميّزها على المستوى المحلي . هذا ماجعلني أعيد النظر في ما أراه، بين الكويت التي أقيم فيها بواجهات رصينة وشوارع محايدة وباهتة لأدخل معه إلى الداخل حيث تبدو الحياة طبيعيّة وممكنة وأرى بعينه مالانراه في بلدٍ لم يعرّف إلا بوصفه بلدًا نفطيّا تفوح رائحة النفط من أرجائه . وهذا جهد يستحق الشكر والاحتفاء .
يمكن القول أخيرًا : إن الرواية استطاعت أن تتبع آثار الطائفية البغيضة في محاولة جادة لرصد مسبباتها وأبعادها ونتائجها . استطاعت أن تقول ما امتنعت عن قوله أيضًا عندما وضعتنا وجهًا لوجه أمام تلك النبوءة . وأراني أكرر قول حميدو دايا " النص لايعبر عا يقوله بل في مايمتنع عن قوله " .
*سعود السنعوسي : روائي كويتي
صدر له ثلاث روايات . سجين المرايا ، ساق البامبو ، فئران أمي حصة .
08-أيار-2021
18-أيار-2015 | |
27-نيسان-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |