1
للضجر أن ينجز أشياء رائعة
مثلاً، أن أفكّر بكَ وأتذكر يديك تطرقان على أحد أبواب حياتي العتيقة
فأنهض وكأني ما زلت أسكن هناك، لأفتح الباب وأقول صباح النور.
2
أنت من أخذني إلى ذاك الجبل لنلمّ أحجاراً كانت كائنات بحرية منذ آلاف السنين
أنت من كان يرقّص الكلمات في يديّ
هذا الحجر لكِ
هذه السمكة لكِ
هذه الأغنية لكِ
ويريدونني ألا أكون شاعرة حزينة!
3
لا أفهم كيف كنت طوال الوقت تصمت أمام اﻵخرين، ولي تروي حكايات أجمل من أن تتزيا بها ذاكرة
كيف كنت تضحك عليّ وتقعني بالسفر إلى تلك القرى، قرى الشمال البعيدة لنمتحن توهج جسدينا
تحت النجوم
ياه... كم كنتُ ساذجة وطيبة إذ صدّقت فكرة أن ألقي قصائدي لجمهور من الطيور والغيوم والسهوب ولكَ
بينما أنت تصرخ: أتسمعين تصفيق الريح وأطفال البدو والفلاحين الفقراء
ياه... كم كانت تلك السذاجات جميلة.
4
كان يقول لي كم أحبّك يا شمسي
كنت أقول: اعتنِ بقلبك زهرة عبّاد الشمس.
5
في تلك الأيام العتيقة
كنت أدير قرص الهاتف كيفما اتفق
وأجدني أحكي معك
الآن ليس لي سوى أن أمشي وأمشي تحت مطر الذاكرة
حاملةً هيكلاً عظمياً لمظلّة.
6
التفاحة في الصحن تشدّ عليها قبضة امرأة
تريد أن تقول شيئاً ولا تستطيع
هو قبالتها مكوّم فوق نفسه مثل جثث في محرقة
هل هناك مشهد أقسى من حب يموت في غرفة ضيقة؟
* شاعر سوري مقيم في نيويورك