أزحتَ الستارة لتتفرّج على هذا العرض الطويل للذاكرة. حيواتٌ كثيرة تخرج من فقاعات سوداء... موتى يخرجون يؤدّون أدوارهم الرديئة على أكمل وجه. وثمّة حفّار قبور يتحدّث، يتحرّك بنزق، يُصدر الأوامر، إنه يدير العرض.
لن ترهق أحداً في نقل المسرحية كاملةً، حوارات ومونولوغات أفقدها الندمُ تلك الإثارات. نعم، هذا أقصى من أن تحتمله (أنت الجمهور كلّه)، لكن الممثّلين المثيرين للشفقة يتقاتلون... يضجّون، يعيدون تركيب خراب وجمال ماضيهم كأنهم لم يتعلّموا شيئاً من دروس الصمت التي أُلقيتْ عليهم في معهد الغياب. كأنَّ موتهم كان نزهةً في النوم.
أبقيتَ على مشهد واحد.
ميت حيّ ممثّل يشبهك، بقوّة يخبط على الخشبة، هو المراقب وأحد الممثلين/ الذي لا رغبة له في أن يثير حماسة أحد، الذي يريد أن يُنهي تلك المسرحية المهزلة/... يستلُّ صوت المخرِج حفّار القبور، ليقطع أعناق الحكايات، ليمزّق بقايا الفقاعات، الديكورَ كلّه من دون أن ينطقَ بكلمة.
الجمهور أنتَ. تصفّق وتصفق... وفجأة وحدك وحدك وحدك على الخشبة لا يتفرّج عليك أحد.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...