خاص ألف
مررت في زحمة التيه العولمي
فنظروا إلي بعيون اللصوص المستنفرة ...
فهل كان يبدو على محياي أنني سورية !!؟
هل كان شعري متموجا فينيقي المظهر
و ثوبي شفافا ابيض عاري الكتف ..!
هل لمحوا هذا التصميم الكنعاني في عيني ..!
و أجفلوا من صلابة فكي
و انفي الأرستقراطي العتيق ..!
ماذا أجفل اللصوص مني ...!
ألاني سورية أنا كوشم ...
كأيقونة
كبصمة ...
اخترقت لهاثهم الممرن على الريبة...
و أيقظت فيهم رائحتي المثقلة بالصوامع
و الأحرف
و كتب الله
و فلسفة الحكماء القدامى ،
هذا العشق المر للغزو !

لماذا اخذوا يقترعون علي ... عندما لم يبق منى سوى شبح مغادر !
و لما أراد من غمزني بطرف عينه أن يسلمني للصلب !!
و لما ...من دل على الحسن فيّ ، أراد قطع رقبتي ..!!!
الاني سورية .. شريكة الآلهة و رفيقة درب الأنبياء
و ملهمة المارقين و المحلقين خارج السرب ...!

كلهم مروا من هنا .. مروا فوق جسدي الناضج المتعب
مروا فوق جسدي المكلوم ... لكن البهي المتألق في جراحه ..
مروا .. نابشين قبور الرخام .. محركين عصي الساحرات
و ناثرين انجم النحس البراقة فوق القصور و القلاع ...
مروا .. فوق حسني و فوق دموع الوداع و الاستقبال التي تقيم في محاجري
مروا .. و رحلوا بجيوب مليئة بالوهم الذي ظنوه يقينا
و النقص الذي ظنوه كمالا ...
و الزيف الذي اعتقدوا انه الحق و على وجوههم ابتسامة العارف ..
مروا ... و لا زلت هناك أقارب حنطة ارضي و التحف السماء
أهدهد الخضرة المستمرة و احتفل بمواسم الزرع المقبلة
و هم راحلون .. يجرجرون نصرهم المهزوم ...